الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«السياحة والآثار» تُعيد إحياء «جينات» الحضارة المصرية

يمثل العمق الحضارى المصرى أحد أعمدة الوعى، حيث سعت الدولة مؤخرًا إلى تعزيز قدرتها الحضارية ومنظومتها القيمية فى مواجهة حروب وتزييف الوعى، خاصة فى الوقت الذى أنجزت فيه مصر عددًا من المشروعات الحضارية وفى مقدمتها متحفا الحضارة والمتحف المصرى الكبير، إذ تكثف جماعات الشر جهودها لاستهداف تلك المشروعات، عبر الشائعات، ويأتى على رأس المشروعات المستهدفة «المتحف الكبير»، حيث زعموا وجود أخطاء فى تصميم سقف البهو الرئيسى تسببت فى غرق المتحف، وهى شائعة ليست جديدة، لكن الوزارة أوضحت أن التصميم جاء وفق رؤية معمارية تعتمد على وجود فتحات فى السقف بشكل هندسى، مما يسمح باستدامة دخول الإضاءة والتهوية الطبيعية إلى داخل البهو، وليس خللًا فى التصميم، فضلا عن أن الوزارة تقوم ببعث «جينات» الحضارة المصرية فى عقول الأجيال الجديدة.



وفى إطار جهود الحكومة لبناء منظومة متكاملة لتعزيز الوعى والتصدى للشائعات، تعمل وزارة السياحة على وضع استراتيجية وطنية لتعزيز وعى الأجيال بتاريخ مصر الأثرى، والقيم الحضارية المصرية، عبر استقبال زيارات طلاب المدارس والجامعات ومختلف فئات الشعب، إذ قال د.ولاء الدين بدوى مدير عام متحف قصر الزعفران بجامعة عين شمس والمدير العام الأسبق لمتحف قصر للمنيل:» يبرز دور وزارة السياحة والآثار كأحد الأدوار المحورية فى الحفاظ على الهوية التاريخية والحضارية لمصر، ليس فقط من خلال حماية الآثار وصونها، بل أيضًا عبر بناء الوعى المجتمعى بتاريخ مصر وحضارتها»، متابعًا: «فى ظل التحديات التى تفرضها الشائعات والمعلومات المغلوطة المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعى فى الفترة الأخيرة، خاصة الشائعات التى تستهدف الآثار المصرية، سواء بالتشكيك فى قيمتها التاريخية، أو بترويج تفسيرات غير علمية، أو بنشر ادعاءات تفتقر إلى الأسس البحثية والعلمية، وهنا يبرز الدور التوعوى للوزارة فى مواجهة هذه المغالطات، من خلال تقديم معلومات دقيقة وموثقة، والاعتماد على آراء المتخصصين من علماء الآثار والخبراء، بما يعزز الثقة فى الخطاب الرسمى ويحد من انتشار المعلومات الخاطئة».

وتابع: «تعتمد الوزارة فى هذا الإطار على مجموعة من الآليات، من بينها إصدار البيانات الرسمية وتفعيل المنصات الرقمية لنشر التوعية الأثرية بلغة واضحة ومنضبطة، والتنسيق مع وسائل الإعلام المختلفة، إضافة إلى إتاحة المواقع الأثرية والمتاحف للزيارة والتوثيق، بما يسهم فى تعزيز الارتباط المباشر بين المواطن وتراثه الحضارى، وفى تقديرى، فإن التعامل مع الشائعات المتعلقة بالآثار يجب أن يُنظر إليه باعتباره مسئولية وطنية تتطلب سرعة فى الرد، وشفافية فى الطرح، واحترامًا لوعى الجمهور، لا سيما فى ظل ما تشهده الساحة الرقمية من تداول واسع للمعلومات غير الدقيقة، حيث إن تاريخ وحضارة مصر ركيزة أساسية للهوية الوطنية، والحفاظ على صورتهما الصحيحة مسئولية مشتركة بين المؤسسات الرسمية والمجتمع، وذلك بناءً على المعرفة الصحيحة والوعى بقيمة هذا التراث الإنسانى الفريد».

من جانبه قال د.محمد فخرى مدير الوعى الأثرى بمنطقة آثار المنيا، إن وزارة السياحة والآثار تضطلع بدور أساسى فى ترسيخ الوعى بتاريخ وحضارة مصر، باعتبارها الجهة المنوط بها حماية التراث الأثرى وصونه، ونقل قيمته العلمية والثقافية إلى المجتمع، فالحضارة المصرية ليست مجرد ماضٍ تاريخى، بل ركيزة للهوية الوطنية ومصدر فخر للأجيال المتعاقبة، الأمر الذى يجعل نشر الوعى الأثرى مسئولية وطنية فى المقام الأول، متابعًا: «تعمل الوزارة على بناء هذا الوعى من خلال مجموعة من الآليات المتكاملة، فى مقدمتها تطوير المتاحف والمواقع الأثرية وفتحها للجمهور بأسلوب تعليمى وتفاعلى، وتنظيم المعارض الأثرية المؤقتة داخل مصر وخارجها لتعريف العالم بإنجازات الحضارة المصرية، وتنفيذ برامج توعوية وندوات ومحاضرات موجهة لطلاب المدارس والجامعات، لغرس احترام الآثار منذ الصغر وتعزيز الشعور بالانتماء الوطنى، وفى ظل انتشار الشائعات والمغالطات حول الآثار المصرية، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعى، تقوم وزارة السياحة والآثار بدور مهم فى تكذيب هذه الشائعات والتصدى لها بأسلوب علمى ومنهجى، ويعتمد ذلك على إصدار بيانات رسمية موثقة، وتوضيح الحقائق مدعومة بالأدلة الأثرية والعلمية، مع الاستعانة بالمتخصصين من الأثريين والخبراء للرد على الادعاءات غير الصحيحة».

وأضاف: «تعتمد الوزارة على الرصد المستمر لما يُثار من شائعات، والتعامل السريع معها قبل انتشارها، وتحويلها إلى فرصة لشرح المعلومة الصحيحة وتبسيطها للرأى العام، ويُعد التواصل المباشر مع الجمهور عبر المنصات الرقمية أحد أهم أدوات الوزارة فى مواجهة المغالطات، حيث تسهم الشفافية وسرعة الرد فى بناء الثقة بين المواطن والمؤسسات المعنية بالآثار، ومن خلال هذه الجهود، تؤكد وزارة السياحة والآثار دورها الحيوى فى حماية التراث المصرى من التشويه، والحفاظ على صورته الحقيقية كتراث إنسانى فريد، بما يعزز مكانة مصر الحضارية ويضمن نقل هذا الإرث العظيم إلى الأجيال القادمة».