السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وقف بيع «المساء فى القاهرة» باكورة فن المستشرقين الروس

وقف بيع «المساء فى القاهرة» باكورة فن المستشرقين الروس
وقف بيع «المساء فى القاهرة» باكورة فن المستشرقين الروس




كتبت - ابتهال مخلوف


رغم إعلان دار مزادات «سوثبى» وقف بيع لوحة «المساء فى القاهرة» للفنان الروسى الشهير إيفان آيفازوفسكي، فى مزادها الأخير للفن الروسى فى القرن التاسع عشر، إلا أن مصير اللوحة التى اختفت عن الأضواء قرابة سبعين عامًا مازال مجهولًا.
وقد تصدرت اللوحة، التى ترجع لعام 1870، عناوين الأخبار عندما أعلنت الدار عن عرضها فى مزاد وعلى الفور اشتكت وزارة الداخلية الروسية أنها سرقت منذ عام 1997من مجموعة خاصة فى موسكو، وذكرت وسائل الإعلام الروسية أنها كانت مملوكة لعائلة نوسينكو التى اشترتها فى الأربعينات من القرن العشرين.
وأكدت دار«سوثبى» أنه تم وقف بيع لوحة «المساء فى القاهرة» للفنان إيفان آيفازوفسكى «1817 – 1900» بناء على طلب مقتنى اللوحة، رغم إصرارها فى وقت سابق على المضى فى بيعها، مؤكدة أنها لم تعثر على أى معلومة عن اللوحة بقاعدة بيانات الأعمال الفنية المسروقة.
وتم سحب اللوحة، التى قدر سعرها بنحو مليونى جنيه استرلينى، من قائمة اللوحات المعروضة بالمزاد، الذى اجرى فى بداية يونيو الجارى فى آخر لحظة ليظل مصيرها مجهولًا، وقد حقق المزاد مبيعات قدرها 11 مليون جنيه استرلينى.
وقد ظلت لوحة «مساء فى القاهرة»، المرسومة بالزيت على التوالى مختفية ما يقارب السبعين عامًا.
 وذكر موقع «أرت ديلى»- المعنى بالفنون التشكيلية - أن آخر ظهور للوحة كان فى معرض «تريتياكوف» الرسمى فى موسكو عام 1950 ويوصفها الموقع بأنها لوحة فريدة وتعد أيقونة فى أعمال إيفازوفسكى؛ سواء بسبب منظورها وتفاصيلها الطوبوغرافية لقاهرة القرن التاسع عشر أو لأنها تعد باكورة فن المستشرقين الروس فى مصر.
تسجل لوحة «المساء فى القاهرة» منظرًا بانوراميًا فريدًا للقاهرة، يبدو من طرفها الغربى أهرامات الجيزة لكن ينظر لها من مستوى أعلى فى الطرف الشرقى للمدينة، ويسجل فيها معالم هامة، إذ يحتل مركز اللوحة قبة ومآذن مسجد السلطان حسن وفى يمين اللوحة مدرسة ومسجد خاير بك المبنية فى العصر المملوكى ومن منظور أعلى اللوحة يقع قصر «بحرى» الذى أنشأه خاير بك أحد أمراء المماليك الجراكسة وأول حاكم لمصر فى العصر العثمانى وهو الآن إطلال فى منطقة باب الوزير بالدرب الأحمر، وتصور اللوحة مجموعة من المصريين يستمتعون فى أمسية قاهرية بمشهد غروب الشمس فى فناء قصر «بحرى» الذى بناه خايربك فى القرن السادس عشر وأمامهم عرض لفرقة موسيقية يعزفن لراقصات شرقيات.
وتشير دار «سوثبى» إلى أن اهتمام الفنان بإبراز تفاصيل ملابس المصريين الراقصات يقدم للمؤرخين والباحثين مادة ثرية عن الحياة الاجتماعية فى تلك الحقبة، وتضيف أن اللوحة تحمل كثيرًا من القواسم المشتركة مع لوحات الفنان الروسى لمدينة القسطنطينية.
وقد حضر الفنان إيفان آيفازوفسكى ضمن وفد روسى رسمى لحضور حفل افتتاح قناة السويس 1869 فى عهد الخديو إسماعيل. ورسم لوحة «المساء فى القاهرة» العام التالى لتصبح من أوائل أعماله التى توثق مشاهداته فى مصر.
ومما يضفى أهمية بالغة لأعمال الفنان عن مشاهداته فى مدينة القاهرة ومصر بوجه عام، أنه لم يزر مصر إلا مرة واحدة رغم رحلاته العديدة للمدن المطلة على البحر المتوسط مثل القسطنطينية  «اسطنبول فيما بعد». لذا تعد أعماله عن القاهرة نادرة مع إنتاجه الغزير، إذا قدم للفن نحو 6 آلاف لوحة.
ويوثق المؤرخ نيكولاى سوبوكو كاتب سيرة الرسام عددًا قليلًا من اللوحات التى أبدعتها ريشة آيفازوفسكى عن مصر، منها لوحات «قناة السويس» و«المساء فى القاهرة» و«الليل على النيل» و«نخيل وأهرام» و«الأهرام» التى يقتنيها متحف باروسلافال فى موسكو للفنون.