الإعلام الفرنسى: كنوز توت عنخ آمون تجتمع بعد قرن
اهتمام إعلامى عالمى بالمتحف المصرى الكبير
ابتهال مخلوف
يحظى افتتاح المتحف المصرى الكبير، باهتمام غير مسبوق فى العالم كله، ينعكس على سعى وسائل الإعلام العالمية إلى التغطية الموسعة لأخبار المتحف وافتتاحه الذى طال انتظاره، من قبل عشاق الحضارة المصرية فى أنحاء العالم، وما بين وصف المتحف بالأيقونة والافتتاح بالحدث الاستثنائى، الذى سيغير المشهد الثقافى فى العالم، تنوعت تغطية وسائل الإعلام الأجنبية للافتتاح الكبير المنتظر منذ عقدين من الزمن.
راديو فرنسا الدولى
من أبرز هذه الوسائل موقع راديو فرنسا الدولى (RFI)، الذى وصف الحدث بأنه افتتاح أكبر متحف فى العالم مُخصص للحضارة المصرية القديمة بالقرب من أهرامات الجيزة، حيث أشار التقرير الذى تم نشره باللغة الإنجليزية والإسبانية، إلى أنه بعد سنوات من الانتظار، أخيرًا سيتم افتتاح المتحف المصرى الكبير، بعد عدة تأجيلات بسبب جائحة كوفيد19- وعدة اضطرابات إقليمية وعالمية.
ووصف تقرير مصور، تصدرته صورة لزوار أجانب بجوار تمثال الملك رمسيس الثانى عند مدخل المتحف، 4000 زائر بالمحظوظين وهم ممن كان لهم سبق التعرف على المتحف، حينما تم افتتاح 12 معرضًا بالمتحف فى أكتوبر عام 2024.
واحتفى التقرير بالمرحلة النهائية من إنشاء المتحف، وهى قاعات عرض كنوز توت عنخ آمون، والتى تبلغ 5000 قطعة من مقبرة الملك الشاب، بما فى ذلك قناعه الجنائزى الذهبى الشهير عالميًا، فضلا عن اهتمام وسائل الإعلام بإبراز كنوز المتحف التى ستقدمها مصر للعالم حيث سيتم عرض أكثر من 100,000 قطعة أثرية من تاريخ مصر العريق على مساحة عرض تبلغ 22,000 متر مربع.
نيويورك تايمز
ويصف تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، افتتاح المتحف بالحدث الأكثر ترقبًا فى العالم، مؤكدة أنه ربما لا توجد مؤسسة على وجه الأرض كان افتتاحها متوقعًا بشغف، أو تأخر بشكل مذهل، مثل المتحف المصرى الكبير.
وتضيف، أن افتتاح المتحف المصرى الكبير يكمل ثلاثية متاحف لا يجب أن يفوتها أى سائح فى زيارته لمصر خاصة فى القاهرة وهى المتحف المصرى فى ميدان التحرير والمتحف الوطنى للحضارة المصرية، وهو معلم آخر افتُتح بالكامل عام 2021، وتتمثل جاذبيته الرئيسية فى مجموعته الآسرة من المومياوات الملكية.
التصميم
وحظى تصميم المتحف بنصيب الأسد من تغطية وسائل الإعلام، حيث ذكر موقع صحيفة «لوموند» الفرنسية، أن المهندسة المعمارية الأيرلندية رويسين هينجان هى من صممت المبنى الذى يتميز بواجهة من المرمر الشفاف، وتم تصميمه بحيث تقع جدرانه الشمالية والجنوبية بدقة مع اثنين من أهرامات الجيزة- هرمى خوفو ومنقرع – فى رؤية بصرية تجمع بين الماضى والحاضر.
ويقول المصممون، إن تصاميم المبنى الذكية مناخيًا - والتى تشمل سقفًا عاكسًا وتظليلًا خارجيًا وإضاءة موفرة للموارد - تساعده على توفير أكثر من 60% من تكاليف الطاقة وتقليل استخدام المياه بمقدار الثلث.
وأشادت الصحيفة بواجهة المتحف «المضيئة» وهى جدار بطول 800 متر وارتفاع 40 مترًا، مصنوع بالكامل من المرمر.
الجارديان
وتصف صحيفة الجارديان البريطانية فى جولة مصورة داخل المتحف، بأنه أكبر متحف للآثار فى العالم أجمع، حيث أبرزت حجم المتحف الممتد على مساحة 500 ألف متر مربع تقريبًا، أى ما يعادل مساحة حوالى 70 ملعب كرة قدم، وهو أكبر متحف فى العالم مُخصص لحضارة واحدة.
