الثلاثاء 18 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تشريد عشرات الآلاف فى السودان.. وتحذيرات من مجاعة وشيكة تهدد ملايين المواطنين

دارفور تنزف.. نزوح وجرائم وانتهاكات بلا رادع

فى الوقت الذى لا يزال السودان ينزف من جراحه جددت مصر دعمها لـ«مجلس السيادة» والحكومة السودانية فى مواجهة محاولات التقسيم، حيث أكد بدر عبدالعاطى وزير الخارجية خلال زيارته للسودان دعم مصر الكامل وإدانتها لانتهاكات فى مدينة الفاشر.



وشدد على انخراط مصر بصورة فاعلة فى الجهود الدولية الهادفة لوقف إطلاق النار ووضع حد لمعاناة الشعب السودانى وفى مقدمتها «الرباعية الدولية».

فيما تتعمق المأساة الإنسانية يومًا بعد يوم، خاصة فى إقليم دارفور الذى يعيش على وقع الفوضى بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر غربى البلاد، عقب حصار خانق استمر أكثر من 500 يوم، تخللته هجمات عسكرية من جميع المحاور، لتتحول المدينة التى كانت تعرف يومًا بـ «عروس دارفور»، إلى مشهد دامٍ يختصر حال السودان كله.

وحول الوضع الميدانى، يقول السمانى عوض الله، الكاتب الصحفى السودانى: الوضع الميدانى فى دارفور بلغ مرحلة من التدهور تستدعى تحركًا دوليًا عاجلًا، فالممارسات البشعة ضد المدنيين لا يمكن السكوت عليها، منوهًا إلى أن الهجوم الأخير أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من المواطنين من الفاشر إلى منطقة طويلة بشمال دارفور، وآخرين إلى مدينة الدبة فى الولاية الشمالية، بينما فر آخرون إلى الخرطوم ومناطق متفرقة من البلاد.

ويتابع: النازحون يعيشون أوضاعًا مأساوية نتيجة طول رحلة النزوح وشدة المعاناة التى عاشوها طيلة الفترة الماضية، فى ظل غياب تام تقريبًا للمنظمات الأممية والإنسانية، مؤكدًا أن استمرار صمت المجتمع الدولى، خاصة تجاه الدول الداعمة لقوات الدعم السريع، يمثل تواطؤًا غير مباشر على ما يجرى من جرائم، مشددًا على ضرورة تفعيل اتفاق جدة الموقع فى 11 مايو 2023، الذى نص على خروج قوات الدعم السريع من المدن وفتح الممرات الإنسانية لإيصال المساعدات.

أما الدكتور أحمد صباح الخير، الأكاديمى والمحلل السياسى السودانى، فيقول: إن الأحداث الأخيرة واحتدام المعارك بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع فى إقليمى دارفور وكردفان، أدت إلى موجات نزوح هى الأكبر فى تاريخ البلاد الحديث، مشيرًا إلى أن السودان أصبح اليوم أكبر بؤرة للنزوح فى العالم وفق تقارير المنظمات الدولية، فيما تحجم العديد من وكالات الأمم المتحدة عن تقديم العون الإنسانى، فى وقت تتركز فيه جهود الحكومة على حسم المعركة عسكريًا، مضيفًا: الحكومة السودانية ترفض الهدنة التى اقترحتها الرباعية الدولية، معتبرة إياها حيلة ماكرة تمنح الدعم السريع فرصة لإعادة تموضعه واستقدام المزيد من الأسلحة والمرتزقة، محذرًا من أن الحرب الدائرة جاءت فى موسم الحصاد الزراعى الصيفى الذى يمثل نحو 80% من الإنتاج الزراعى فى السودان، ما ينذر بمجاعة وشيكة تهدد ملايين السودانيين إن لم تتحرك المنظمات الدولية سريعًا لتقديم الإغاثة والمساعدات.

أما أبوالقاسم الزبير، الباحث والمحلل السياسى السودانى، وعضو الحركة الإسلامية السودانية «المؤتمر الشعبى»، فيصف أزمة النزوح بأنها الأكبر من نوعها فى العقود الأخيرة، مشيرًا إلى أن ما حدث بعد سقوط الفاشر من انتهاكات وإبادة عرقية جعل النزوح الخيار الوحيد أمام السكان، مؤكدًا أنه لا سبيل لوقف النزوح إلا بإنهاء قوات الدعم السريع وإخضاعها لسلطة الدولة والقانون، فالسودان لن يعرف طريق الأمن والاستقرار ما لم تُكسر شوكة الدعم السريع، بل إن قوات الدعم السريع لا يمكن أن تكون جزءًا من المنظومة السياسية أو النظامية للدولة.