الجمعة 12 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تضامن عربى ودولى مع قطر فى مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية

جريمة جديدة تضاف إلى سجل الجرائم الإسرائيلية المستمرة، حيث قامت بالاعتداء على سيادة دولة عربية من خلال عملية عسكرية استهدفت عناصر لحركة حماس فى قطر وهو ما أدانته مصر بشدة والعديد من الدول، فى سابقة اعتبرتها القاهرة ودول عربية أخرى انتهاكا صارخا لسيادة دولة مستقلة، و«جريمة حرب» تهدد أمن المنطقة بأسرها.



يأتى ذلك فيما أعلنت الدول العربية والعالمية تضامنها مع قطر فى مواجهة العدوان الإسرائيلى، حيث جاءت مصر فى مقدمة دول العالم، معبرة عن رفض قاطع للهجوم الإسرائيلى على الدوحة، واعتبر بيان لرئاسة الجمهورية الهجوم «اعتداءً صارخاً على سيادة دولة عربية شقيقة وانتهاكاً للقانون الدولى وتهديداً مباشراً للأمن الإقليمى».

وأكدت مصر أنها تتابع التطورات «بقلق بالغ»، محذرةً من أن استمرار التصعيد الإسرائيلى ينذر بجر المنطقة إلى مرحلة أكثر خطورة من عدم الاستقرار، وأصدرت وزارة الخارجية  بدورها بياناً شددت فيه على «التضامن الكامل مع قطر قيادة وشعباً»، مؤكدة أن القاهرة ترى فى الهجوم «سابقة بالغة الخطورة» تقوض أى جهود للتهدئة أو الوساطة.

أما السعودية فقد عبّرت وزارة الخارجية عن «إدانة مطلقة» للهجوم، واعتبرته تهديداً مباشراً لاستقرار المنطقة برمتها، حيث شددت الرياض على أن الاعتداء لا يستهدف قطر وحدها، بل يفتح الباب أمام «فوضى إقليمية» قد يصعب احتواؤها، مؤكدة تضامنها الكامل مع الدوحة ودعوتها لمحاسبة المسئولين عن هذه الانتهاكات.

بدوره، أكد الشيخ عبدالله بن زايد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتى، أن هذا الهجوم المتهور يشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة قطر، واعتداءً خطيرًا على القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، وتصعيدًا غير مسئول يهدد الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين.

وأعرب عن تضامن بلاده الكامل مع قطر، ودعمها الثابت لكل ما من شأنه حماية أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها، مشدداً على ضرورة الوقف الفورى للتصعيد العسكرى، محذرًا من أن استمرار هذه الأعمال التصعيدية من شأنه أن يقوض الأمن الإقليمى، ويجرّ المنطقة إلى مسارات خطيرة ستكون لها تداعيات كارثية على الأمن والسلم الدوليين.

إقليميًا، شدّد جاسم البديوى، أمين عام مجلس التعاون، على تضامن دول الخليج بشكل كامل مع قطر، والوقوف معها صفًا واحدًا مع أى إجراء تتخذه ضد العملية الدنيئة والجبانة، منوهًا إلى أن هذا العدوان الغادر تجاوز ومزق كل القوانين والمعاهدات الأممية والدولية التى أقرتها دول العالم وفى مقدمتها الأمم المتحدة.

وطالب المجتمع الدولى بالنهوض فوراً والقيام بواجباته لمحاسبة قوات الاحتلال الإسرائيلية على جرائمها الوحشية والخطيرة، وردعها عن جميع ممارساتها التى باتت تزعزع الاستقرار والأمن فى المنطقة.

وأفاد أحمد أبوالغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، بأن الهجوم هو انتهاكٌ صارخ ومرفوض بالكلية لسيادة قطر التى سعت منذ بداية الحرب على غزة مع كلٍ من مصر والولايات المتحدة، للتوسط من أجل وقف إطلاق النار، وبذلت فى ذلك جهوداً مشهودة ومخلصة بهدف وضع حدٍ لحرب الإبادة التى تواصل إسرائيل شنّها فى غزة.

اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات الأسبق، أكد أن تنفيذ المقاتلات الإسرائيلية غارة دقيقة بهذا الحجم فى منطقة تعج بالقواعد الأمريكية يثير علامات استفهام كبرى حول التواطؤ والتنسيق المسبق. وأضاف: الكيان الصهيونى لم يكتفِ بمطاردة قادة المقاومة فى غزة، بل وسع دائرة استهدافه لتشمل دولًا عربية أخرى، ما يضع المنطقة كلها فوق فوهة بركان.

رشاد شدد على أن المجتمع الدولى مطالب باتخاذ قرارات حاسمة تكبح جماح هذه العربدة السياسية والعسكرية، بعيدًا عن مظلة الفيتو الأمريكى، داعياً دول الخليج والشرق الأوسط إلى توحيد الصف لمواجهة عجرفة نتنياهو.

من جانبه، قال السفير على الحفنى، نائب مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن سرعة تنفيذ الهجوم تكشف عن تواطؤ واضح بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية، مشيرا إلى أن الاغتيالات لن تنهى فكرة المقاومة، لأنها ليست أشخاصًا بل قضية عمرها أكثر من 70 عامًا.

ورغم التصعيد، لم تمر العملية دون ارتباك داخل إسرائيل نفسها، إذ كشفت وسائل إعلام عبرية عن حالة انقسام فى دوائر صنع القرار، فقد أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلى «جالى تساهل» بأن مصادر أمنية كبيرة شككت فى نتائج الهجوم الإسرائيلى على العاصمة القطرية.

وأضافت: أن الأمور لا تبدو جيدة ولا تدعو إلى التفاؤل، مشيرة إلى أن هذه التصريحات صادرة من المصادر التى سبق وأن أعربت عن تفاؤلها من نجاح الاستهدافات.

وذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن عددًا من كبار ضباط الجيش أبدوا تحفظهم على التوقيت، معتبرين أن الاستهداف قد ينسف الجهود القطرية – المصرية – الأمريكية؛ للتوصل إلى صفقة تبادل وإيقاف الحرب فى غزة.

كما لفتت “القناة 12” إلى أن الجيش أبدى شكوكًا قبل التنفيذ بلحظات، بينما كشفت مصادر أخرى أن رئيس الموساد، ديفيد برنياع، كان من بين من فضلوا تأجيل الضربة لصالح المفاوضات، فى حين أوكلت المهمة إلى جهاز «الشاباك».

الانتقادات طالت أيضاً رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فقد تساءل زعيم المعارضة يائير لابيد عن مصير المحتجزين الإسرائيليين فى غزة بعد هذه العملية، بينما اعتبر السياسى يائير غولان “أن نتنياهو لا يريد صفقة، وإنما تصعيداً يهدد مستقبل التفاوض”.