الخميس 11 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
روزاليوسف ترفض نصيحة العقاد!

روزاليوسف ترفض نصيحة العقاد!

كانت معركة روزاليوسف -السيدة والجريدة والمجلة- مع حزب الوفد بزعامة «مصطفى النحاس باشا» حديث الأوساط الصحفية والسياسية.



ورفضت روزاليوسف نصائح المقربين والأصدقاء بتهدئة اللعب قليلا مع الوفد، بل إنها رفضت تمامًا وقررت أن تخوض المعركة حتى النهاية، وعودة دستور 1923 وأن تلغى حكومة نسيم باشا دستور سنة 1930.

تروى روزاليوسف كواليس تلك الأيام قائلة: كان توفيق صليب «سكرتير تحرير الجريدة اليومية» لا يكف عن تحذيرى من نتائج انفصالى عن الوفد وكان ينظر إلى المسألة نظرة حسابية فحسب، فيقول لى: انتظرى حتى يتم لك شراء المطبعة فإذا انفصلت بعد ذلك كان فى مقدورك الوقوف على قدميك!

وكنت قد تعاقدت فعلا مع شركة ألمانية على شراء مطبعة كبيرة روتايتف دفعت ألف جنيه عربونًا لها ولكنى لم أرض أيضا بإخضاع مثل هذه المسألة لهذه النظرة الحسابية!

وجرت فى آخر لحظة اتصالات كثيرة مع العقاد وقف فيها معى وجاءنى يقول فى لهجة خطيرة: لازم تعرف أن موقفك ده فيه تضحية كبيرة جدًا وأنا لا أستطيع أن أضمن لك توزيع الجريدة لو انفصلنا عن الوفد!

فقلت له: زى بعضه.. أنا عارفة الموقف كويس!

فمد يده وصافحنى بقوة وهو يقول: آدى إيدى فى إيدك ومهما صنعوا فأنا معك!

وتقول روزاليوسف بكل شجاعة: وهكذا أصبح لروزاليوسف اليومية بعد شهور من ظهورها خصوم أقوياء لم يجتمع مثلهم على جريدة فى وقت واحد: الوزارة تحاربها، والقصر يحاربها والإنجليز يحاربونها.. وأصحاب الصحف الأخرى يقاومونها والوفد الذى كانت تستند إليه يوشك أن يتخلى عنها على أنه بقى لها الرأى العام كله تقريبا.

وتمضى روزاليوسف فى ذكرياتها فتقول: الصحف تتسابق فى نشر أنباء الخلاف، وفى سرد التفاصيل والتكهنات ومع كل صباح تصدر مؤكدة أن «روزاليوسف» سوف تفصل من الوفد، ونجيب الهلالى -وزير المعارف- وأنصاره من أصدقاء الوفد الجدد يستعجلون صدور القرار!

وأعلن أن الوفد مدعو لعقد اجتماع غير عادى فى بيت الأمة وركب «النحاس» و«مكرم» القطار من الإسكندرية عائدين إلى القاهرة خصيصا وأسرعت سكرتارية الوفد تستدعى أعضاءه من الأقاليم البعيدة.

وفى طريق عودة النحاس من الإسكندرية تجمعت الجماهير كالعادة لتحييه، وفى طنطا وقف النحاس فى نافذة القطار ليخطب فى الجماهير.. ورأى أحد المستقبلين يحمل «روزاليوسف» الاسبوعية فصاح فيه: ارم هذا الغلاف القذر!

فبهت الناس وسكتوا كأنهم يسمعون نبأ محزنا، وطير المراسلون نبأ الخطبة إلى الصحف، إذ كانت هذه الكلمة أول إشارة رسمية إلى فصل روزاليوسف!!

وللذكريات بقية!!