سامح حسين أستاذ فى جامعة حلوان شائعة تستهدف ضرب الثقة فى النظام التعليمى
شيماء عدلى
تتعرض مؤسسات التعليم العالى فى مصر لموجات متكررة من الشائعات التى تستهدف ضرب الثقة فى النظام التعليمى وإثارة القلق لدى الأسر.
وتشير البيانات الرسمية للمركز الإعلامى لمجلس الوزراء إلى أن التعليم يأتى ضمن أكثر ثلاثة قطاعات تعرضًا للشائعات سنويًا، إلى جانب الصحة والدعم الاجتماعى.
ومع تزايد اعتماد الجامعات على المنصات الرقمية لبث فعالياتها، أصبح أى نشاط طلابى أو لقاء مجتمعى عرضة لإعادة النشر خارج سياقه، واستغلاله فى إنتاج قصص مضللة تُبنى على عناوين جذابة لا تستند إلى أى مستند رسمى.
مؤخرًا استضافت جامعة حلوان الفنان سامح حسين فى ندوة بعنوان «دور الفن فى الوعى بالقضايا الاجتماعية»، وتم تكريمه خلالها تقديرًا لأعماله الهادفة، كما نوقش مقترح لتعاونه فى إنتاج محتوى توعوى موجه للطلاب. ولا يعد هذا الأمر جديدًا، فالجامعات تنظم العشرات من الندوات الاجتماعية والفنية وتكرم رموز الأعمال الفنية نظرًا لدورهم الاجتماعى وحب الطلاب لهم، ويأتى ذلك فى إطار المواسم الثقافية والفنية للجامعات.
وعلى الرغم من عدم صدور أى قرار إدارى أو جامعى يتعلق بتعيينه فى هيئة التدريس، كما أوضح البيان الرسمى للجامعة بعد تداول الشائعة.
وعلى الرغم من وضوح البيان، أعادت بعض منصات التواصل نشر الواقعة بصيغ مختلفة، مستخدمة عبارات مثل: «تعيينه عضو هيئة تدريس»، و«إسناد مواد دراسية إليه»، دون أى مستند رسمى يثبت هذه الادعاءات.
من ناحيته، أكد الدكتور السيد قنديل، رئيس جامعة حلوان، أن التكريم جزء من خطة الجامعة لتعزيز الوعى المجتمعى لدى الطلاب، وأن التعاون مع الفنان يقتصر على إنتاج محتوى توعوى، ولا يمت بصلة إلى السلك الأكاديمى.
وأوضح أن التدريس الجامعى يخضع لقواعد صارمة تشمل درجات علمية، ترتيبًا وظيفيًا، وشروطًا معلنة لا يمكن تجاوزها.
بدوره، نشر سامح حسين بيانًا عبر حسابه الرسمى قال فيه: «لم يتم تعيينى عضوًا بهيئة تدريس جامعة حلوان، ولم يُعرَض علىّ الأمر من الأساس، السلك الأكاديمى له قواعده الراسخة وأحترم تخصصات غيرى احترامًا كاملًا».
وأكد أن مشاركته جاءت باعتباره خريج قسم علوم المسرح، وأن العمل الأكاديمى مسار مختلف يتطلب مؤهلات محددة.
ويرجع انتشار الشائعة جزئيًا إلى استغلال أحد الأفراد– سبق فصله من الجامعة– للفعالية كمادة مثيرة للجدل، وإعادة صياغتها بطريقة مضللة.
كما أن أى خبر يتعلق بالجامعات يحظى بتفاعل مرتفع على منصات التواصل، ما يجعل إعادة نشره بصيغة مغلوطة أكثر جذبًا، خاصة مع سرعة انتشار المحتوى على السوشيال ميديا.
وبشكل عام، تستعين أقسام المسرح والفنون والتصميم فى الجامعات حول العالم بالفنانين والمخرجين لإدارة ورش عمل أو لقاءات قصيرة داخل الحرم الجامعى، دون منحهم صفة عضو هيئة تدريس إلا بعد استيفاء المؤهلات الأكاديمية.
فمن جانبها، تستضيف جامعات الولايات المتحدة ممثلين ومخرجين عالميين لورش قصيرة، وتدمج الكثير من كليات الفنون البريطانية بين الأساتذة الأكاديميين مع فنانين محترفين لتقديم خبرات عملية للطلاب، وتستعين بأسماء بارزة فى المسرح لتدريب الطلاب على الأداء والإخراج دون الحصول على درجة بحثية أو أكاديمية.
وهذه الممارسة تعكس توجهًا عالميًا يعتمد الدمج بين التعليم الأكاديمى والخبرة العملية، دون المساس بلوائح التدريس الرسمية.






