الأربعاء 5 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الريادة والزعامة والحضارة فى مصر

الريادة والزعامة والحضارة فى مصر

الكلام صغير أمام إبهار وقيمة وأسطورة المتحف الكبير.



المتحف المصرى الكبير ليس بناية ضخمة على مساحة مليونية ولا يقدر بعدد قطعه الأثرية ، ولكن افتتاحه رسالة للمصريين بأن ينهضوا ويتسلحوا بالعلم ليسيروا كما سار الأقدمون فجوهر الحضارة المصرية يعيد ويزيد للمصريين بأن ينهضوا ويتقدموا ليمحوا من لياليهم الغبار وكيد الزمن.

والمتحف المصرى الكبير شهادة لاستمرار المصرى فى إدهاش العالم بتميزه وتفوقه فى مختلف الميادين الثقافية والفنية ويعيد الأمل بقدرة المصرى على التفوق فى جميع المجالات، والمعروف والأكيد أن ثروة مصر الحقيقية ليست فى المال ولا البترول ولا الغاز ولكن فى الإنسان المصرى الذى يستمر فى إدهاشنا بإنجازاته وخير شاهد على ذلك البناء الهندسى للمتحف المصرى، الذى يمثل أعجوبة وأسطورة فى اختيار المكان المطل على عظمة الأهرام والهندسة المعمارية التى تحاكى الأهرام فى هندسته الثلاثية،

المتحف المصرى يمثل زعامة حقيقية قائمة على العمل والإنجاز سياسة الصمت سياسة الريادة سياسة العمل والتفوق والتميز التى تعاملت مع الواقع بدون انفعال أو تشنج هذه هى سياسة الرئيس السيسى التى انعكست على بناء المتحف ، وفى هذه الأجواء فشلت كل المحاولات التى قام بها العدو الإسرائيلى مع بعض القوى العميلة فى السودان بقيام قوات الانتشار السريع فى الاستيلاء على مدينة الفاشر وإبادة عدد كبير من الإخوة السودانيين وارتكاب المذابح التى لم تحدث حتى فى العصور الوسطى بغرض أساسى هو التعتيم على افتتاح المتحف المصرى الكبير والدور الريادى المصرى.

إضافة إلى ذلك ما قاله أحد الرؤساء الذين خرجوا من الظلام والجحور ليجامل به دول الخليج من أن تطورها هو أسرع من التطور الذى يحدث فى مصر بغرض أساسى هو  النفاق والرياء واستعطاف هذه الدول لمساندته ولا «يعلم شيئا لما يجرى على أرض مصر فى كل المجالات الطرق والكبارى والأنفاق وصولًا إلى افتتاح المتحف المصرى الكبير الذى بدوره أحدث تغيرا كاملا فى نظرة العالم للسياحة فى مصر.

حتى أن الرئيس الأمريكى ترامب فى لقائه مع الرئيس الصينى الأسبوع الماضى قال إن الحضارة المصرية أقدم من الحضارة الصينية بألف عام وجاء هذا التصريح ردًا على الرئيس الصينى أن الحضارة الصينية هى أقدم الحضارات فى العالم.

هكذا تتوالى ردود الأفعال على افتتاح المتحف المصرى الكبير وبعيدًا عن المزايا الاقتصادية وردود الأفعال حول افتتاح المتحف الكبير هو ما أحدثه المتحف من فرحة وتماسك ووحدة المصريين وإحساسهم بالعزة والكرامة والكبرياء وأن لهم أصولا عريقة تمتد إلى أعماق التاريخ والأهم اعتزازهم بأنهم مصريون وأن مصر باقية بهم مهما حاول الآخرون النيل منها والقفز على دورها التاريخى، هذا الإحساس القوى بأننا أحفاد القدماء المصريين نفس اللون الأسمر نفس الدماء وأصبح للعظمة مكان هو مصر، ومساء السبت الماضى تم افتتاح المتحف الكبير ليسجل للمصريين والعالم أجمع أنه يوم العيد حيث نشأت الحضارة المصرية على نهر النيل حضارة متكاملة.

تحفظ لمصر وللتاريخ التفوق والتميز فى مصر، الشمس سطعت فى مصر وقت أن كان العالم لا يعرف الشمس والنور ويعيش فى الكهوف.

مصر فتحت جميع النوافذ ليطل منها جميع البشر على العلم والثقافة والفن والنحت، ودائما مصر أرض السلام الذى يفرش جناحه على كل من يتعامل معها وتشع بنور حضارتها على الجميع ويخطئ الذين يظنون أن المعاناة الاقتصادية قد تحجب ريادتها وزعامتها ولكن جذورها الممتدة فى أعماق التاريخ تضمن لها كل الثبات فى وجه كل المؤامرات وموقعها الجغرافى يمنحها الزعامة والريادة ولا يستطيع أى ما كان من يملك المال أن يسحب هذه الزعامة من تحت أقدامها فالريادة والزعامة لم تغب عن مصر يوما أو ساعة أو دقيقة، والشعب المصرى شعب محب للحياة نسى همومه ومعاناته وارتفاع الأسعار ليحتفل بجذوره وأجداده فى كل حارة وشارع وبيت ولم يتوقع أحد من علماء الاجتماع أو السياسة ما أحدثه المتحف المصرى الكبير من المشاعر الفياضة والتماسك الكبير والاعتزاز بالأجداد والامتداد والتواصل الكبير بين المصريين وحضارتهم ليرسموا صورة متكاملة بين الماضى والحاضر والمستقبل بأن مصر هى مصر.. الريادة والزعامة والتفوق والتميز والقوة.

تحيا مصر.