إنهاء الحرب «الروسية - الأوكرانية» ينتظر قمة «بودابست»
ابتهال مخلوف
جاء إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بتأجيل قمة بودابست مع الرئيس الروسى بوتين إلى أجل غير مسمى لينهى أمال وقف الحرب الروسية الأوكرانية .. اذ كان من المقرر أن يلتقى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى العاصمة المجرية بودابست خلال أسبوعين، فى قمة ثانية تتبع قمة «آلاسكا» بهدف التوصل للسلام ووقف آلة الحرب الأوكرانية، لكن السؤال الآن ما هى ملامح خطة «ترامب» للسلام المطروحة على مائدة التفاوض فى قمة «بودابست»؟، وما هى الصفقة الأكثر ترجيحًا؟، وما هى أوراق الضغط لدى الطرفين فى لعبة التفاوض؟ وماذا إذا حصلت «كييف» على صواريخ توماهوك الأمريكية؟.. وفقًا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكى (CSIS) بالعاصمة الأمريكية واشنطن، قد تنجم عن القمة تجميد منظم للصراع الحالي، عبر تسوية تحد من تصعيد العنف دون التنازل عن مبادئ محورية فى القانون الدولى من شأنها أن تشرع عمليات الاستيلاء أراضى الدول الأخرى، فضلًا عن أن التسوية المحتملة تتضمن تعليق العضوية الرسمية لأوكرانيا فى حلف الناتو فى الوقت الحالي، وربط تخفيف العقوبات بشكل دقيق بسلوك روسى يمكن التحقق منه، وتقييد أى استخدام للأصول الروسية المجمدة بشكل صارم لإعادة الإعمار تحت إشراف دولي، والأهم الاعتراف بخط السيطرة الفعلى الحالى لكل طرف كواقع عسكرى مؤقت - وليس تسوية سياسية، وهنا تكمن نقاط خلاف عديدة.
لا للدبلوماسية الصفرية
ويُتوقع ألا يلجأ المفاوض الامريكى إلى دبلوماسية صفرية متطرفة تدفع بانسحاب موسكو، مثل المطالبة بالإنسحاب الروسى الكامل من أراضى أوكرانيا، خاصة «دونباس» و»شبه جزيرة القرم» والمساءلة عن جرائم الحرب من الطرفين، أو أن تتخلى أوكرانيا عن سيادتها أو الاعتراف بعمليات الضم الروسية لأراضيها أو الإصرار على انضمامها رسميًا لحلف الناتو وهو ما ترفضه موسكو.
ويعد مجال المناورة أمام المفاوض الأمريكى ضيقًا جدًا لإحراز اتفاق لوقف الحرب، وتعزيز قوة الردع الأوكرانية على المدى الطويل وإعادة الإعمار، وتجنب صيغ «السلام» التى تجعل من الغزو والاستيلاء على الأراضى وضعًا طبيعيًا، والأهم التوافق على حصول واشنطن على قطعة ثمينة من كعكة الطاقة والمعادن النادرة الأوكرانية.






