الأربعاء 8 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مشاهد من  معركة أكتوبر

مشاهد من معركة أكتوبر

المشهد الافتتاحى التاريخى والرائع لمعركة السادس من أكتوبر لم تسجله كاميرا ولم يره صحفى أو إعلامى تنفيذاً لقرار القيادة العامة بمنع وجودهم بالجبهة، سواء أكانوا من التابعين لإدارة الشئون المعنوية أو من باقى المنشآت الصحفية والإعلامية.



كان القائد العام وكثيرون معه لا يريدون شاهدًا على انطلاق الحرب من عقالها ظهر السادس من أكتوبر فقد كان ماثلًا أمام أعينهم ما جرى فى يونيو 1967.

المهم أن هذا المشهد الافتتاحى بدأ بانطلاق قذائف المدفعية من أكبر حشد مدفعى، والتى تجاوزت أرقامه أعداد المدافع التى تم حشدها بالجبهة الروسية، قبل بدء الهجوم المضاد على القوات الألمانية التى غزت الاتحاد السوفيتى أو أثناء الاستعداد للهجوم على العاصمة برلين.

وفى نفس الوقت حلقت 220 طائرة فوق رءوس المقاتلين على امتداد الجبهة أى على امتداد قناة السويس، وهى تحلق على ارتفاعات منخفضة لتجتاز القناة فى طريقها للهجوم على أهداف العدو فى سيناء.

ووجود هذه الطائرات فى سماء الجبهة أسهم بدرجة كبيرة فى رفع الروح المعنوية للمقاتلين، وجعل كثيرون يهتفون «الله أكبر».

كانت صورة أداء القوات الجوية المصرية فى معركة يونيو 1967 يسكن أعماقهم، وها هم يرون عودة الروح لهذه القوات وانطلاقها لقصف أهداف للعدو فى سيناء.

فى نفس الوقت كان آلاف المقاتلين ينفخون قواربهم المطاطية استعدادا لاستخدامها لاجتياز القناة، وهم يضعون الخوذ فوق رءوسهم، وسرعان ما بدأت آلاف القوارب فى العبور إلى الضفة الشرقية للقناة، حيث الساتر الترابى الذى يرتفع نحو 20 مترا على حافة المياه بالضفة الغربية.

وكان الفريق سعد الشاذلى رئيس الأركان قد وضع عدة حلول لتجاوز مشاكل الاقتحام، كان يخشى من اختلاط القوات التى تعبر القناة، فالتيارات المائية قد تدفع بقوارب بعيدا عن المواقع التى يجب أن تصل إليها فطلب تمييز قوات كل كتيبة بلون من الألوان، فالكتيبة « أ» من اللواء «س» تضع على الأكمام شارات زرقاء وتركب قوارب يميزها اللون الأزرق، وعندما تصل إلى الضفة الشرقية تتجمع حول المنطقة الملونة باللون الأزرق نهارًا والمضاء بمصابيح زرقاء ليلًا، حتى يمكن أن يتجمع أفراد كل كتيبة فى الموقع المحدد لها.

وعلى صفحات مياه القناة، كانت آلاف القوارب تعبر بالمقاتلين ثم تعود بسرعة لنقل المجموعة التالية وهكذا.

المدهش أن عدداً كبيراً من هذه القوة الهجومية بدأت تغنى «يالا بينا نحرر سينا، عدى يا ابنى واوعى تهدى، خللى الموجة التانية تعدى».

ولم أسمع من قبل عن قوات مقاتلة كانت تصدح بالغناء وهى فى الطريق إلى المعركة.

وسرعان ما بدأ المهندسون فى العبور، وبدأ استخدام طلمبات المياه التوربينية لفتح ممرات فى الساتر الترابى، لكى تبدأ عملية إنشاء الكبارى واستخدام المعديات وهذا العمل استمر تحت نيران العدو التى كانت تستهدف منع إنشاء أي كبارى.

ومن المعروف أن قوات المشاة لا يمكنها أن تصمد طويلًا أمام قوات العدو المدرعة التى تشن عليها هجمات مضادة لمنعها من التقدم أولًا، وثانيًا لدفعها للعودة إلى الضفة الغربية للقناة.

