الأربعاء 17 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«السودان».. الأوجاع المنسية فى الإعلام

فى الوقت الذى تخطف فيه الحرب على قطاع غزة، والضربات الإسرائيلية على الحوثيين فى اليمن، والتوترات فى لبنان على خلفية قرار حصر السلاح بيد الدولة، أنظار العالم والإعلام، تجد هناك أوجاعًا منسية فى السودان الشقيق، حيث نقص الغذاء، والدواء، وتفشى الأمراض خاصة وباء الكوليرا، فى مدينة الفاشر، نتيجة الحصار المفروض عليها من قبل مليشيا الدعم السريع، بل هناك قرى أفرغت من أهلها نتيجة الحرب التى أنهكت البشر والحجر، وأثقلت الملايين بالجوع والخوف والتشرد، حتى غدت الحياة صراعًا يوميًا من أجل البقاء.



«حالة تراخٍ من الأمم المتحدة فى متابعة قراراتها المتعلقة بفك حصار الفاشر».. هكذا علق فتحى حسن عثمان، عضو البرلمان السودانى السابق، على الأزمة التى يشهدها السودان، معتبرًا أن استخدام التجويع كسلاح انتهاك صارخ للقانون الدولى الإنسانى، موضحًا أن قرارات مجلس الأمن ظلت حبرًا على ورق دون تنفيذ، رغم خطورة الموقف، وأن المنظمة قادرة على تنفيذ إسقاط جوى للغذاء والدواء لكنها لم تفعل، ما يمثل تقصيرًا فادحًا فى سجلها.

وحول وجود فرص حقيقية لوقف الحرب، طالب بالتزام قوات الدعم السريع بما تم التوصل إليه فى منبرى جدة والمنامة، وذلك لعدم تفاقم المعاناة الإنسانية أكثر من ذلك، معتبرًا أن استمرار حصار مدينة الفاشر يعد فضيحة أخلاقية وإنسانية، حيث يموت المدنيون ببطء تحت أنظار العالم.

من جانبه، اعتبر الدكتور فتح الرحمن فضيل، رئيس حزب بناة المستقبل، أن التعويل على المجتمع الدولى باعتباره المنقذ الوحيد خطأ تأسيسيًا، مشددًا على أن الحل الحقيقى لا يأتى إلا من داخل السودان عبر إرادة سياسية موحدة، وأن الأزمة فى جوهرها سياسية، وأن توحد القوى الوطنية المدخل لوقف الحرب، فيما يظل الخارج يتعامل معها كصراع بين طرفين لا كتمرد مسلح ضد الدولة.

أيضًا، قال بكرى المدنى، الكاتب الصحفى السودانى: «لا أعتقد أن الأزمة السودانية تمثل هاجسًا كبيرًا للمجتمع الدولى، وإلا لتحرك بجدية لوقفها»، ورأى أن أقرب السيناريوهات استمرار الحرب واستفحالها، مع ترجيح انتصار الجيش فى النهاية، لكنه ليس قريبًا. 

فيما شدد عزمى عبدالرازق، المحلل السياسى السودانى، على أن التعويل على الخارج أشبه بالمراهنة على سراب، معتبرًا أن الحسم على الأرض هو ما سيجبر العالم على التحرك، منوهًا إلى أن فك حصار الفاشر إذا تحقق سيغير معادلة الصراع برمتها، مشيرًا إلى أن الجيش يظل الرهان الوحيد القادر على إعادة التوازن.

وترى الدكتورة أمانى الطويل، خبيرة الشئون الإفريقية بمركز الأهرام، أن المجتمع الدولى يتعامل مع الأزمة السودانية بجدية متوسطة، بسبب انشغاله بالحرب الأوكرانية وأحداث غزة، مؤكدة أن السودان يواجه اليوم واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالميًا، حيث يهدد خطر المجاعة الملايين، فيما نزح أكثر من 11 مليون سودانى داخليًا وخارجيًا.