الخميس 18 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لماذا جمال مبارك؟
كتب

لماذا جمال مبارك؟




 


 

كرم جبر روزاليوسف اليومية : 29 - 12 - 2010



الهجوم والتشكيك لم يزده إلا صبراً وإصراراً
(1)
- سألتني «رشا نبيل» مذيعة قناة العربية المشاغبة «من هو في رأيك نجم عام 2010».. فقلت: أمين السياسات جمال مبارك، وهذا الاختيار يرجع لعدة أسباب:
- أولاً: لأن جمال هو الذي قاد عملية إحياء الأمل في الحزب الوطني، وكانت الشرارة في عام 2000.. عام سقوط الكوادر والرموز أو مذبحة قيادات الحزب الوطني، الذين سقطوا في الانتخابات البرلمانية.
- كان سقوطاً مروعاً وبأعداد كبيرة وأسماء شهيرة تربعوا علي مقاعدهم البرلمانية لسنوات طويلة، وحبسوا القيادات الشابة في أقفاص التجميد واليأس والإحباط فأسقطهم الناخبون في احتجاج ديمقراطي.
(2)
- في هذا التوقيت كان جمال مبارك يتجول في مؤتمرات الحزب الوطني في مختلف أنحاء البلاد، واستمع بنفسه للصراخ المكتوم في أعماق الشباب الذين يبحثون عن فرصة عادلة في العمل الحزبي.
- لم يناوروا ولم ينافقوا وتحدثوا لغة صادقة حول أسباب السقوط المروع، ولماذا فقد الحزب الوطني قرون الاستشعار التي تجعل الحزب يتفاعل مع مشاكل الناس ويتجاوب مع طموحهم.
- التقط جمال الإشارة وأحس بفداحة الكابوس الثقيل الذي يجثم علي أنفاس الحزب الوطني، والتفت حوله الأجيال الشابة لأنه واحد منهم يتحدث لغتهم ويفكر مثلهم.
(3)
- ثانياً: الهدوء والإصرار والعزيمة.. حيث لم تكن عملية تطوير وتحديث الحزب الوطني سهلة أو ميسورة، ولكنها كانت شاقة وصعبة، ووضع البعض في طريقها العراقيل والمتاريس.
- كانت الجملة التي يكررها جمال للشباب هي «لن نيأس ولن يعرف الإحباط طريقه إلينا» وتولد لدي الأجيال الشابة شعور بالثقة والطمأنينة بأن المستقبل يحمل البشري.
- وبدأت شرارة التغيير عام 2002 بتعليمات رئاسية صارمة بإتاحة فرص المشاركة السياسية العادلة لأجيال الشباب، وتفعيل التواصل بين القديم والجديد، وإحلال سياسة التفاهم والانسجام.
(4)
- ثالثاً: التخطيط العلمي وانتهاء العشوائية: ألغي الحزب الوطني من قاموسه السياسي عمليات الارتجالية والعشوائية والحشد والشعبية الزائفة والعضوية الورقية، وقادت أمانة السياسات إعادة الهيكلة، بأساليب تضارع أرقي الأحزاب في العالم.
- ضمت أمانة السياسات في عضويتها مجموعة منتقاة من خيرة العقول التي تمثل مختلف الأجيال، وقدمت أفكاراً تسبق العصر وأسقطت تابوهات قديمة كانت مثل الأبقار المقدسة.
- اعتمدت أمانة السياسات علي أسلوب التشخيص العلمي السليم، ورسمت خططاً واستراتيجيات لمواجهة مختلف المشاكل والتحديات، أحدثت نقلة نوعية في البنية المؤسسية والمنهجية للحزب الوطني.
(5)
- رابعاً: ترسيخ معالم الإصلاح.. انتقل الحزب الوطني من سياسة الوعود إلي برامج الإصلاح.. وابتعد تماما عن الشعارات والخطب ومداعبة أحلام الجماهير بوعود لا تتحقق.
- لأول مرة يتبني الحزب برامج واضحة ولها جداول تنفيذية محددة ومعلنة وتعهدت الحكومة بالانتهاء منها في المواعيد المقررة، وأصبحت الحكومة هي حكومة الحزب وليس العكس.
- مكنت هذه السياسات الرشيدة من مواجهة مشكلتين عالميتين من أعتي المشاكل، ولم يشعر المواطن المصري بتداعياتهما وآثارهما، رغم أنهما أثرتا كثيراً في دول غنية ومتقدمة مثل إيطاليا واليونان وإسبانيا.
(6)
- خامساً: تحديث وتطوير الحزب الوطني.. وفي عام 2010 أصبح الشباب يمثلون 60% من القيادات، وثلاثة أرباع أعضاء الحزب من القيادات الجديدة التي كانت تتوق للمستقبل.
- أساتذة جامعات ومهندسون وأطباء ومحامون وحرفيون وعمال وفلاحون، وتركيبة حزبية تمثل كل شرائح وطوائف المجتمع، اندمجت جميعاً في عمل حزبي مؤسسي منظم.
- وجدت المرأة طريقها إلي الحزب وقطفت الثمار سواء في قانون الجنسية للمصريات المتزوجات من أجانب أو في الكوتة التي أتاحت لها 64 مقعداً في مجلس الشعب.
(7)
- سادساً: العمل بروح الفريق.. وأصبح الأداء الجماعي هو النجم لا جديد ولا قديم، ولا صراع بين جيلين كما تصورت المعارضة، وإنما تواصل وتلاحم بين مختلف الأجيال والخبرات.
- أصبح مستقبل الحزب هو الشغل الشاغل لكل قياداته واقتحم المشاكل المزمنة بجرأة وشجاعة، مثل مشكلة الفقر التي تتم محاصرتها بحزمة من السياسات والقوانين للتخلص من هذا الشبح المخيف.
- جمال لم يكن وحده ولكن سر نجاحه هو التواضع الشديد، والتفاعل العاقل مع دوامات هائلة من الصعاب والتحديات وأيضاً الهجوم والتشكيك، لم يزده إلا صبراً وإصراراً.


E-Mail : [email protected]