الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الشباب يلجأ للكتب الدينية بديلاً عن المسلسلات فى رمضان

الشباب يلجأ للكتب الدينية  بديلاً  عن المسلسلات فى رمضان
الشباب يلجأ للكتب الدينية بديلاً عن المسلسلات فى رمضان




كتب - عمر حسن وهايدى حمدى


فى شهر رمضان الكريم يتسابق الناس أجمعين لزيادة الاجتهاد فى الطاعات الدينية لحصد أكبر قدر ممكن من الحسنات فى هذا الماراثون الدينى، نجد الشباب يحاولون العزوف عن المسلسلات فى هذا الشهر حيث الرقص والخمر وما شابه ذلك من مفاسد الصيام، والذى هو أبعد ما يكون عن الفن الهادف فى مثل هذا الشهر، فاختار الشباب أن يشغلوا وقتهم فى رمضان خاصة وقت الصيام بالقراءة فى أمور الفقه والتفسير تكميلا للقرآن الكريم كى تتبلور الاستفادة فى كل جوانبها، فقراءة القرآن تحتاج إلى فهمه والعمل به وتساعد تلك الكتب على تقديم تفسير ميسر للشباب يناسب عقولهم المسطحة بعضها خاصة فى أمور الدين.
فعن توجه الشباب فى رمضان يقول مصطفى فرحات 21 عاما طالب بجامعة القاهرة، إن نوعية الكتب التى يفضل قراءتها فى شهر رمضان هى كتب السيرة وكتب التاريخ الاسلامى بالإضافة لكتب التفسير وكتب الرقائق، ومنها الرحيق المحتوم، روضة الأنوار فى سيرة النبى المختار، وكتب التاريخ مثل تاريخ التتار والأندلس للسرجانى، لأنها تساهم بشكل كبير فى توعية المسلم بأمور دينه ودنياه، وتعلمنا السلوكيات الطيبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال الله تعالى: «لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة».
وأكمل قائلا: «أعشق كتب الأدب، لأنها توضح للناس من الذين لا يعترفو بالروايات لأنها تتعارض فى نظرهم مع الدين، وإن الدين لا يكفل حرية الفكر والإبداع، ونستدل على ذلك بروائيين إسلاميين كتبوا العديد من الروايات الناجحة والمؤثرة مثل نجيب الكيلانى، وهناك روايات عديدة رائعة أقرأها مثل ليالى تركستان، على ابواب خيبر، عمالقة الشَمال، عمر يظهر فى القدس، عذراء جاكرتا وغيرها الكثير والكثير».
بينما قالت آية عبدالرحيم، 20 عامًا طالبة بجامعة القاهرة، إنها فى شهر رمضان الكريم تحاول قراءة القرآن الكريم بشكل أساسى وإلى جانبه تتصفح الكتب التى تتعلق بالسيرة النبوية العطرة، ولا تحاول أن تحصر قراءتها فى كاتب بعينه، إلا أنها تفضل الكتب التى تتمتع بالأسلوب السهل لإيصال المعلومات التى يحتويها بشكل سلس، وفى هذه المعادلة لا تشغلها هذه القراءات عن أداء مناسكها الدينية، فتحاول بقدر الإمكان تنظيم الوقت واستغلاله بين الصلاة وقراءة القرآن ومتابعة البرامج الدينية، وتكون هذه القراءات البديل لمتابعة المسلسلات.
فى حين وجد إبراهيم سعد 19 عامًا طالب جامعى أن القراءة فى رمضان بجانب القرآن الكريم تكون عادية مثلها مثل أى شهر آخر، لكن تكون الأولوية لكتب الرقائق والكتب الروحانية، مضيفا «أنا أنوى هذا العام قراءة ظلال القرآن، والفوائد، سيرة الصلابي، أمهات المؤمنين، لأنها الأكثر ملاءمة لأجواء رمضان»
وأضافت نورهان سمير، 19 عامًا طالبة جامعية، أن الكتب الخاصة بالسيرة النبوية التى تتحدث عن حياة الصحابة رضوان الله عليهم تتصدر قائمة قراءاتها إلى جانب القرآن الكريم، مشيرة إلى كتب الداعية الإسلامى مصطفى حسنى التى تتسم بالبساطة فى إيصال محتواها، فالكتب الدينية يجب أن تتسم باللغة المفهومة التى لا تحمل مصطلحات صعبة الفهم للترغيب فى قراءتها.
واختلف محمد دياب، 21 عامًا طالب جامعى من ناحية قراءة الكتب فى التخصص الديني، فهو يتجه لقراءة الكتب الثقافية العادية مثل روايات يوسف زيدان ونجيب محفوظ، فهو يرى أنهما مبدعان فى فن الرواية التى تعتمد على تثقيف قرائها بشكل كبير، وفى شهر رمضان يكتفى بقراءة القرآن الكريم وختمه مرتين على الأقل، حيث لا يولى أى قراءات أخرى الاهتمام الكامل فهى بديلة فى وقت الفراغ للمسلسلات.
