زيارة الشرع لواشنطن تفتح صفحة جديدة مع أمريكا وإسرائيل
«سوريا» خارج عقوبات قانون «قيصر»
مصطفى أمين عامر
رغم أن زيارة الرئيس السورى أحمد الشرع، إلى البيت الأبيض قد حملت العديد من المؤشرات الإيجابية، وعلى رأسها رفع العقوبات عن «الشرع» ووزير داخليته أنس خطاب، بالإضافة إلى تعطيل ووقف العمل بقانون «قيصر»، إلا أنها على الجانب الآخر كشفت الخطوات العملية لإنشاء قواعد عسكرية أمريكية فى سوريا خلال المرحلة القادمة، وهو ما اعتبره خبراء تحولا جديدا فى العلاقات الأمريكية السورية.
من جانبه، اعتبر باسل الكويفى رئيس الكتلة الوطنية السورية، أن نتائج الزيارة ولقاء «الشرع _ ترامب»، حملت مؤشرات عديدة، حيث رافق الاجتماع العديد من القرارات من قبل وزارتى الخارجية والتجارة الأمريكيتين، ومكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية، والتى علقت العمل بقانون «قيصر»، والسماح بنقل معظم السلع أمريكية المنشأ للاستخدام المدنى، والبرمجيات والتكنولوجيا، إلى سوريا أو داخلها، دون الحاجة إلى ترخيص.
وشدد على أن سوريا استطاعت التفاهم مع «واشنطن» حول التزامها بدعم سوريا مستقرة وموحدة وسلمية، وبأن رفع العقوبات عنها يهدف إلى دعم جهودها بإعادة بناء اقتصادها وتحقيق الرخاء لجميع مواطنيها ومكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن البعد الاقتصادى للزيارة يعد محطة مفصلية فى مسار الاقتصاد السورى، إذ تحمل فى طيّاتها مؤشرات على تحوّل نوعى فى المقاربة الدولية تجاه دمشق بعد سنواتٍ طويلة من العزلة والعقوبات.
واختتم حديثه بقوله: «اللقاء «السورى _ الأمريكي» فتح الباب أمام عودة التعاملات المالية والمساعدات التنموية، وإعادة الثقة بالعملة المحلية والأسواق الداخلية والتمهيد لمرحلة استقطاب استثمارات غربية فى قطاعات الطاقة والبنية التحتية والاتصالات، وهى ملفات تمسّ جوهر عملية إعادة الإعمار، وإعادة بناء الثقة بالاقتصاد الوطنى، وإرساء قواعد تنمية مستدامة تعيد لسوريا مكانتها فى الخارطة الاقتصادية الإقليمية والدولية.
بينما أكد حسام الحداد الباحث فى شئون الجماعات المتطرفة والإرهاب، أن زيارة الشرع ضمت سوريا بشكل مباشر ورسمى الى التحالف الدولى لمكافحة «داعش»، وهو ما يعنى انخراط دمشق فى المواجهة المباشرة فى مكافحة التنظيم الذى ينشط فى البادية السورية ومناطق شمال شرق سوريا، مشددا على أن مكافحة تنظيم «داعش» أصبح ضرورة ملحة لترسيخ الاستقرار فى سوريا، وهو الأمر الذى تسعى إليه وأشنطن من أجل حماية قواتها فى سوريا وحماية أمن إسرائيل أيضا.
وتابع: «كلا الطرفين لديهما مصالح مشتركة، وهو الأمر الذى يدفع فى اتجاه التعاون، حيث تعطى الولايات المتحدة الأمريكية الشرعية للنظام الجديد الخارج من رحم القاعدة، بينما يعمل نظام «الشرع» على إزالة مخاوف واشنطن فيما يتعلق بتنظيم داعش وأمن تل أبيب».






