الشرطة تبحث والنيابة العامة تحقق والوزارة تحصر
إجراءات مشددة لمنع تهريب الأسورة المختفية من المتحف المصرى بالتحرير إلى خارج مصر

علاء الدين ظاهر
إجراءات مشددة اتخذتها الأجهزة المعنية لمنع تهريب الأسورة المختفية من متحف التحرير خارج البلاد بعدما تم اكتشاف اختفائها من معمل الترميم بالمتحف، وعليه قامت وزارة السياحة والآثار باتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة، وإحالة الواقعة للجهات الشرطية المختلفة والنيابة العامة وإبلاغ كافة الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة فى هذا الشأن، وذلك فور علمها بالواقعة، وأكدت الوزارة أن تأجيل الإعلان عن الواقعة جاء حرصًا على توفير المناخ الملائم لضمان سير التحقيقات، كما تم تشكيل لجنة متخصصة لحصر ومراجعة كافة المقتنيات الموجودة بمعمل الترميم، بالإضافة إلى أنه فى ضوء الإجراءات الاحترازية، تم تعميم صورة القطعة المختفية على جميع الوحدات الأثرية بالمطارات المصرية والمنافذ والموانئ البرية والبحرية والحدودية على مستوى الجمهورية.
أوضح د.على عبدالحليم مدير عام المتحف المصرى بالتحرير، أن الصور المتداولة على بعض المواقع الإخبارية ومنصات التواصل الاجتماعى لا تخص القطعة المختفية، مؤكداً أن الأساور الظاهرة فى هذه الصور معروضة بالفعل فى قاعات الدور الثانى بالمتحف، وأن الأسورة محل التحقيق مختلفة عنها تمامًا، حيث إنها أسورة ذهبية ذات خرزة كروية من اللازورد من مقتنيات الملك أمنمؤوبى من عصر الانتقال الثالث.
مصادر مطلعة فى الآثار قالت إنه ستتم مراجعة كاميرات المراقبة بالمتحف وخاصة المنطقة المحيطة بمعمل الترميم وذلك لمدة شهر ماضى على الأقل، والتدقيق فى كل من خرج أو دخل للمكان، وملاحظة أى شيء غريب أو لافت للنظر، خاصة أنه مستبعد إلى حد كبير أن يكون الفاعل من الترميم أو الأثريين، لأنهم ببساطة لن يضحون بسمعتهم ومكانتهم فى العمل بهذه البساطة، وبالتالى قد يكون هذا الاستبعاد طرف خيط جيد نسير وراءه.
كما ستتم مراجعة تحركات القطع الأثرية الخاصة بالمعرض فى المتحف من وإلى القاعات المختلفة ومعمل الترميم، خاصة أن أى قطعة أثرية يتم نقلها حتى وإن كان داخلياً فى المتحف، يتم ذلك بعد تسجيلها خلال دفتر أحوال ودفتر حركة ودفتر عُهد.
هذه الواقعة أعادت للأذهان وقائع مماثلة شهدها المتحف فى سنوات سابقة، حيث شهد عام 2004 اختفاء حوالى 38 قطعة أثرية من الذهب، وحينها تصاعدت مطالب محاسبة المسئولين عن ذلك، وبرز تساؤل مهم عن كيفية فقد مثل هذه القطع، خاصة أن عددها كان كبيراً وتم اكتشاف ضياع القطع أثناء أعمال جرد فى المتحف.
كذلك فى أحداث يناير 2011 وما شهدته من هجمات على كثير من المتاحف والأماكن الأثرية، تعرض المتحف المصرى بالتحرير إلى اعتداء من لصوص دخلوا إليه، وتجولوا فى بعض قاعاته بحثاً عن الذهب، وفى سبيل ذلك حطموا كثيرا من الآثار بالمتحف، ونتيجة لذلك تم فقد 54 قطعة أثرية، وعقب اكتشاف ذلك أجريت عمليات بحث موسعة، تم بعدها العثور على بعض هذه القطع فى حديقة المتحف، ولاحقا تمكنت الجهات الأمنية من استعادة أغلب هذه القطع التى تمت سرقتها.
وفى عام 2001 تعرضت 3 تماثيل للفقد من المتحف، حيث تم اكتشافها نتيجة حفائر أثرية فى مقابر العمال بمنطقة آثار الهرم، وحينها تم اكتشاف التماثيل ونقلها إلى المتحف المصرى بالتحرير، وذلك ليتم عرضها فى احتفالية المتحف بمئويته، وحينها تم إعداد مكان لعرضها وعند دخول الأثريين لنقلها من المخازن إلى مكان عرضها فى المتحف اكتشفوا أن التماثيل الثلاثة غير موجودة، ما آثار دهشة الموجودين حينها وتعجبوا من كيفية فقد التماثيل من المخازن فى بدروم المتحف وكيف خرجت؟!
وما بين المتحف ومنطقة آثار الهرم التى تم اكتشافها هناك دارت عمليات بحث موسعة من مختلف الجهات، واستمر البحث عنهم هنا وهناك دون جدوى، وحينها كانت إدارة المتحف تؤكد أن التماثيل لم تخرج من المتحف، بينما مباحث الآثار تشكك فى وجودها، وبعد بحث مكثف ومطول تم العثور على التماثيل التى سرقها أحد العمال من شركة النظافة التى كانت موجودة فى المتحف وقتها، وللأسف تعرضت التماثيل للكسر، خاصة أن السارق وضعها داخل جوال مع بقايا قطع من الأسمنت والجبس، وخرج بها من المتحف مع سيارة القمامة، وأخفاها فى ترعة المريوطية داخل شيكارة بلاستيك، مما سبب لها بعض الأضرار.