وقالت عزة رشاد، 40 عامًا طبيبة، إن رمضان شهر العبادات فى المقام الأول، والقراءة تعد نوعًا من العبادات فهى توسع مدارك الإنسان وتزيد من إيمانه بالله عز وجل، والقرآن الكريم هو المصدر الأول فى ثقافة الفرد، مشيرة إلى حرصها أيضًا على قراءة كتب عن الصحابيات مثل كتاب صحابيات حول الرسول لمحمود المصرى، وعن السيرة النبوية الشريفة مثل كتاب السيرة النبوية لابن هشام، وهى أفضل من متابعة بعض المسلسلات.
وقال أحمد البدوى، 38 عامًا مندوب أدوية، إنه فى شهر رمضان المبارك يحرص على قراءه القرآن إلى جانب قراءة تفسير ابن كثير فطريقته يسيرة وموثوق بها، وذلك حتى تكون قراءته للقرآن مبنية على الفهم والتدبر لا القراءة فقط، فهو يرى أن تفاسير القرآن الكريم على مختلف كتابها هى الأصلح فى هذا الشهر الكريم، وأصبح من السهل الحصول عليها، فما أكثر المواقع الإلكترونية التى تستطيع من خلالها الحصول على مختلف الكتب.
وعن رأى أهل العلم فى كيفية استغلال الشهر الكريم فيما يفيد، قال الشيخ محمود دراز، الأستاذ بجامعة الأزهر والداعية بالأزهر والأوقاف، إن أصدق الحديث كتاب الله سبحانه وتعالى، وشهر رمضان شهر القرآن فهو الكتاب الأول الذى فيه الهداية والتوفيق، وما بعده من الكتب هى سيرة النبى -صلى الله عليه وسلم- بلا استثناء، وما أكثرها سواء على شبكة الإنترنت أو كتب ورقية، فالصحابة كانوا يعلمونها لأبنائهم كما يعلمونهم الآية من القرآن ويقولون لهم هى أمجاد آبائكم وأجدادكم، والكتاب الثالث هو كتب الأحاديث الصحاح، فيكفينا تعلم فى كل يوم من رمضان حديث واحد سنخرج بكم كبير من الأحاديث.
وحذر دراز من قراءة الكتيبات الصغيرة كالإمساكيات مثلا التى يقوم البعض بتوزيعها كنوع من الصدقات، فهى بمثابة قنبلة موقوتة لا يعرف مصدرها ولا كاتبها، لكن يمكن الاتجاه إلى قراءة السيرة النبوية لابن هشام فأسلوبها شيق وسهل، ففى هذا الكتاب مختصر لحياة النبى وأصحابه، كذلك السيرة النبوية للمباركى صفى الدين كتاب ميسر جدا وصغير وليس مجلدًا كبيرًا وجامعًا للسيرة النبوية كلها فى كتاب واحد.
وأكد على ثقته فى كتب الدعاة الشباب وما يصدر عنهم من كتب أمثال الشيخ مصطفى حسنى وغيره، فقد نقحوا كتبهم وأخرجوا الأحاديث الصحيحة لا المكذوبة ولم يبالغوا فى شىء، كما أن أسلوبها سهل ويتماشى مع إيقاع الشباب السريع والحديث.
وبالنسبة لقراءة القرآن بشكل صحيح يؤجر عليه قارئه، أشار إلى أنه فى كل القراءات خير سواء القراءة بالحدر أى القراءة السريعة، أو التحقيق أى القراءة المحققة، أو التجويد أى القراءة المجودة التى نسمعها من المشايخ، لكن يجب أن نحتذى بنبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) وصحابته الأجلاء فى القراءة، فكان إذا مرت به آية عذاب استعاذوا بالله منها، وإذا مرت بهم آية رحمة دعوا الله أن يكونوا من أهلها، وإذا مرت بهم آية تسبيح وتوبة تابوا واستغفروا، هذه هى الطريقة الصحيحة بأى نوع من أنواع القراءات السالف ذكرها، والأهم التدبر وفهم المعانى التى نقرأها لا القراءة فقط دون فهم.
وأكد الشيخ حسين خضر، وكيل وزارة الأوقاف سابقا، ودعا لتغليب قراءة كتب السيرة والتفاسير خاصة تفسير الشعراوى لأن به العديد من اللقطات الإيجابية يسيرة الفهم، بجانب قراءة كتب مهمة ومفيدة لأى مسلم مثل موسوعة الآخرة اعجاب البرزخ وحساب الملكين فهى خير تذكرة للمسلم الذى يتناسى الموت، بالإضافة إلى كتاب الفقه على المذاهب، وحكم الإمام الرفاعى، ومختارات إسلامية، مشيرا إلى ضرورة اصطحاب دليل المسلم طوال اليوم، حيث يحتوى على كلام قليل وسهل يأخذ بأيدينا جميعا إلى الجنة، متمنيا تخصيص اليوم الرمضانى إلى العبادة والعمل والابتعاد عن باقى الملهيات.