ولتسلق الساتر الترابى العالى كان الحل الذى وضعه سعد الشاذلى بسيطًا للغاية، فقد أمر باستخدام سلالم الحبال، يصعد الأكثر لياقة بدنية بين المقاتلين ويثبت الحبل فوق الساتر الترابي، بعدها يتسلق الأفراد، كانت هناك عشرات المئات من سلالم الحبال على امتداد القناة، والكل يحاول اختصار الوقت لكى يصل بسرعة إلى ساحة المعركة شرقا.

أما الأسلحة الثقيلة إلى حد ما مثل مدافع «ب - 10»، «ب - 11»، و«الآر بى چى»، فقد ابتكر الشاذلى عربة صغيرة يوضع المدفع ومعه ذحيرة، ثم يتم جرها.

وكان هناك مجموعات من المهندسين قد عبرت القناة تحت سطح الماء لأعطاب دفع عمل خزانات الوقود التى كانت موجودة أسفل كل المواقع الحصينة، وهذه الخزانات كانت مملوءة بخليط من المواد البترولية، وكان يتم فتح هذه الخزانات عند بدء أى عملية عبور للقوات المصرية، وهذا الوقود يجرى إشعاله كهربائيا لكى يحرق أى قوات أو قوارب تحاول عبور القناة، وكان السائد أن هذه الخزانات مملوءة بالنابالم، وهذا غير صحيح، وكان السائد أيضا أن قوات الصاعقة هى التى عبرت القناة وأعطبت عمل هذه الخزانات وهذا أيضا غير صحيح، والذين عبروا يوم 5 أكتوبر كانوا من المهندسين.

ويوم 6 أكتوبر وقبل بدء العمليات عاود المهندسون العبور للتأكد من أن العدو لم يكتشف أعطاب وضع عمل هذه الخزانات قبل بدء القتال.

كانت المخابرات الحربية قد اكتشفت وجود هذه الخزانات فى وقت مبكر، مما أتاح الفرصة أمام القيادة العامة لإحباط خطة العدو، وهذا يعد إنجازًا مهما للمخابرات الحربية.

وعندما اكتشفت القوات الإسرائيلية فى المواقع الحصينة اتصلوا بالقيادة لإصلاح هذه الخزانات وفعلًا توجهت مجموعات من المهندسين الإسرائيليين إلى المواقع الحصينة على الضفة الشرقية للقناة، ولكنها وقعت فى الأسر، وكانت من أوائل أسرى الحرب.

كان قرار القيادة منع وجود أى صحفى أو إعلامى أو مصور بالجبهة يوم 6 أكتوبر، لذا بدأت رحلتى الأولى بالجبهة يوم 7 أكتوبر وبرفقتى مصور صحفى من الأهرام، وأخذت التوجه إلى قطاع الفرقة 18 مشاة شمال الجبهة، ومن منطقة عمل الفرقة عبرت القناة بأحد القوارب كان القتال ضاريًا، والنيران كثيفة فقوات الفرقة تعمل من أجل تثبيت أقدامها والبدء فى إنشاء رأس كوبرى فرقة، وقوات العدو تعمل بكل قواها لرد القوات المهاجمة إلى غرب القناة قبل أن تبدأ الأسلحة الثقيلة- أى الدبابات وقطع المدفعية والعربات المدرعة فى الوصول إلى الشرق بعد أن يكتمل إنشاء الكبارى.

وهنا نقول إن القيادة الاسرائيلية عقب بدء الحرب اتصلت بالقيادة الأمريكية وطلبت النصيحة وكان الرد سنقرأ الخرائط والموقف أولا بعدها سنرد عليكم، وبعد أن درسوا الموقف كان القرار، أن تعمل القيادة الإسرائيلية على استخدام قوات الاحتياطى القريب لإعادة القوات المهاجمة إلى غرب القناة، وأن الهجوم المضاد الإسرائيلى يجب أن يكون قويا وشاملا، وأن تنشط القوات الجوية لمنع إنشاء الكبارى وأن تهاجم وسائل الدفاع الجوى.

ونفذت القيادة الإسرائيلية النصيحة إلا أن النصر المصرى كان عظيما، فقد فوجئت القيادات الإسرائيلية على امتداد الجبهة بشراسة وعناد الجنود المصريين فى القتال.

