الجمعة 14 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حديقة الأزبكية التراثية.. أمنيات  عن المسرح والجمال

حديقة الأزبكية التراثية.. أمنيات عن المسرح والجمال

خبر مبهج حقاً أطل علينا من قلب القاهرة الخديوية من المواقع الإلكترونية المختصة بالعقارات، بينما بدا لى خبر ثقافي بامتياز، وهو خبر عن حديقة الأزبكية التراثية بقلب القاهرة.



الخبر الذى صدر عن عدد من المواقع الإلكترونية مع التاسع والعشرين من سبتمبر 2025 بشأن برامج التطوير الجارى تنفيذها فى القاهرة الخديوية بشكل عام، وحديقة الأزبكية بشكل خاص يعرض لخطة تطوير شاملة. 

الخطة تقوم على تطوير العمارة التاريخية النادرة ورفع كفاءتها وتطوير المحاور والميادين مع التركيز على مشروع إحياء حديقة الأزبكية، والتى تشمل البحيرة والنافورة الأثرية والمسرح الرومانى وتمهيد الطرق المؤدية لمنطقة المسارح، وذلك أمر مثير لاهتمامي، إذ تلوح فى الأفق أخيراً بادرة أمل حقيقى فى جعل الدخول والخروج إلى المسرح القومى ومسرح القاهرة للعرائس ومسرح الطليعة أمراً ممكناً بشكل طبيعي، وهى منارات مسرحية تاريخية أصبح الوصول إليها أمراً محفوفاً بمظاهر الزحام والباعة الجائلين وجراج هيئة النقل العام ومواقف سيارات الأجرة، وهى مظاهر كم كتبنا وكم نادى أهل المسرح وأهل الثقافة بضرورة إيجاد بدائل حضارية لها منذ سنوات وسنوات .

أما المسرح الرومانى المكشوف وأكشاك الموسيقى التاريخية وفرق الموسيقى النحاسية التى كانت تعزف بشكل منتظم كل أسبوع فى الحديقة التاريخية التراثية فهى أمل رائع منتظر. 

وهنا أود أن أدون هواجسى للمعماريين القائمين على التطوير عن شكل السور الكبير الذى يحيط بالحديقة الأثرية، التى كانت تبدو لى حقاً كبؤرة جمال محاصر بالأسوار، كان بعض من الذين لا يلوون على شيء يخترقون الأسوار وينامون فى تلك الحديقة خلسة، وكانوا ينظرون لنا نحن الذين نسير فى الضجيج والزحام وكأنهم قد هربوا من هذا العالم إلى سكينة تلك الأشجار القديمة التى تنتمى إلى عالم التاريخ، عندما كانت البحيرة متنزها مفتوحا، وكانت دار الأوبرا الخديوية تضىء الميدان أمامها .

فهل حقاً يمكن أن تعود القاهرة الخديوية ومنطقة وسط المدينة إلى جمالها الأصلي.

فهل نراها منطقة لها مواصلاتها العامة الحصرية مع منع دخول السيارات إليها، ولتكن على سبيل المثال بعض من العربات الكهربائية الجميلة التى لا تصدر صوتاً ولا دخاناً، منطقة للمشاة وللجمال وللمسرح .

نتمنى ذلك، أما حقاً ما أشار إليه الخبر عن فتح تعاون مع مؤسسة أغاخان لإدارة الحديقة التراثية فهو خبر مبهج لنجاحها الباهر فى حديقة الأزهر، وحقاً أقول إن مؤسسة أغاخان لم تصادر حق دخول حديقة الأزهر فى المناطق شبه المجانية المتسعة، وإن كانت هناك بداخلها مناطق للاستثمار السياحى باهظة التكاليف أيضاً. حقاً الحديقة التراثية فى الأزبكية والمظهر الحضارى لمنطقة المسارح التاريخية واستعادة بهاء وسط المدينة هو أمل كبير يعزز جمال المكان؛ لتعزيز القوة الناعمة المصرية، وفى هذا نتمنى الكثير.