السبت 1 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«روزاليوسف»  بيت الصحافة الحرة

«روزاليوسف» بيت الصحافة الحرة

كل طريق يبدأ بخطوة وكل عتمة تُزال بشعاع  ضوء وكلمة واحدة قادرة على علاج جرح، الكلمة أقوى  وأخطر من الرصاص، وأرخص من التراب، ومناسبة هذا الكلام هو مرور 100 عام على إصدار “روزاليوسف”  المجلة، وهى هدية السيدة العظيمة “روزاليوسف” لنا وللعالم العربى والمهنة بمفهومها الشامل.



فى هذه الذكرى نهنئ أنفسنا وقراءنا بوجودها واستمرارها، الشكر وحده هو هديتنا للسيدة العظيمة “روزاليوسف” نشكر وجودك بيننا نشكر وجودك معنا فى كل صباح يوم السبت.

السيدة “روزاليوسف” ذاقت مرارة التشرد واليتم ومتاعب الحياة بمفهومها الذى لم يدركه الكثير من الصحفيين والمتابعين، إن السيدة “روزاليوسف” هى مزيج من الألم والمغامرة والمعاناة والفن والسياسة والجرأة وكل هذا المزيج أفرز العديد من القيم وفى مقدمتها الانحياز إلى الفقراء والدفاع عن الضعفاء والانحياز إلى المرأة ومحاربة التطرف بكل أشكاله وكشف الفساد، لم تكن هذه المبادئ من الخيال ولكنها أتت من أعماق الحياة بكل ما فيها من السلب والإيجاب وهذه السيدة أدركت فى وقت مبكر جدًا أنه لا شىء يوازى الكلمة قوة وسحرًا ولا شىء يوازى الفكرة جمالًا.

ألم نقل: إن ما يصدر من القلب يصل إلى القلب، والأشجار تموت واقفة كما يقال ومن هنا كان على كل من يدخل “روزاليوسف” أن يتحلى بهذه المبادئ حتى يكون له مستقبل صحفى، يوم الأربعاء الماضى لم نكن نتوقع نحن الصحفيين أن احتفال مؤسسة “روزاليوسف” بمرور مائة عام على إصدارها يكون بهذا الحشد من أفراد المجتمع المصرى الذين حضروا لأحد الفنادق الكبيرة المطلة على النيل ليمتزج الجميع فرحًا بمرور مائة عام وهذه المشاهد العفوية التى عبر عنها تواجد عدد من المسئولين الكبار والكتاب والصحفيين ورؤساء الجامعات تؤكد أن هذا الاحتفال هو بمثابة إحياء جديد لمؤسسة “روزاليوسف” وأن الصحافة الورقية لن تموت، الناس دائمًا تبحث عن الكلمة الحرة ومن يدافع عن مصالحها ويقف بجانبها، هذا الامتزاج الشعبى بين الصحفيين والكتاب والقراء الذى جرى فى احتفال “روزاليوسف” هو بمثابة رسالة قوية بالتمسك بالصحافة الورقية والدور الذى يجب أن تقوم به الصحافة من الدفاع عن حقوق الناس وتنويرهم وأن كلمة الحق لا تضيع ولا تذهب سدى والدور العظيم الذى قامت به الميديا «وسائل التواصل الاجتماعى» فى الاحتفال بـ “روزاليوسف” هو دليل كبير على أن الناس لا تنسى من يقف بجوارها ولا تنسى معارك “روزاليوسف” فى مختلف المجالات وأيضًا لا تنسى التضحيات التى قامت بها السيدة “روزاليوسف” ومعها عدد ليس بالقليل من الصحفيين من الإيذاء والسجن والمصادرة حتى تصل الكلمة الحرة للقارئ وفى المجمل العام أتى احتفال “روزاليوسف” ليجدد الثقة بصحافة “روزاليوسف” وتطلع القراء إلى أن ترجع الصحافة القومية للقيام بدورها خاصة  “روزاليوسف” لما تملكه من تاريخ صحفى كبير وكوادر صحفية كثيرة ممن تطبعوا بطابع “روزاليوسف” وتشربوا بمنهاجها ووعوا دورها، وعلى لجنة 67 التى تم تشكيلها مؤخرا لتطوير الإعلام أن تعى الدروس المستخلصة من احتفال “روزاليوسف” بمرور مائة عام على إصدارها وبعض أعضاء هذه اللجنة حضروا الاحتفال وشاهدوا بأنفسهم الحشد الكبير الذى شارك فى الاحتفال والحضور الكبير للاحتفال هو أكبر شهادة تقدير لـ “روزاليوسف” وممارستها الصحفية بالتمسك بالوطن والحرص على الأمل وسط اليأس والبؤس وترتيبًا على ما سبق فإن شهادة التقدير للصحفى أو رئيس التحرير لا تأتى من المسئول أو الوزير ولكنها تأتى من القارئ الذى يشترى المطبوعة من فلوسه الخاصة وهذا هو التقدير الحقيقى لأنه يعبر عن تأثير المطبوعة ومدى رضا القارئ من عدمه.

وها هو جاء يوم 25 أكتوبر الذكرى المئوية لـ “روزاليوسف” ليؤكد ويبرهن على أن شهر أكتوبر هو شهر الانتصارات وإعادة إحياء المجلة العريقة ومحو أكذوبة أنه لا أحد يقرأ الصحافة الورقية.

كل سنة و”روزاليوسف” فى قلوبنا بين حنايا ضلوعنا، “روزاليوسف” أسطورة ملهمة ومعلمة وداعية للحب والجمال والخير بين الناس.

أعيدوا “روزاليوسف” إلى “روزاليوسف” وأخيرًا شكرًا للمهندس عبدالصادق الشوربجى رئيس الهيئة ابن “روزاليوسف” على رعايته للحفل الكبير والشكر أيضًا للسيدة الفاضلة هبة صادق لما بذلته من مجهود كبير حتى ظهر الحفل بالشكل الجميل واللائق والمناسب.