السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اليونسكو ومعماريون مصريون  يطلقون مشروعًا لإحياء عمارة «حسن فتحى»

اليونسكو ومعماريون مصريون  يطلقون مشروعًا  لإحياء عمارة «حسن فتحى»
اليونسكو ومعماريون مصريون  يطلقون مشروعًا لإحياء عمارة «حسن فتحى»




الأقصر - حجاج سلامة


فى إطار الجهود التى أطقلها معماريون وفنانون مصريون، لإنقاذ ما تبقى من التراث المعمارى، للمهندس المصرى الشهير «حسن فتحى» فى القرية التى تحمل اسمه فى البر الغربى لمدينة الأقصر، إستقبلت سلطات المحافظة، أمس وفد يضم ممثلين لمنظمة اليونسكو، ومعماريين مصريين، للإعداد لمشروع يبدأ فى شهر سبتمبر المقبل، لترميم وصيانة وحماية تراث حسن فتحى المعمارى فى قرية القرنة الجديدة وهى منزل حسن فتحى والخان والسوق والمسجد ومسرح وقصر ثقافة حسن فتحى.
وتضمنت زيارة وفد منظمة اليونسكو والمعماريين المصريين، زيارة معالم قرية حسن فتحى، ولقاء محافظ الأقصر، محمد بدر، للإتفاق على خطة العمل بالمشروع .
وكانت محافظة الأقصر قد شرعت فى إعداد مشروع لإحياء عمارة حسن فتحى التاريخية فى غرب المدينة، والحفاظ على ما تبقى من تراث معمارى وإنسانى بالقرية التى شيدها المهندس المصرى العالمى الراحل حسن فتحى فى منطقة القرنة، حيث يساهم فى تنفيذ المشروع نخبة من خبراء العمارة التاريخية وأساتذة الفنون الجميلة بمصر.
وقال، محمد بدر محافظ الأقصر إنه يجرى العمل على إحياء الاتفاقية الموقعة بين مركز التراث العالمى بمنظمة اليونسكو ووزارة الثقافة لتنفيذ مشروع لإحياء معالم القرية وترميم وحماية مبانيها وتحويلها إلى مركز دولى لتراث منطقة الشرق الأوسط، وإنشاء مركز للصناعات الحرفية بها تقوم اليونسكو ببنائه والإشراف عليه ليضم متخصصين من كافة دول العالم يقومون بتدريب وتأهيل العاملين فى مجال الصناعات اليدوية.
وأكد المحافظ  على أهمية البدء العمل الفورى فى إحياء مشروع التطوير الذى كان سيتم تنفيذه بالتعاون مع منظمة اليونسكوخاصة  بعد حالة التدهور التى اصابت المنشئات الرئيسية فى القرية مثل المسجد التاريخى والخان ومبنى بيت الثقافة ومنزل المهندس حسن فتحى الذى كان يقيم به فى القرية ويحتوى على بعض متعلقاته الشخصية، والاسراع فى الحفاظ على المبانى المتبقية من تراث حسن فتحى المعمارى وفى مقدمتها منازل لم تمتد  لها يد الهدم والإهمال.
وكان معماريون وفنانون مصريون، قد أطلقوا حملة لإنقاذ ما تبقى من التراث المعمارى للمهندس الراحل حسن فتحى، فى غرب مدينة الأقصر، وتحويل منزل المهندس الراحل الى متحف يعرض مقتنيات المعمارى الكبير ويروى مسيرته فى التأسيس لنمط معمارى متفرد، وضم المبانى ذات الملكية العامة من تراث قرية حسن فتحى مثل منزله منزل حسن فتحى والخان والسوق والمسرح والمسجد الى ادارة كلية الفنون الجميلة بالقاهرة والحصول على حق تبعيتها لها وحق الإشراف الكامل لها، على أن تقوم بإشترك خريجيها والفنانين والمعماريين بإعادة ترميم المبانى وعمل اللازم لما يراه الاستشاريون، من  أنواع الدعم الفنى للمبانى ذات الملكية الخاصة بالقرية، وتقديم مراسم للفنانين وإعادة إحياء مراسم الاقصر، مركز دراسات بحثية فى العمارة المصرية المحلية البيئية وتدريس فلسفة حسن فتحى وتلامذته فى هذا المجال.
وترجع قصة إقامة قرية حسن فتحى الى عدة عقود مضت حين كان يوجد ما يزيد على  السبعة آلاف مواطن كانوا يعيشون فى منطقة القرنة الأثرية الغنية بمئات المقابر الفرعونية وقد احتشدوا فى خمس مجموعات من البيوت المبنية فوق وحول هذه  المقابر وكان من الطبيعى أن تحدث عشرات من السرقات لمحتويات تلك المقابر الفرعونية  لعل أكثرها تهورا سرقة نقش صخرى - مشهور - ومصنف بالكامل من أحد القبور الفرعونية بعدها قفزت فكرة ترحيل سكان القرية لمكان آخر إلى أذهان عدد من المسئولين الذين قاموا بالاتصال بحسن فتحى لبدء مشروع القرنة الجديدة تسبقه سمعة كبيرة وإنجازات منها تصميمه لبيوت الملكية الزراعية والهلال الأحمر، وقد تأثر المسئولون بامكانات مادة البناء  التى استخدمها ورخص تكاليف إقامتها لم يتجاهل حسن فتحى التراث المعمارى الخاص بالقرنة القد يمة ,عمل على وجود أبراج الحمام –مثلا- و»المزيرة»مكان توضع فيه جرة المياه «الزير»والأقبية التى توفر ظلالا قاتمة ,وأضاف المعمارى الشهير إلى هذه التنظيمات حلى مفرغة أشبه بمشربيات من الطوب اللبن لتعمل كمرشح طبيعى للهواء، ويعد المعمارى المصرى الراحل الدكتور حسن فتحى هوأحد ابرز وجوه الهندسة المعمارية العالمية الحديثة وصاحب رؤية خاصة اقتربت من النظرية المتكاملة فى التفاعل مع البيئة المحيطة وجمعت تصميماته بين الجمال الفنى واقتصاد التكاليف وكان اعتماده على الخامات المحلية فى البناء فكان الطمى - الطين - هوالمادة الخام الأساسية لقدرته على احتواء قسوة التغيرات المناخية صيفًا وشتاءًا كما حرص على إضافة القباب والأقبية ذات التهوية الجيدة فى مبانيه ورغم نشأة حسن فتحى فى أسرة ثرية فقد كرس كل عبقريته وفنه وحياته فى العمل على أن يتمكن أفقر الفقراء فى الريف من الحصول على مسكن صحى رخيص مع الحرص على أن يكون هذا المسكن متينًا وواسعًا وفوق ذلك جميلًا.