الإثنين 27 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بطل من ذهب

لواء د. محمد زكى الألفى
لواء د. محمد زكى الألفى

خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ٥٢ لانتصارات أكتوبر المجيدة تحت عنوان «إرادة شعب صنعت مجد» التى نظمتها إدارة الشئون المعنوية.. كان اليوم مختلفًا بكل تفاصيله وأجمل ما فيه تكريم بطل من ذهب. 



فقد رأيناه، عينان تفيض منهما دموع الحنين، وقلـب يلهج بالشكر لله العلى القدير على نعمةٍ أتمها بحماية وطنٍ عاش لأجله، ورأى فى وجوه الملايين عرفانًا لا ينقطع منذ أكثر من اثنين وخمسين عامًا.

وجاءت اللحظة... تلك اللحظة الخالدة التى يُكرَّم فيها من بلده كلها جملة واحدة فى شخص رئيس الجمهورية، ليُخلَّد فى سجل الشرف الوطنى كأحد أبطال أكتوبر المجيد.

يمضى بخطواتٍ واثقة رغم عصاه التى يتكئ عليها، وبعينٍ أنهكها البُعد فصارت تبصر القريب بصفاء القلب ونور البصيرة. كيف لا، وهو الذى وهب زهرة شبابه فى خدمة وطنه، لم يعرف إلا العطاء، ولا مارس إلا الوفاء، وظلّ على مدى أكثر من عشرين عامًا فى الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية معلمًا ومربيًا ومشرفًا على أجيال من الباحثين العسكريين والمدنيين.

قدّم للوطن اثنين من أبنائه، فكان الأب والمثال، والبطل والمربّي، والرجل الذى يجتمع الجميع على محبته وهيبته. خصومته إن حدثت نادرة، لكنها نزيهة، لا يحرّكها سوى ضميره الحيّ وإحساسه بالحق.

لا يعرف طريق المصالح، ولا يجيد المجاملات إلا فى موضعها، كريمٌ متواضعٌ إلى حدّ البساطة، ينصح فى الخفاء، ويمتدح فى العلن، يعطى بلا حساب، ويأخذ بتعفّف، لا يطلب لنفسه شيئًا، وإنما يطلب للحق وأهله.

يؤمن بأن الكلمة مسئولية، فلا يتحدث إلا إذا أضاف، ويسمع أكثر مما يتكلم، رغم امتلاكه ناصية البيان وحلاوة الحديث. يجمع بين المعرفة العسكرية العميقة، والرؤية الاستراتيجية الواسعة، والثقافة الاجتماعية الرفيعة.

طلعةٌ بشوشة لا تفارقها الابتسامة، وحضور يملأ المكان وقارًا ومحبة. من عرفه أحبه، ومن فارقه لم ينسه.

إنه اللواء البطل الدكتور محمد زكى الألفى… بطل من ذهب ورمز من رموز العطاء النبيل والوفاء للوطن.