وحرصت كثير من وسائل الإعلام على رواية رحلة إنشاء المتحف عبر عقدين من الزمان، إذ استعرضت صحيفة «الجارديان» أن فكرة المتحف ظهرت عام 1992 وبدأ العمل على المشروع عام 2005، وتعرض المشروع لسنوات من التأخير بسبب الاضطرابات السياسية وجائحة كوفيد19-.
الإعلام الفرنسى
وكان للصحف والقنوات التليفزيونية الفرنسية نصيب الأسد من اهتمام وسائل الإعلام الأجنبية بالافتتاح الاستثنائى للمتحف، حيث ركزت مجلة «L›Express» على دور مركز الترميم فى المتحف وفريقه من المرممين المصريين المحترفين فى تجهيز مجموعة كنوز مقبرة توت عنخ آمون، التى تعرض لأول مرة فى مكان واحد بالمتحف منذ اكتشافها من 103 أعوام.
وتشير إلى أن بعد قرن من الزمان، تجتمع هذه الكنوز مع تابوت الملك الشاب الذى كان لايزال فى المقبرة بوادى الملوك بالأقصر، وتم نقله وخضع لعمليات ترميم دقيقة.
وأبرزت أيضًا التجربة الفريدة الاستثنائية التى تنتظر زوار المتحف من مختلف دول العالم، للتمتع بكنوز المصريين القدماء وهم يشاهدون أهرامات الجيزة أيضًا من واجهات المتحف الزجاجية على بعد قريب فى مشهد مهيب.
واعتبرت مجلة ”le Point” المتحف أكبر مكان فى العالم للحضارة المصرية القديمة يضاهى المتاحف العالمية مثل متحف المتروبوليتان فى نيويورك ومتحف اللوفر فى باريس والمتحف البريطانى بلندن.
مجلة «ناشيونال جيوجرافيك»
وفى موضوع عميق تناول موقع مجلة «ناشيونال جيوجرافيك» العريق، افتتاح المتحف تحت عنوان «المتحف المصرى الكبير يُفتتح بكامل طاقته - إليك ما تحتاج لمعرفته»، ذكر فيه أن الافتتاح يعد أحد أكبر الافتتاحات الثقافية لهذا العام، معتبرًا أن المتحف صرح ثقافى عملاق بالقرب من أهرامات الجيزة، وهو أكبر مؤسسة فى العالم مُخصصة لحضارة واحدة، بمساحة أرضية تبلغ حوالى 872,000 قدم مربع تعرض عشرات الآلاف من القطع الأثرية.
وطرح الموقع سؤالًا عن تأثير الافتتاح على السياحة فى القاهرة، مشيرًا إلى أنه رغم تأجيل الافتتاح إلا أن الحماس فى بورصة السياحة العالمية لم يهدأ، حيث يتزامن افتتاح المتحف مع بداية موسم الذروة السياحى فى مصر، إذ ينتهى الصيف الحار ويبدأ الشتاء بطقس أكثر برودة.
وأوضح أن هناك بالفعل زيادة فى الحجوزات لعام 2026 مقارنةً بعام 2025، ويعود ذلك جزئيًا إلى الدعاية الإعلامية المحيطة بالمتحف المصرى الكبير، وهذه الزيادة هى بالضبط ما تأمله الحكومة المصرية فقد استقبلت البلاد عددًا قياسيًا من السياح بلغ 15.7 مليون سائح فى عام 2024، وتسعى إلى زيادة هذا العدد بما لا يقل عن 30 مليون سائح بحلول عام 2028.
واعتبر دليل السفر»Lonely Planet»، أن المتحف المصرى الكبير يعد أكبر مجمع متاحف أثرية فى العالم مخصص لحضارة واحدة، فهو مقسم إلى عدة أقسام تغطى الحقبة من 7000 سنة قبل الميلاد إلى سنة 394 ميلادية.
موقع “Reddit”
وعلى موقع “Reddit” أشاد أحد رواده فى منشور بالمتحف قائلًا، إنه بعد 20 عامًا من التفانى واستثمار ضخم بقيمة مليار دولار، يستعد المتحف المصرى الكبير لفتح أبوابه فى الأول من نوفمبر، مؤكدًا أن هذه التحفة المعمارية من المتوقع أن تعيد تعريف المشهد الثقافى العالمي.
وأضاف سيتجول الزوار فى صالات عرض أكبر من صالات عرض متحف اللوفر، محاطين بأكثر من 100,000 قطعة أثرية، بما فى ذلك كنوز الملك توت عنخ آمون التى تُعرض معًا لأول مرة، وسيكون فى استقبالهم، حارسًا فى المقدمة، تمثال رمسيس الثانى المهيب، الذى يزن 82 طنًا مرحبًا بالزوار فى عالم يمتزج فيه القديم بالحديث.










