الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الحجر والصولجان» كتاب يعرض العلاقة بين العمارة والسلطة

«الحجر والصولجان» كتاب يعرض العلاقة بين العمارة والسلطة
«الحجر والصولجان» كتاب يعرض العلاقة بين العمارة والسلطة




كتب - محمد خضير
صدر حديثا كتاب بعنوان الحجر والصولجان، من تأليف الدكتور خالد عزب، والكتاب يحمل هذا العنوان لكونه يثير جدلية العلاقة بين السياسة والعمارة، أى السلطة بالعمارة، ومن أبرز مظاهر هذه العمارة قصر عابدين.
واتخذ الكتاب الصادر عن الدار المصرية اللبنانية نموذجا للعلاقة العمارة بالحكم وهو قصر عابدين حيث يعد أهم وأشهر القصور التى شيدت خلال حكم أسرة محمد على لمصر فقد كان القصر مقرا للحكم منذ عام 1872م، وشهد خلال هذه الفترة أهم الأحداث التى كان لها دور كبير فى تاريخ مص الحديث والمعاصر.
وذكر الكتاب ان نقل مقر الحكم جاء من قصر النيل والقلعة فى عهد إسماعيل ليجسد تكريس النفوذ المعمارى الغربى فى مصر، الذى بدأ فى عهد محمد على، ويعود نقل مقر الحكم من القلعة لأسباب عدة منها : انتهاء عصر المماليك، ونتيجة لتطور المدفعية والبنادق وتحولهما إلى سلاح أساسى للدفاع والهجوم وبالتالى قلة أهمية القلاع كمراكز للتحصن، وصاحب ذلك تغير تركيبة الطبقة الحاكمة من جنود محاربين يعتمدون على الشجاعة فى إثبات شرعيتهم، إلى طبقة متمدينة تعتمد على العلم، وعلى توارث الحكم بينها، وظهور الجيوش النظامية التى تخضع وتربى على الولاء للحاكم.
كما سكن الخديوى إسماعيل قبل توليه حكم مصر فى منطقة عابدين، حيث اشترى دارين إحداهما لخورشيد باشا المعروف بالسنارى، والأخرى لإبراهيم بك الخوجة دار، وهدم أجزاء مهما لكى يدمجهما فى بعضهما، هذه الخطوة من المرجح أن إسماعيل قام بها بعد عودته من اسطنبول عند تولى عمه حكم مصر، أى بين عامى 1854م و1860م.
ويعرض للكتاب تغير وجه مدينة القاهرة فمع انتقال مقر الحكم أو بمعنى أدق مقر إقامة الحاكم إلى قصر عابدين، حدث تطور جذرى فى بنية مقر الحكم، فلم يعد ذلك المكان الذى يضم الدواوين أى الوزارات ومجلس شورى النواب وأرشيف الدولة... الخ، على غرار قلعة صلاح الدين بل صار القصر قصرا للحاكم وديوانه فقط وأصبحت للدواوين دور أكبر زاد يوما بعد يوم فى إدارة شئون الدولة، لذا فإن بناء الخديوى إسماعيل مبنى ديوان الأشغال ومبنى مجلس شورى النواب والاثنان متجاوران وباقيان حتى الآن مؤشرا على دولة عصرية بل دولة لها رؤية، إذ بتأسيس الخديوى إسماعيل الجمعية الجغرافية المصرية فإنه يعبر عن رغبته فى تجاوز مصر حدودها الجغرافية إلى حدودها الاستراتيجية حيث منابع النيل.