وكانت هناك مفاجآت كثيرة من أهمها تعطل خزانات الوقود الموجودة تحت كل المواقع الحصينة عن العمل.

كما اختارت القيادة المصرية، أن تبدأ الهجوم من نفس المواقع التى تحتلها فرق المشاة الخمس غرب القناة، وعندما حاولت القيادة الإسرائيلية معرفة اتجاه الهجوم الرئيسى من اتجاهات الهجوم الثانوية، فشلت تمامًا وضاع منها وقت وجهد لأن القيادة العسكرية المصرية اختارت أن يكون الهجوم المصرى بخمسة اتجاهات رئيسية للهجوم، أى أن كل فرقة مشاة كانت تعد هجوما رئيسيا.

ومثل هذه الحقيقة البسيطة أدت إلى بعثرة القوات المهاجمة، فقد انقسمت إلى وحدات محدودة، العدد من المدرعات كل منها تهاجم القوات المصرية المهاجمة على امتداد خط القتال، وإلى تمكن المصريين من تدمير عدد كبير من المدرعات، والاستمرار فى التقدم.

كما فوجئت القوات الإسرائيلية المدرعة باستخدام المشاة للصواريخ المضادة للدبابات بكثافة، وهو ما لم تتوقعه القيادة الإسرائيلية وكان الحل مصريا تماما، فلكى تتمكن قوات المشاة التى ستبدأ الهجوم إلى أن تنضم إليها الأسلحة الثقيلة من الصمود فى مواجهة الهجوم المضاد المدرع، تم تزويد هذه القوات بصواريخ مضادة للدبابات، كما تم تزويدها أيضا بصواريخ كتف مضادة للطائرات لكى تتمكن من التصدى لأى هجوم جوى وعندما وصلت إلى شرق القناة، كانت عملية تحرير مدينة القنطرة شرق قد بدأت.

ولأنها المدينة المطلة على القناة وتعد الوحيدة فى منطقة الشمال، فقد أنشأ العدو سبعة مواقع حصينة لحمايتها، وكان على القوات التى ستهاجم من اتجاه القناة الاستيلاء على هذه المواقع لحرمان المدينة من هذه الحماية القوية وواجهت القوات المهاجمة حقول الألغام الكثيفة والأسلاك الشائكة والشراك الخداعية، ونيران العدو التى تحرس هذا النطاق بالنيران من داخل المواقع الحصينة.

وبصلابة وبسالة وعناد وخسائر متوقعة، واصلت القوات الهجوم وتحملت هذا القدر من الخسائر ولكنها فى النهاية تمكنت من الاستيلاء على هذه المواقع، وفى نفس الوقت واجهت القوات التى هاجمت المدينة، محاولات مستميتة من القوات الإسرائيلية لصد الهجوم والحيلولة دون سقوط المدينة، وفى أحيان كثيرة دار قتال بالسونكى بين القوات المتحاربة.. وبعد يوم من القتال سقطت المدينة، أو فلنقل تم تحرير المدينة.

كانت النيران المعادية شديدة الوطأة وأنا وزميلى المصور نتحرك للتوجه إلى الموقع الذى يقود منه العميد فؤاد عزيز غالى معركة الفرقة ولم يكن أى منا يريد التوقف، المهم وصلت إلى موقع القائد، كان يقود المعركة من فوق تلة صغيرة مكشوفة ووجد وقتا لحوار حول العمليات القتالية للفرقة، ثم طلب أن أبيت ليلتى بالفرقة لمتابعة عمليات القتال المستمرة.

والصراع بين من يريدون التقدم شرقا ومن يريدون إزاحتهم لدفعهم إلى مواقعهم غرب القناة.

وبعد وصولى لتغطية العمليات الحربية بالجبهة توقعت أن ينضم لى عدد من الزملاء المراسلين الحربيين، ولكن خابت توقعاتى، فقد اختار الجميع أتوبيس الشئون المعنوية، وكان هذا الأتوبيس يتحرك فى الساعة السادسة والنصف من صباح كل يوم للتوجه إلى الجبهة وهناك يكون عدد من القادة والضباط والجنود فى انتظار المراسلين الحربيين لكى يقصوا عليهم أخبار ما شاهدوه أو شاركوا فيه من معارك وبطولات، بعدها يعود الأتوبيس المساء، وهكذا.

