الجمعة 21 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

25 مليون مواطن يواجهون الجوع.. وقطاعات الصحة والتعليم والاقتصاد تترنح

السودان ينزف

سياسيون: وقف الحرب السبيل الأخير للحفاظ على وحدة مؤسسات الدولة
سياسيون: وقف الحرب السبيل الأخير للحفاظ على وحدة مؤسسات الدولة

فى قلب الخراب الذى يبتلع مدن السودان واحدة تلو الأخرى، تتزايد التحذيرات من انزلاق البلاد نحو التفكك الكامل والتقسيم، بينما يعيش ملايين السودانيين وسط دماء ونزوح وجوع صار جزءًا من تفاصيل يومهم، منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، فالمشهد لم يعد مجرد صراع سياسى أو عسكرى، بل انهيار شامل يلتهم ما تبقى من مؤسسات الدولة ومقدرات الشعب.



وسط تلك الأحداث والانتهاكات، ترتفع صرخات السياسيين فى السودان الذين ناشدوا المجتمع الدولى، من خلال حديثهم لـ«روزاليوسف»، التدخل للحفاظ على ما تبقّى من السودان، مؤكدين أن وقف الحرب الحل الوحيد لإعادة بناء مؤسسات الدولة ومنع تفكك السودان.

مبارك الفاضل المهدى، رئيس حزب الأمة السودانى، يؤكد لـ«روزاليوسف» أن وقف الحرب لم يعد خيارًا سياسيًا، بل أصبح الشرط الأخير لبقاء السودان دولة واحدة، مشيرًا إلى أن الانتهاكات التى تمارسها قوات الدعم السريع ليست حدثًا عابرًا، بل نهج ممنهج تمارسه المليشيا منذ نشأتها.

ويصف الوضع الإنسانى الحالى بأنه الأسوأ فى تاريخ السودان، مشيرًا إلى أن 25 مليون سودانى يواجهون الجوع، و20 مليون طفل خرجوا من المدارس، بينما توقفت المستشفيات واختفت الأدوية، وانتشرت الأوبئة بلا رقيب، وفى دارفور، تتواصل المآسى مع سيطرة الدعم السريع على أجزاء واسعة، بما فيها مدينة الفاشر، التى كانت آخر المدن الكبرى التى صمدت قبل سقوطها.

وبالنسبة لشمال كردفان، يقول إن الحرب تسببت فى نزوح جماعى من مدن كاملة مثل «بهرة»، فيما ارتفع عدد النازحين فى الأبيض إلى نحو 50 ألف شخص، مشيرًا إلى أن الاقتصاد السودانى انهار بالكامل، مؤكدًا أن الحياة المعيشية توقفت تمامًا بعد تعطل العمل الحكومى والخاص، وخسارة الجنيه السودانى نحو 600% من قيمته.

ويوضح أن ما بين 70% و80% من عناصر الدعم السريع هم مقاتلون أجانب، ما يزيد خطورة الحرب واحتمالات امتدادها خارج الحدود، مشيرًا إلى أن مؤسسات الدولة تفككت تمامًا، وأن ما تبقى فى بورتسودان مجرد وجود رمزى، مشددًا على أن غياب اتفاق سياسى شامل يهدد بتحول المقاتلين إلى عصابات مسلحة تهدد ما تبقى من السودان ودول الجوار، وأن وقف الحرب الحل الوحيد لإعادة بناء مؤسسات الدولة ومنع تفكك السودان نهائيًا، محذرًا من أن الوقت يوشك أن ينفد.

وفى ختام حديثه، يشدد الفاضل على وجود فرصة دولية وإقليمية سانحة عبر المبادرة الرباعية المدعومة من المنظمات الدولية والإقليمية، محذرًا من أن ضياعها يعنى دخول السودان مرحلة سيناريوهات كارثية لا يمكن التنبؤ بحدودها، ناهيك عن أن وقف الحرب اليوم ليس مطلبًا سياسيًا، بل شرط أساسى لبقاء السودان دولة واحدة، ولحماية ما تبقّى من وحدة شعبه واستقراره.

من جانبه، يقول الدكتور هانى أحمد تاج السر، أستاذ القانون الدولى فى السودان: إن جرائم الدعم السريع تخالف كل القواعد الإنسانية، مشيرًا إلى أن المليشيا قامت بدفن الأبرياء العُزّل أحياء، وملاحقة الفارين، ونهب أموال السودانيين، وتدمير البنية التحتية، وحرق الجثث لمسح الأدلة التى تدينهم، مؤكدًا أن حجم هذه الجرائم يستوجب تصنيف الدعم السريع منظمةً إرهابية دوليًا، مشيرًا إلى أنها تنتهك المادة الثالثة من اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية الأسرى والمدنيين.

إلى ذلك، يشير السمانى عوض الله، الكاتب الصحفى السودانى، إلى أن الدعم السريع يستهدف - بشكل مباشر - المؤسسات المدنية، بما فيها: محطات المياه، ومحطات الكهرباء، والمستشفيات، واصفًا ذلك بأنه جريمة مكتملة الأركان، لافتًا إلى أن الصمت الدولى شجع داعمى الدعم السريع على التمادى، داعيًا إلى ضرورة محاسبتهم على دورهم فى تأجيج الحرب.

 

رئيس حزب الأمة السودانى: 80% من عناصر الدعم السريع «مقاتلون أجانب»
رئيس حزب الأمة السودانى: 80% من عناصر الدعم السريع «مقاتلون أجانب»