الخميس 18 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حسام الحداد: التنظيم لم يكن يوما نصيرا حقيقيا للقضية الفلسطينية واتخذها شعارا للاستهلاك الجماهيرى

«الإخوان والصهيونية» تحالف الشيطان ضد مصر

«إذا كان للخيانة عنوان فهو جماعة الإخوان الإرهابية، فصفحات التاريخ شاهدة على جرائم ذلك التنظيم، خاصة أن قيادته لا تتوانى عن التحالف مع الشيطان لخدمة أهدافها، لهذا ارتمت قيادات التنظيم فى أحضان أبناء عمومتهم، وصاروا خُدمًا للصهيونية، فالهدف واحد، وهو استغلال الشعوب وتمزيق وحدتها»، هكذا وصف خبراء فى الحركات المتطرفة جماعة الإخوان.



 

الخبرء الذين تحدثوا إلى  جريدة «روزاليوسف»، قالوا إن جماعة الاخوان منذ نشأتها، رفعت لافتات دينية ووطنية، متاجرة بشعارات الدفاع عن قضايا الأمة وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، فى محاولة لكسب تعاطف الشعوب العربية والإسلامية واستغلال مشاعرهم غير أن الواقع سرعان ما كشف الوجه الآخر، حيث تبين بالدليل القاطع أن هذه الشعارات لم تكن سوى ستار لتحقيق مصالحها فقط، ولم تتردد فى الخفاء بعقد صفقات مشبوهة والتنسيق مع قوى معادية، وعلى رأسها الاحتلال الإسرائيلى، حتى وإن جاء ذلك على حساب دماء الفلسطينيين ومعاناة شعوب المنطقة.

 

الواقع كشف ازدواجية الجماعة الإرهابية بين الخطاب والممارسة؛ ففى العلن ترفع الجماعة شعارات «المقاومة» و«التحرير»، بينما فى الكواليس تنخرط فى مسارات تخدم أجندات خارجية وتضمن لها نفوذًا حتى لو كان الثمن هو التضحية بالقضية الفلسطينية ذاتها.

 

الخبراء أكدوا أن التلاقى بين خطاب الاحتلال وأكاذيب الإخوان لم يكن صدفة، بل يعكس وحدة المنطلق والمصالح فكلاهما يعمل على تزييف وعى الشعوب وتفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها، الاحتلال يزعم أنه يسعى للسلام بينما يسرق الأرض، والإخوان يزعمون أنهم «حماة فلسطين» بينما يتاجرون بدماء الشهداء ويضعون أيديهم فى أيدى من يريدون تصفية القضية. 

 

الباحث فى شئون الحركات المتطرفة حسام الحداد، أكد أن الرواية الصهيونية منذ نشأتها قامت على أوهام أسطورية، مثل «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض»، وهى المقولة التى صارت عنوانًا لتزييف ممنهج يستهدف تغييب الوعى العالمى، واليوم إذ يعيد الاحتلال إنتاج هذه الأكاذيب عبر تبرير عدوانه ومحاولاته الفاشلة لفرض التهجير على الفلسطينيين أو تحميل مصر مسئوليات لا علاقة لها بالواقع.

 

لكن المدهش – بحسب الحداد – أن هذه الروايات تتقاطع فى جوهرها مع أكاذيب تنظيم الإخوان الإرهابى فالتنظيم لم يكن يوما نصيرًا حقيقيًا للقضية، بل كان يتخذها سلعة سياسية وشعارًا للاستهلاك الجماهيرى، فى العلن رفعوا الشعارات الرنانة وخاطبوا العاطفة الدينية والقومية، وفى الخفاء عقدوا تفاهمات وتحالفات مريبة مع قوى مرتبطة بالاحتلال، بما يؤكد انتهازيتهم المتجذرة.

 

«الحداد» يصف هذا السلوك بـ «الازدواجية الممنهجة»، حيث يتقاطع خطاب الإخوان مع روايات الاحتلال فى هدف واحد: تزييف وعى الجماهير وتفريغ القضية من مضمونها، حيث يدعى الاحتلال أنه يسعى للسلام وهو يغتصب الأرض، نجد أيضا أن الإخوان يدعون أنهم يناصرون فلسطين وهم يستثمرون دماء الشهداء فى بورصة السياسة.

 

وعلى الضفة الأخرى، يقف الموقف المصرى شامخًا ومتماسكًا، راسخًا فى ثوابته، و مصر – كما يوضح الحداد – لم تتاجر يومًا بالقضية، بل خاضت الحروب، وقدمت الشهداء، وتحملت أعباء الدعم السياسى والإنسانى للفلسطينيين، وظلت الحائط الصلب أمام كل محاولات تصفية القضية أو فرض التهجير القسرى.

 

 

 

الباحث فى شئون الحركات المتطرفة، أكد أن التاريخ والواقع يفرضان حقيقة واحدة: الاحتلال والإخوان يشتركان فى صناعة الوهم، بينما مصر تظل صاحبة الموقف الأصيل والفاعل، فالقضية الفلسطينية ستبقى حية فى الضمير العربى، ولن تسقط أمام دعاية مزيفة أو تحالفات مشبوهة، لأنها قضية حق لا يمكن طمسه مهما حاول المزيفون.