وعندما علموا أننى أتحرك فى الجبهة لكى أؤدى عملى وأتحمل مسئولياتى ذهبوا إلى مدير الشئون المعنوية وطالبوا بنفس التسهيلات التى أحصل عليها فأخبرهم الرجل أن الإدارة لا تقدم لى أي تسهيلات وأننى أتحرك بإمكانياتى وعلاقاتى، فطالبوا بأن يتصل بى لكى أنضم لهم، حتى لا يتعرضوا للمساءلة من جانب رؤسائهم، ولأننى كنت أقضى معظم الوقت بالجبهة وإذا عدت إلى القاهرة فلكى أقضى بها عدة ساعات لأعود الى مسرح العمليات، وفى إحدى هذه المرات اتصل بى اللواء عبدالعزيز العيسوى مدير الشئون المعنوية وطلب أن أزوره فى مكتبه وأثناء اللقاء طلب منى أن أنضم للزملاء بناء على طلبهم، فقلت له أن ذلك لن يحدث لأننى أتحمل مسئوليتين، أولاهما قارئ الأهرام الذى ينتظر أن أقدم له معلومات حقيقية عن المعركة خاصة أن لكل أسرة مصرية تقريبا مقاتلاً بالجبهة وقلت للرجل إن هؤلاء الناس لا تكفيهم البيانات العسكرية الصادقة والحقيقية لأنها مختصرة جدا لذا ينتظرون التقارير التى أنشرها عن المعارك التى تدور بالجبهة لكى يتابعوا أخبار الحرب، ويتعرفوا على أداء المقاتلين وكان المواطنون قد ذاقوا مرارة البيانات العسكرية التى صدرت خلال نكبة يونيو 1967 وما تضمنته من أكاذيب سخيفة وتطلعوا إلى واقع مختلف فى معركة أكتوبر 1973 وقد راعت القيادة العامة، أن تكون كل البيانات والمعلومات التى تصدر عما يجرى على امتداد الجبهة واقعية جدًا وصادقة جدًا.

وقد التقيت بالجبهة والتي في القطاع الشمالى من الجبهة باللواء سعد مأمون قائد الجيش الثانى وهو يجوب المنطقة لإحصاء عدد الدبابات المعادية التى تم تدميرها قبل أن يذكر الرقم فى بيان عسكرى، إلى هذه الدرجة كان الحرص على صحة المعلومات.

ثم واصلت حديثى وقلت لمدير الشئون المعنوية أن الأهرام تتطلع إلى أن أقدم له أعمالا متميزة ولا أستطيع أن أفعل ذلك إذا رافقت الزملاء فى رحلتهم اليومية بالأتوبيس ما اقتنع الرجل تماما.

كنت على يقين أننى والزملاء نستهدف مخاطبة وعى المصريين لتصحيح صورة المقاتل المصرى كفرد والقوات المسلحة ككل، وتأكيد صلابة وعناد الجندى المصرى وكفاءة القيادات على كل المستويات والتركيز على ما هو أساسى فى تاريخ الجيش المصرى المعاصر، أى على الانتصارات العسكرية المبهرة خلال عصرى محمد على وإسماعيل باشا وتجاوز ما هو ثانوى أى الهزائم المعارضة التي تتعرض لها مصر نتيجة أخطاء سياسية فادحة وغير مبررة.

وكانت استراتيجية الإعلام المصرى تعتمد بشكل أساسى على عنصرى الصدق والنبرة الهادئة لاستعادة ثقة المواطن المصرى فى إعلامه.

وقد تلقى المواطنون البيانات الأولى بحذر بعدها تأكدوا من صدق ما يقال أو ينشر بل وتأكدوا أن الحقائق التى يتم إعلانها عن سير ونتائج المعارك أقل مما هو فى الواقع، وقد استعاد المواطنون ثقتهم بالإعلام طوال فترة الحرب.

ونعود لنقول إن المعارك يوم 7 أكتوبر قد بدأت مبكرا فى الجو والبر وقد حققت القوات الجوية انتصارات متوالية فى كل المعارك الجوية التى خاضتها خلال هذا اليوم.

