الجمعة 24 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
للحروب أشكال عدة.. الرئيس والندوة التثقيفية 42

للحروب أشكال عدة.. الرئيس والندوة التثقيفية 42

لم تنته الحروب ولن تنتهى، بل تتخذ أشكالا عدة وأسلحة أكثر تنوعًا، لتحقيق الأهداف ذاتها، فرض الإرادات وتدمير الدول الوطنية.



وتتوالى انتصارات مصر، بفضل الله وعونه ورعايته، والعمل الجاد والأخذ بأسباب القوة، وفى القلب منها، لحمة الشعب المصرى وقوة جبهته الداخلية، ومواقفه الواعية خلف القيادة السياسية وجيشه ومؤسسات دولته الوطنية.

فى هذا الوطن تتواصل الأجيال جيلًا بعد جيل، دفاعًا عن تراب الوطن، وتعزيز قدراته الشاملة لصون محددات أمنه القومى، وتحقيق ما يستحقه هذا الشعب من حياة أفضل ومعدلات الرفاهية المنشودة.

بليغة تلك الرسائل التى تبعث بها الندوات التثقيفية للقوات المسلحة المصرية، ضمنية كانت أو مباشرة يرسلها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى كلماته التى تخرج من القلب مستهدفة تعزيز حصون الوعى، كاشفة التحديات وما يتخذ من إجراءات للمجابهة وما يستهدف صالح الوطن والمواطن.

فى الندوة التثقيفية 42، كانت الرسائل متناغمة متكاملة ومتداخلة، فى العروض والتكريمات وفى مداخلة الرئيس عبدالفتاح السيسى وكلمته الختامية التى فضل أن تكون ارتجالية من القلب.

ومن البداية كان شعار الندوة، «إرادة شعب.. صنعت مجدًا»، والرسالة هنا أن إرادة الشعب هى عامل القوة الحاسم فى انتصار أكتوبر 1973، ذلك المجد الذى نحتفى به جيلًا بعد جيل، فقد اقتحم الشعب حصون اليأس التى حاول المحتل فرضها عليه عقب نكسة يونيو 1967، قبل أن يعبر الجيش خط بارليف.. آلاف العمليات فى حرب الاستنزاف قبل اقتحامه فى معركة النصر 1973.

جينات الإرادة يتوارثها شعب مصر جيلًا بعد جيل، فعلى منصة التكريم، وقف أبطالنا من جيل الأجداد صناع مجد أكتوبر 1973، ووسطهم الرئيس عبدالفتاح السيسى ممثلًا لجيل الأبناء، أعطى التحية العسكرية للأبطال ووسطهم تشابكت يداه بأيديهم، صفًا واحدا كالبنيان المرصوص، وخلف الرئيس فى كلمته الختامية، اصطف الأحفاد شباب مصر يمثلون طلاب الأكاديمية العسكرية والجامعات المدنية المصرية.

الرسالة أحفاد على خطى الأجداد، امتداد للعطاء والبطولة والفداء، الحاضر يكرم الماضى، والمستقبل المأمول يقف بصلابة خلف الحاضر المُشرق، تواصل الانتصارات والبناء والأجيال.

شعب خصب ينجب الأبطال والقادة العظماء، الذين يؤمنون بالله ويبذلون الجهد والعرق والعمل للأخذ بأسباب القوة والنصر، يقول الرئيس عبدالفتاح السيسى يد الله معنا، معربًا عن يقينه فى دعم الله لمصر ورعايته، فهو المطلع على سرائر البشر وصدق ما يبذل من جهد.

والدلائل كثيرة.. بميزان القوة كان الاحتلال الإسرائيلى متفوقًا ما بين 67 وحتى 1973، لكن بالإرادة والعمل وتوفيق الله، وبسالة وحكمة القائد محمد أنور السادات، وعزيمة المقاتل المصرى تحقق الانتصار.

للرئيس الشهيد محمد أنور السادات فى نفس الرئيس عبدالفتاح السيسى معزة وتقدير كبيرين يقول، بل يرى أن الأشرار الذين اغتالوه لم ينالوا منه، بل انتقل بإذن الله إلى جنات النعيم.

فى العام 2011، وما تلاه كانت مصر تتعرض لحرب من نوع آخر وبأدوات أخرى غير تلك الحروب التقليدية التى عرفناها من قبل، يقول الرئيس كان الجميع يؤكد أن مصر فى طريقها إلى حرب أهلية، لكن الله سبحانه وتعالى حفظ مصر، والفضل لله وحده.

لا يوجد حجة لمن لا يتعظ، فحولنا نماذج هدم دول عدة من الداخل، لا زالت تكافح لاستعادة مؤسساتها، بينما مصر بفضل الله وصلابة ووعى شعبها انتصرت وعبرت تحدياتها.

