مجموعة قصصية تنتصر للهوية المصرية
«أرخص من المداد»

رانيا هلال
صدر حديثًا عن دار روافد للنشر والتوزيع مجموعة قصصية بعنوان «أرخص من المداد» للكاتب الشاب إسلام مجدى وهى العمل الأول للكاتب.
ويقول الكاتب: «كان أبى هو قائدى فى اللغة العربية، وما زال هو مرجعى لها نظرًا لما رأيته فى مكتبته التى يعتبرها معبدًا للكتب، رأيتُ بها كليلة ودمنة وقد قرأته فى طفولتى ولم أفهم إلا عندما بدأتُ فى الكتابة فى الثالثة عشرة من العمر، لاحظ أبى أننى أنتمى إلى مدرسة «محمود بك تيمور» فى السرد وبناء القصص، فهو من جعلنى أتعرّف على كتاباته، علمت أنه من رواد القصص القصيرة فى القرن الماضي، وبدأت بالبحث فى مكتبة أبى على كل كتاب يحمل اسم «محمود تيمور»، ونزلت إلى أسواق الكتب ومعارضها بحثًا عن أعماله، كانت شحيحة ولا يعلمه إلا خبير البائعين»
ويضيف: «قرأت لـ«توفيق الحكيم» وتأثّرتُ كتيرًا برواية «يوميات نائب فى الأرياف» لا سيما فى جملته «أرخص من المداد» فى يوميات النائب التى اعتاد أن يكتبها بنهاية كل يوم وبناءً عليها بنَيت مجموعتى القصصية واستمر بناؤها قرابة العامين، وتم عرضها على دار روافد وقوبلت بحفاوة وتشجيع، فنُشِرَت لى فى 2024.
وعن مشروعه القادم يخبرنا إسلام بحماس بالغ أنه بدأ فيه منذ أربعة أعوام، وهى رواية تتحدث عن صحفى فى سبعينيات القرن الماضى ومدى تأثره بحياة ونغم سيد درويش، وقد كان يراه فى كل مكان بروح «التخاطر» والبصيرة العالية للصحفي، وبدأ تحقيقًا خاصاً فى مقتل سيد درويش بعدما يقرب من 60 عامًا من مقتله، مؤكدًا بالأدلة أنه لم يمت بجرعة مخدر زائدة، وإنما نظير وطنيته وثوريته وحميته للوطن، فقد استهدفه الإنجليز وقتلوه بدمٍ بارد فى عشاء مسموم مُدبّر له.
ويعتقد أنه سيلجأ لفترة إلى المجموعات القصصية لأنها لا تتطلب بحثًا عميقًا كما فى كتابة الرواية، وأيضًا كقراءة فهى سريعة للقارئ ومن السهل أن ينهيها فى بضع ساعات، وفرصة إعجاب القارئ بالقصص تزيد مقارنة بالرواية.
«أرخص من المداد» هى مجموعة قصصية تدور فى معظمها حول البحث الدائم عن العدل، الأمل. يتناول عبر أحداثه العديد من التغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التى شهدها المجتمع المصرى على مدار القرن الماضي،
وما أوصلتنا إليه تلك الأوضاع، ومدى تأثيرها على الشعب المصري، علاقاته، طموحاته، قدرته على استيعاب عالم يتغير كل لحظة ومحاولة الانخراط فيه، ولحاقه.
عبرت المجموعة عن الهموم الإنسانية بشكل عام والتضامن مع الضعف وقلة الحيلة الإنسانية، الفقر، وبطش الاحتلال، وغيرها... يحتوى الكتاب على اثنتى عشرة قصة متفاوتة الطُّول والحُقَب الزمنية. تمتزج بين الإسقاطات أحيانًا والواقعية أحيانًا أخرى عبر حَبكة قَصَصية وحِياكة ماهرة الصُّنع.
كما نجد الأسرة والزوجة والأم والقائد وطالب العِلم والزوج الحائِر ونجد فيها روح الثَّورة العُرابية، وثورة ٢٥ يناير ومصر ما بعد الحُلم، نرى فى المجموعة القصصية الرَّيف، والأشجار، والجلباب المصري، الطربوش، والعمامة، الطالب الجامعى والمهندس، وساعى البريد، واليوزباشى وغيرهم...
نسمع نداءات العودة إلى الجذور والهوية المصرية التى كادت تندَثِر، نرى الأحلام ونسبح فى سماوات المستقبل... تتناول آثار الجهل تارة، ونُضج الإنسان المصرى السياسى تارة أُخرى.