الأحد 14 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى ختام المسرح التجريبى

رومانيا أفضل عرض.. وحضور الجسد بقوة ضمن فعاليات المهرجان

رفع التجريبى هذه الدورة لواء مسرح الجسد، حيث اعتمد العديد من العروض المشاركة ضمن فعالياته على التعبير الحركى واستعراض أنماط عديدة لمسرح الجسد؛ جاءت البداية مع افتتاح المهرجان بعرض «انتصار حورس» تصميم وإخراج وليد عوني؛ دراماتورج الدكتور محمد سمير الخطيب؛ وهنا تجلى التعبير الحركى فى حكى أسطورة «إيزيس» و«أزوريس» وابنهما «حورس».. وامتد هذا التجلى حتى العصر الحديث؛ لم يكتف المخرج والمصمم وليد عونى برواية هذه الحكاية سواء على لسان الفنان طه خليفة الذى تقدم معلقا وراويا جوانب من أحداث هذه القصة؛



 

 

 

 بينما انفرد الراقصون برواية هذه الحكاية مع عرض مجموعة من الجداريات التى تروى تلك المعركة والتى انتهت بانتصار «حورس» على قوى الشر «ست» انتقاما لأبيه أزوريس؛ كتبت على جداريات معبد إدفو تفاصيل هذا الصراع الأسطورى بين حورس وست وقد تم تدوينه فى عصر بطليموس وكليوباترا.. من وحى هذه الجداريات نقلها «فيرمان» فى نص «انتصار حورس» وترجمه للعربية عادل سلامة وقام الدكتور محمد سمير الخطيب بإعداد هذا النص لفريق الرقص المسرحى الحديث بدار الأوبرا ليفتتح به فعاليات التجريبي؛ اعتمد الخطيب على نصوص «متون الأهرام»؛ «كتاب الموتى»؛ «الألواح الزمردية» وغيرها.. فى مشاهد متتابعة تجلى ابداع الصورة من عناصر السينوغرافيا ملابس وإضاءة وتداخل حركة الراقصين مع تتابع حكى القصة من خلال عرض سريع للجداريات على شاشة فى خلفية المسرح التى روت قصة هذه المعركة الأسطورية ثم امتد صراع «حورس» إلى اليوم والذى تمثل فى الجندى المصرى وصراعه مع قوى الاستعمار والحداثة ليخرج لنا عمل فنى مكتمل الأركان بالأداء والتعبير الحركى والملابس وموسيقى المصرى القديم التى أدى عليها الراقصون معظم مشاهد العرض؛ كما استحضر عونى خلال هذا العمل الفنى البديع روح عرضه «المومياء» لشادى عبدالسلام الذى سبق وأن قدمه من قبل على خشبة مسرح دار الأوبرا مع نفس الفريق.

 

تجلى حضور الجسد بقوة أيضا فى العرض الإيطالى «مشروع كوبيليا» الذى تناول فيه صناع العمل قصة الدمية كوبيليا ولكن تناولا مغايرا للباليه الأشهر؛ تدور قصة الباليه حول الدمية كوبيليا التى صنعها طبيب عبقرى ويقع شاب فى حبها معتقدا أنها فتاة حقيقية.. لعب أبطال العمل على فكرة الدمية وحدها وميكانيزم حركة الجسد الخاص بها؛ تحرروا من القصة الأصلية ولم يلفتهم فى كوبيليا سوى أنها جسد له حضور ميكانيكى خاص على المسرح؛ كان هذا العمل تحديدا أقرب لعروض السيرك منه لعمل مسرحى يحمل دراما هو مجرد فكرة لعب أصحابها من خلالها على استعراض مهاراتهم الجسدية المتنوعة والمتفوقة فى ألعاب السيرك والبهلوان تفرد كل منهم فى تشكيلات ألعاب السيرك المختلفة؛ بينما انفردت البلارينا بطلة العرض صاحبة دور «كوبيليا» بحضور آخر منذ بدأت اللعب بجسدها لتفصح لنا عن أنها دمية ذات طابع حركى محدد فهى تتحرك حركة ميكانيكية آلية؛ لم تكن طيعة لينة فى يد اللاعبين بها وكأنها دمية حقيقية تتخشب أعضاء جسدها وتتحول من حركة كائن حى لحركة المانيكان متجردة تماما من بشريتها؛ تفوقت فى محاكاة حركة الدمية الخشبية؛ وتنوع أداؤها فى أداء هذه الدمية ثم تحررت فى نهاية العرض من هذا القيد الحركى الذى يحبس جسدها فى حركة آلية وصعدت على حبل انتصف خشبة المسرح لتدور وتختفى داخل النور وكأنها ظلال شبح اختفى وتلاشى مع الضوء؛ مشهد شديد الدقة والإبداع لم يقتصر على مهارة التعبير الحركى للبطلة بينما لعبت الإضاءة مع حركتها بطولة أخرى حينما تلاشى جسدها فى النور؛ ليرسم النور مع حركتها الدائرية السريعة كتلة ضوئية حركية وكأنها هالة نورانية تشع من خشبة المسرح!

 

تعددت أيضا العروض التى اعتمدت على التعبير الحركى ضمن فعاليات المهرجان مثل العرض الإسبانى «بطاقات ممزقة» الذى تميز أصحابه بتقديم تجربة فنية شديدة العذوبة والخصوصية؛ وعرض «رماد» تصميم وإخراج كريمة بدير؛ وكذلك عرض دولة رومانيا «لحظات الوعي».

 اختتم المهرجان فعالياته على خشبة مسرح الجمهورية وتم إعلان الجوائز حيث منحت لجنة التحكيم شهادة تقدير للفنانة ياسمين سمير عن دورها فى عرض «رماد من زمن الفتونة» مصر؛ شهادة تقدير للفنانة إليسا موتو عن دورها فى عرض «كوبليا» إيطاليا؛ وشهادة تقدير للفنانة استريلا جارسيا عن دورها فى عرض «بطاقات ممزقة»- إسبانيا؛ كما قررت اللجنة منح عرض «الجريمة والعقاب» مصر جائزة لجنة التحكيم الخاصة؛ أما جائزة أفضل ممثلة «وقيمتها مائة ألف جنيه» حصلت عليها شذى سالم عن دورها فى عرض «سيرك» العراق؛ وجائزة أفضل ممثل وقيمتها «مائة ألف جنيه» ذهبت مناصفة إلى كل من علاء قحطان عن دوره فى عرض «سيرك» العراق ومحمد عبدالله عن دوره فى عرض «قهوة ساخنة» البحرين؛ وجائزة أفضل سينوغرافيا حصل عليها عرض «كوبليا» إيطاليا؛ وحصل جواد الأسدى على جائزة أفضل نص عن عرض «سيرك»، أما جائزة أفضل مخرج ذهبت إلى معز العاشورى عن عرض «روضة العشاق تونس؛ وجائزة أفضل عرض وقيمتها «خمسمائة ألف جنيه» حصل عليها عرض «هاشتاج نوتيل» لدولة رومانيا.