الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الصيام والتقوى

الصيام والتقوى
الصيام والتقوى




كتب - الشيخ علاء إبراهيم

كما يعلم كل المسلمين أن صيام شهر رمضان هو فريضة افترضها الله عليهم. وإن كان الله فرض الصيام على المسلمين فلابد أن تكون له فوائد عظيمة، ولكن لا أقصد بفوائد الصيام الفوائد الطبية فهذا يترك لأهل الطب وإن كانت الفوائد الأعظم بالنسبة للإنسان هى الفوائد القلبية. ومن أهم الفوائد القلبية هى تحقيق التقوى فى قلب الإنسان المسلم فإن الصيام يعين على التقوى.
 قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).
وتعريف التقوى باختصار هى فعل الأوامر واجتناب النواهى.
فالصيام يسهل الطاعة على المؤمن ويبغض المعصية فى قلبه.
ولكن السؤال الذى أعلم أنه يتبادر إلى أذهان الكثير منكم الان أننا نجد فى شهر رمضان من كثير من المسلمين من يسبون ويتشاكلون ويغشون وهم صائمون فلم لم ينههم الصيام عن المعاصى فهذا الموظف المرتشى ما زال يرتشى فى رمضان مع أنه صائم، وهذا الطالب المقصر يحضر للغش فى الامتحان، ونفس السلوكيات غير المتحضرة التى قد تصدر من البعض فى غير رمضان تصدر منهم أيضا فى رمضان  فأين تحقيق التقوى هنا؟!
والإجابة: أن هؤلاء الذين لم يغير الصيام فيهم شيئا فى حقيقة الأمر ليسوا صائمين. فسلوكياتهم الخاطئة نتيجة لعدم صيامهم الصحيح وليست علامة على عدم تأثير الصيام فى القلوب.
وهذا ما أخبرنا به النبى صلى الله عليه وسلم حيث قال (من لم يترك قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه) فهذا الحديث العظيم يبين لنا أن من يصمم على سلوكياته المفزعة فالله لا يعده أصلا من الصائمين. وهذا يبين لنا المفاهيم العميقة من العبادات. وهى التغيرات التى تطرأ على الإنسان من العبادة فإن لم تطرأ عليه هذه التغيرات  كان هذا دليلا على عدم قيامه بالعبادات على الوجه الصحيح . فهذا رجل فى عصر النبى صلى الله عليه وسلم كان يصلى ويسرق فقيل للنبى عنه فقال (ستنهاه صلاته يوما).
ومعنى الحديث إن كان هذا الرجل يقيم صلاته على الوجه الصحيح لا بد أن تغير فيه هذه الصلاة وهذا هو معنى قول الله تعالى (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر).
أما إن وجدنا أحدا يصلى وهو يقيم على الفحشاء فهذا ينطبق عليه قول ابن مسعود رضى الله عنه – والقول لابن مسعود ولا يصح عن النبى صلى الله عليه وسلم – (من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا – وفى رواية – فلا صلاة له).
قال عبد الحق الإشبيلى: معنى الأثر أن الذى لا تغير الصلاة فيه وصمم على الإقامة على الفحشاء كان هذا دليلا على أنه قصر فى صلاته ولذلك لم تنهه صلاته. انتهى.
وخلاصة القول: إن وجدت متعبدا لله يقيم على أذية الناس بالرشوة أو التقصير فى عمله أو السب أو بأى شكل من الأشكال فاعلم أنه مقصر أصلا فى عبادته.