ما حدث فى غزة خلال عامين، وما استهدف مصر، من محاولات تهجير، وتزييف للوعى واستهداف للسفارات، نوع آخر من الحروب وتحديات لا تقل عن تلك التى واجهت مصر قبل أكتوبر 1973.

يلفت الرئيس الانتباه إلى تشابه التحدى، فى الدعم غير المسبوق للاحتلال تنفيذًا لمخطط التهجير، كما كان الدعم له عند احتلاله سيناء، قبل أن تغير الإرادة المصرية والصمود الموقف لصالح السلام.

وعندما ندقق نجد الإشارة فى محلها، ففى أكتوبر 1973، كان هناك جسر جوى أمريكى يدعم بالسلاح ويرصد بالأقمار الصناعية، دعما كاملا للاحتلال، لكن قوة شعب وجيش مصر وما تحقق من انتصار غير المعادلة وتحولت أمريكا إلى راع لاتفاق السلام.

وفى العدوان على غزة بدأ الأمر بدعم أمريكى أوروبى كامل بتبنى الرواية الإسرائيلية، واجتزاء القضية من سياقها، ودعم أمريكى كامل لمخطط التهجير، لكن مصر قالت لا، ووضعت الإرادة المصرية خطا أحمر، وبصوت العقل أقنعت العالم، حيث كانت جرائم الاحتلال اليومية وثائق تؤكد أنه لا خيار بديلًا عن السلام.

كانت مصر تراهن على أن الرئيس ترامب قادر على إحلال السلام، وربحت رهانها، يقول الرئيس عبدالفتاح السيسى مجددًا التحية للرئيس دونالد ترامب.

ومع جهود مصر وشركائها لتثبيت اتفاق إنهاء الحرب واستكمال مراحله، بعد أن شهد العالم شمس السلام تشرق من شرم الشيخ، وسيناء التى كانت تواجه تهديد التهجير، تحتضن مؤتمر السلام بحضور 30 قيادة بين رؤساء وملوك وقيادات دول ومنظمات دولية وإقليمية يدعو الرئيس الشعب للبدء فى المساهمة مع مؤسسات المجتمع المدنى والدولة لإعادة إعمار غزة، دعوة للبناء سابقة على المؤتمر الدولى الذى تنظمه مصر لإعادة إعمار غزة.

وهنا مواجهة عملية، لأكاذيب كثيرًا ما روجت عن دور مصر، التى ساهمت بأكثر من 70٪ من الدعم الذى دخل غزة خلال الأزمة والذى يدخل الآن، وتبادر بحشد داخلى قبل أن تحشد العالم للمساهمة فى إعمار غزة لتخفيف معاناة الأشقاء، وتعزيز صمودهم فى أرضهم.

وتتواصل رسائل الإرادة، بتوجيه الرئيس الشكر لشعب مصر الصامد، الذى وقف خلف قيادته، فى المواقف الوطنية، وتحمله لآلام الجراحات والإصلاحات الاقتصادية، مؤكدًا على تحسن الاقتصاد تدريجيًا، وأن المستقبل بإذن الله أفضل.

وهنا يتحدث الرئيس عن حتمية تلك الإصلاحات والتى اشتملت على تحرير سعر الصرف وتحريك أسعار المحروقات منذ العام 2016، لتقديم علاجات جذرية، فالبديل كان تنامى فجوة عجز الموازنة، وتغطية العجز بالدين، ثم سداد الدين بفوائد خدمته وتتحول «القناية إلى بحر لا نستطيع عبوره »، يقول الرئيس: الجنيه من خلال الاقتراض يسدد جنيها مضافا إليه فوائد وخدمة الدين.

«أشعر بالشعب، فأنا واحد من أبناء الأسر المتوسطة»، رسالة أخرى من الرئيس وتأكيد على أن القادم أفضل بإذن الله، فكثير من التحديات عبرتها مصر، وستعبر بإذن الله تحدياتها الاقتصادية بالعمل والتخطيط والعلاجات الجذرية، وعون الله قبل وبعد وإرادة ووحدة الشعب المصرى.

يد الله معنا، فهو وحده سبحانه وتعالى من يوفقنا للنصر وأسبابه، يؤكد الرئيس السيسى.

فى بروكسل شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى فى القمة المصرية الأوروبية، لتعزيز الشراكات السياسية والاقتصادية، وفى استقبال الرئيس كانت الجالية المصرية بحفاوة بالغة تعكس عظمة الشعب المصرى ظهير الدولة المصرية فى مختلف أنحاء العالم.

حفظ الله مصر وعزز قدرتها بما يحقق طموحات شعبها العظيم..