السبت 27 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عباءة الإخفاء

سلاح المستقبل الذى يغير مفاهيم الحرب وقواعد الاشتباك

فى وقت تتصاعد فيه حدة الصراعات العسكرية حول العالم، وتزداد فيه هيمنة الطائرات المسيرة المزودة بأحدث تقنيات الرصد الليلى والحراري، يكشف الدكتور أحمد شلبي، الأستاذ بمركز التميز العلمى بوزارة الإنتاج الحربى وصاحب ابتكار عباءة الإخفاء الحراري، فى لقائه مع «روزاليوسف»، عن مشروع مصرى طموح يفتح آفاقاً جديدة فى تكنولوجيا التخفى والحماية التكتيكية للجنود فى بيئات القتال المعقدة.



ويشير «شلبي» إلى أن السنوات الأخيرة شهدت تغيراً جذرياً فى طبيعة المعارك، بعد الانتشار الواسع للطائرات بدون طيار القادرة على كشف الأهداف عبر أنظمة الرؤية الليلية والرصد الحراري، وهو ما منحها قدرة كبيرة على التحكم فى مسرح العمليات ومساحات شاسعة من الأرض، لكن مع هذا التطور المتسارع، ظهرت الحاجة إلى أدوات جديدة تُمكن الجندى من التخفى والنجاة وسط بيئة قتالية أصبحت فيها التكنولوجيا هى الحاكم الأول، ومن هنا جاءت فكرة ابتكار نموذج لرداء عسكرى قادر على إخفاء البصمة الحرارية ودمج الفرد تماماً مع محيطه.

النموذج، وفقاً لـ«شلبي»، عبارة عن نسيج مرن متعدد الطبقات، مُصنّع من مواد متراكبة «نانومترية» و»ألياف صناعية» متطورة، تُدمج داخل بطانة عباءة مموهة مقاومة للظروف الجوية ومناسبة لمتطلبات العمليات العسكرية، مضيفا:» يتمتع الرداء بقدرة كبيرة على تقليل الرؤية الحرارية مقارنة بالزى العسكرى التقليدي، ما يجعل اكتشاف الجندى عند مسح المنطقة باستخدام كاميرات الأشعة تحت الحمراء أمراً بالغ الصعوبة، حيث يستهدف الابتكار تحديداً تعطيل قدرات رصد الدرونات العاملة فى نطاق الحيز الطيفى الطويل للأشعة تحت الحمراء LWIR من 8 إلى 14 ميكرومترا، وهو الأكثر استخداماً فى ساحات المعارك».

ويؤكد صاحب الاختراع، أن العمل جارٍ حالياً على تطوير العباءة لتغطى جميع أطياف الأشعة تحت الحمراء، بما يفتح الباب أمام استخدامها فى مجالات عسكرية وأمنية متقدمة، ويعزز من قدرة القوات المسلحة المصرية على مجابهة تحديات الحرب الحديثة، وحماية الجنود فى سيناريوهات أكثر تعقيداً.

وبهذا الابتكار، يخطو البحث العلمى المصرى خطوة جديدة نحو تصنيع حلول دفاعية متطورة محلياً، تُسهم فى تعزيز الأمن القومى وترسّخ مكانة مصر فى سباق التكنولوجيا العسكرية المتقدمة.