 

«فى صفحات التاريخ الحديث، تتكشف خيوط دقيقة لحقيقة مشروع استعمارى ضخم، لم يعتمد فقط على السلاح والجيوش، بل ابتكر كيانات وظيفية تعمل من الداخل لتفتيت الأمة وتشويه وعيها» وفقاً للباحث فى شئون الحركات الإسلامية طارق البشبيشى، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية كانت إحدى هذه الأدوات، إذ ظهرت بعد ثورة 1919 التى عبر فيها الشعب المصرى عن إرادته فى التحرر من الاحتلال البريطانى وكان الاستعمار يدرك أن استمرار هيمنته يحتاج إلى جسم داخلى ينخر فى المجتمع كالمرض، فكانت الجماعة التى رسم لها دور محدد: مواجهة الوطنية الصاعدة وتفكيك البنية القومية.

 

«البشبيشى»، أضاف أن هذا المخطط لم يقتصر على الداخل المصرى فقط، بل استكمل بزرع الكيان الصهيونى فى قلب المنطقة عام 1948، ليكون أداة استعمارية أخرى لتقسيم العالم العربى واستنزاف طاقاته التنموية والعسكرية وهكذا تشكل محورًا مزدوجًا: الإخوان من الداخل والكيان الصهيونى من الخارج، كلاهما ولد من رحم واحد هو المشروع الاستعمارى البريطانى ولهذا – كما يوضح – لا ينبغى أن نندهش اليوم من وحدة أهداف الطرفين، فالأصل واحد والمصلحة مشتركة.

 

«البشبيشى»، أشار إلى المشهد الراهن يكشف بوضوح هذا الترابط و لم يعد التنسيق سرًا كما كان فى الماضى، بل صار فى العلن، تصريحات إسرائيلية متكررة تحاول النيل من مصر، تقابلها منصات إعلامية إخوانية على الفضائيات ولجان منظمة على وسائل التواصل الاجتماعى، كلها تتحرك وفق خط واحد: تشويه الموقف المصرى، وتزييف وعى الشعوب، والتشكيك فى ثوابت الدولة الوطنية.

 

الباحث وصف هذا التلاقى بأنه «تحالف شيطانى معلن»، يضع مصر فى مرمى الاستهداف، لأنها العدو اللدود الذى أفشل على الدوام المخططات الكبرى، فلم تخضع مصر لضغوط تصفية القضية الفلسطينية، ولم تقبل بفرض التهجير القسرى على الفلسطينيين، بل دفعت من دماء أبنائها ثمنا للدفاع عن هذه القضية، وتحملت أعباء سياسية واقتصادية وإنسانية جسيمة، مشيرًا إلى أن التاريخ يبرهن على أن مصر ظلت دائما حائط الصد أمام المؤامرات، وأن قوة هذا الدور تستفز أعداءها وتدفعهم إلى تكرار حملات التشويه والأكاذيب ومع ذلك، فإن الوعى الشعبى المصرى والعربى بات أكثر إدراكا لخطورة هذه التحالفات المشبوهة، وأكثر استعدادًا لمواجهتها.

 

«البشبيشى»، شدد على أن الخيانة مهما غلفت نفسها بالشعارات لن تصمد أمام الحقائق الراسخة وستبقى القضية الفلسطينية قضية مركزية للأمة، وستظل مصر الرقم الصعب الذى تتكسر عنده مؤامرات الاحتلال والإخوان، لأن الشعوب لا تخدع طويلا ولا تقبل التفريط فى حقوقها.

 

«لم يكونوا يوما تنظيمًا وطنيًا بالمعنى الحقيقى ولكنهم مشروع أممى يسعى للسلطة بأى ثمن، حتى وإن كان على حساب الدول الوطنية وهويتها وسيادتها فالتنظيم»، حسبما أوضح الباحث فى شئون الحركات المتطرفة هشام النجار، متابعًا: «التنظيم لا يملك كوادر قادرة على الحكم، ولا برامج واقعية متطورة لإدارة شئون الدولة، لكنه فى المقابل يمتلك قدرة عالية على عقد التحالفات المشبوهة مع القوى الخارجية الطامعة، حتى وإن كانت تلك القوى هى العدو التاريخى للأمة، وفى مقدمتها المشروع الصهيونى».

 

«النجار»، لفت إلى أن طبيعة التنظيم الأحادية والطائفية لا تتلاءم مع أى نموذج حكم وطنى حديث، ولهذا وجد الإخوان ضالتهم فى التناغم مع مخططات إعادة رسم المنطقة وتقسيمها وفق مشاريع مثل «إسرائيل الكبرى» و«الشرق الأوسط الجديد» وبهذا يصبح التنظيم، وفق تلك الرؤية، أداة داخلية وظيفتها تنفيذ ما عجزت عنه القوى الخارجية بشكل مباشر.

 

الباحث فى شئون الحركات المتطرفة، أشار إلى أن الصفقة التى يسعى الإخوان إليها منذ عقود، منذ ما كشفته وثيقة «خنجر إسرائيل» وحتى اليوم، تقوم على معادلة واضحة: أن يحصل التنظيم على مساحة حكم إدارى محدود بلا جيش وطنى حقيقى، فى حين تتمدد إسرائيل فى العمق الاستراتيجى وتسيطر على المناطق الحيوية، والإخوان يرضون بحكم شكلى يتفاخرون به باعتباره «تجسيدًا لحلم الخلافة»، بينما يتمدد الاحتلال على الأرض ويقتطع الجغرافيا والسيادة الفعلية.

 

ويرى «النجار» أن النموذج واضح فى المقارنة بين ما كان يخطط له فى مصر وسيناء والإسماعيلية والقنطرة، وما حدث بالفعل فى سوريا من تمركز الاحتلال فى الجولان والجنوب السورى، والنتيجة واحدة وهى إضعاف الدولة الوطنية وتمزيقها، وتحويل التنظيم إلى غطاء محلى لمشاريع خارجية تستهدف الأمة كلها.