كوب 30.. يحدد مصير الكوكب وسط انقسام دولى وغياب أمريكى
العالم على حافة الغليان البيئى
وسام النحراوى
على وقع انقسامات دولية وتحديات مناخية غير مسبوقة، تتسلم البرازيل رئاسة مؤتمر المناخ «كوب 30» من أذربيجان، حاملةً وعودًا بتمويلٍ يصل إلى 300 مليار دولار سنويًا قبل عام 2035، وبينما تتعالى الدعوات إلى التعاون بدلًا من الصراع، يهدد تفتتُ التوافق الدولى الجهودَ الرامية إلى كبح الاحترار العالمى، فى وقتٍ تسعى فيه البرازيل لتجنب الخلافات والتوصل إلى اتفاقٍ نهائى خلال قمةٍ تمتد حتى 21 نوفمبر الجارى، وسط غياب أمريكى واضح وجهود محدودة من الصين.
وغاب دونالد ترامب، الرئيس الأمريكى، بشخصه وبمندوبيه عن القمة، مُصرًّا على قناعته بأن تغير المناخ مجرد خدعة؛ فقد ألغى الحوافز للطاقة المتجددة، وأوقف المشاريع الكبرى، وفتح أراضى جديدة لحفر النفط والغاز، وعزّز صناعة الفحم، وتعهد بالانسحاب من اتفاقية باريس للمرة الثانية، بل ولم تكتفِ الولايات المتحدة بالتراجع عن العمل المناخى، بل حرضت علنًا على زيادة استخدام الوقود الأحفورى عالميًا، وعلى قيام دول أخرى بإلغاء سياساتها المناخية.
وبالتالى ساد جو من الارتياح بين بعض الدبلوماسيين حين أعلن البيت الأبيض عدم حضور أى ممثلين رفيعى المستوى للقمة؛ فقد وصل موقف الولايات المتحدة بشأن المناخ إلى أدنى مستوياته، وأصبح أكثر عدائية مما كان عليه خلال ولاية ترامب الأولى أو فى عهد جورج دبليو بوش.
على الجانب الآخر، ألقت صحيفة «الجارديان» البريطانية الضوء على قيام الصين بإضافة 240 جيجاوات من الطاقة الشمسية فى الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، و61 جيجاوات من طاقة الرياح، ما يضعها على الطريق الصحيح لتحقيق رقم قياسى آخر فى مجال الطاقة المتجددة فى عام 2025، ففى العام الماضى، قامت البلاد بتركيب 333 جيجاوات من الطاقة الشمسية، أى أكثر من إجمالى إنتاج بقية دول العالم مجتمعة، مشيرةً إلى أنه لم يحضر الرئيس الصينى شى جين بينغ قمة المناخ، لكن الوفد الصينى حاضر للمحادثات، واكتفت أيضًا الهند بإرسال وفد يمثلها.
ولعل أن هذا الغياب أثار قلقًا من تراجع الدعم العالمى، لكنّ المنظمين يصفون هذه الدورة بـ «مؤتمر التنفيذ»، حيث ينصبّ التركيز على ترجمة الوعود السابقة إلى إجراءات ملموسة، ناهيك عن أن استضافة بيليم للمؤتمرـ وهى بوابة الأمازونـ تعد خطوة استراتيجية لتسليط الضوء على دور الشعوب الأصلية وحماية الغابات فى مكافحة التغير المناخى.
وفى خطوة إيجابية، أعلن الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا إطلاق «صندوق الغابات الاستوائية للأبد»، الذى يهدف إلى جمع 125 مليار دولار لتمويل حماية الغابات الاستوائية عبر آلية تجعل الحفاظ على الأشجار أكثر ربحية من قطعها.
جدير بالذكر أن مسألة من سيستضيف مؤتمر المناخ الـ 31 لم تُحسم بعد، على الرغم من إعلان أستراليا عرضها قبل عدة سنوات، وتتنافس تركيا مع أستراليا على حق الاستضافة العام المقبل، وتكمن المشكلة فى أن الجهة المضيفة الآن، أيًا كانت، لديها عام واحد فقط للتحضير، وهى مهمة شاقة بالنظر إلى حجم وتعقيد المؤتمر.