وكانت قوات مجموعة العمليات رقم 252 التى يقودها الجنرال مندلر قائد القوات المدرعة والتى تتكون من ثلاثة ألوية مدرعة تضم 350 دبابة ولواء مشاة ميكانيكى ولواء مشاة قد وصلت إلى سيناء وكان على قوات الجيش الثانى أن تستعد لمواجهتها وبدأت قوات المجموعة 252 قتالها ضد القوات المصرية تعاونها أكثر من 100 دبابة من قوات الخط الأمامي، وحاولت القوات الإسرائيلية اختراق الخطوط المصرية، ومع استمرار الهجوم المضاد كانت الخسائر تزداد بفضل استخدام القوات المصرية للصواريخ المضادة للدبابات والتى فاجأت العدو تماما وبعد خمس ساعات من القتال البالغ الشراسة من الجانبين تأكدت القيادة الإسرائيلية عجزها عن اختراق الخطوط المصرية وعدم قدرتها على وقف تقدم المصريين، وبلغت خسائر العدو خلال هذه المواجهة 175 دبابة وفى نهاية قتال هذا اليوم كان العدو قد خسر 75 طائرة خلال يومى 6 و7أكتوبر، وخسرت القوات الجوية المصرية 21 طائرة وحشد العدو قوة رئيسية تضم فرقة مدرعة بقيادة إبراهام أدان وفرقة أخرى بقيادة شارون وبدأت فرقة أدان عملها بشمال جبهة سيناء فى حين اتجهت فرقة شارون إلى القطاع الأوسط.

وبعد متابعة معارك يوم 7 أكتوبر وأنا فى قطاع الفرقة 18 المشاة، قررت التوجه إلى قطاع الفرقة الثانية المشاة التى يقودها العميد حسن أبوسعدة، وتطلب ذلك أن أعبر إلى الغرب وأتجه جنوبا إلى منطقة عمل الفرقة وبعد عبور أحد كبارى الفرقة بمنطقة الفردان نصحنى الجميع بالانبطاح أرضا، فهناك بالقرب منا تدور معركة بين قوات الفرقة ولواء مدرع من فرقة أبراهام أدان.

وقد اختار القائد الإسرائيلى أن يوجه لواء مدرع من ألوية الفرقة الثلاثة للعمل ضد الفرق الثلاث لقوات الجيش الثانى إلى لواء لمهاجمة قوات الفرقة 18 المشاة ولواء آخر للاصطدام بقوات الفرقة الثانية المشاة، واللواء الثالث لمحاولة اختراق رأس كوبرى الفرقة 16 المشاة.

وقرر حسن أبوسعدة قائد الفرقة الثانية إقامة مستطيل ناقص ضلع، بتشكيل من معظم قوات الفرقة ومصادرها النيرانية وكان الضلع الناقص باتجاه الشرق لكى تدخل منه القوات المهاجمة، التى تصورت أن الطريق مفتوح أمامها للوصول إلى القناة، فزادت من سرعتها.

وبعد أن اكتمل دخول القوات الإسرائيلية، داخل هذا المستطيل انطلقت النيران من كل اتجاه، فتبعثرت القوات المعادية، وتم تدمير عدد كبير من دباباتها.

ورأى القائد الإسرائيلى عساف ياجورى أن يهرب ولكن سرعان ما ألقت قوات الفرقة القبض عليه.

وفى نفس القوت تمكنت قوات الفرقة 16 المشاة من مواجهة اللواء الذي تقدم للاشتباك معها.

أما فرقة شارون المقرر أن تعمل على المحور الأوسط، فلم تتدخل فى القتال لمساعدة قوات أبراهام أدان التى فشلت تماما فى تحقيق أى نتيجة إيجابية وطوال أيام المعركة التاريخية والعظيمة بكل المقاييس ظللت أتحرك من موقع إلى موقع آخر لأداء واجبى تجاه قارئى الأهرام وجريدة الأهرام وكانت الأخطار كثيرة، ولكنها لم تحل بينى وبين الوجود فى مسرح العمليات شمالًا وجنوبًا لأعيش أيام الانتصار المجيدة مع هذه القوات العظيمة التى أعادت لمصر والمصريين الكرامة والكبرياء والثقة العالية بالنفس.

وكم هو واقع أن تشعر أن المواطن المصرى عرف الشعور بالفخر وهو يتابع معارك هذه الحرب لحظة بلحظة.