الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أزمة اللاجئين هى الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية

أزمة اللاجئين هى الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية
أزمة اللاجئين هى الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية




تقرير - وسام النحراوى


تزداد أزمة اللاجئين ومآسيهم يوما بعد آخر مع تواصل سقوط آلاف الضحايا يوميا فى رحلاتهم بين شرق أوروبا وغربها هربا من بؤر الحروب والنزاعات.
وكان اليومان الماضيان صادمين للعالم والمجتمع الدولي، بعد انتشال قوات خفر السواحل الليبى أكثر من مائة جثة أغلبها لنساء وأطفال جرفتها المياه إلى الشاطئ إثر غرق قارب يقل 400 لاجئ، فيما لا يزال مائة آخرين مفقودين، وأنقذ 198 من الغرق.
وفى حادث مأساوى ثان، عثرت السلطات النمساوية على أكثر من سبعين جثة فى شاحنة على طريق سريع قرب الحدود مع المجر، ورجحت أن يكون الضحايا من اللاجئين السوريين، واعتقل الأمن النمساوى ثلاثة بلغاريين وأفغانيا داخل الشاحنة للاشتباه بهم فى المسئولية عن تهريب هؤلاء ووفاتهم اختناقا.
ويأتى ذلك فيما يتواصل يوميا تدفق آلاف اللاجئين على اليونان ومنها يعبرون إلى مقدونيا وصربيا ثم إلى المجر لينطلقوا منها نحو بلدان غنية فى غرب أوروبا على غرار ألمانيا والسويد والنرويج.
من جانبه، طالب بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة بضرورة وجود تحرك سياسى جماعى لمواجهة أزمة اللاجئين، واصفا مايحدث بأنه «أزمة تضامن دولية».
وشدد المسئول الأممى على ضرورة عدم إجبار اللاجئين على العودة إلى مناطق الصراع التى فروا منها، فالأمر لا يتعلق فقط بالقانون الدولى لكنه يتعلق أيضا بدواع انسانية، داعيا إلى ضرورة اتخاذ اجراءات حاسمة ضد المتورطين فى عمليات «الاتجار بالبشر».
بينما اعترف أنطونيو جوتيريس، رئيس المفوضية السامية لشئون اللاجئين، أن أزمة اللاجئين السوريين هى أسوأ أزمة إنسانية يشهدها هذا الجيل، مضيفا إنها أكبر أزمة لجوء تنجم عن صراع واحد منذ نحو ربع قرن.
وعبرت المفوضية عن شعورها بالرعب إزاء تدفق المزيد والمزيد من المدنيين الذين يجازفون بأرواحهم، مؤكدة أنه إذا تواصل تدفق اللاجئين على هذه الوتيرة فمن المتوقع زيادة عددهم ليصل إلى 4.27 ملايين لاجئ بحلول نهاية 2015، ولم تتسلم المفوضية سوى أقل من ربع مبلغ 5.5 مليارات دولار التى تقول إنها تحتاجه لمساعدة اللاجئين السوريين والدول التى تضيفهم.
يأتى ذلك فى الوقت الذى وصفت فيه صحيفة «الاندبندنت» البريطانية اللاجئين بـ«المهملون»، داعية لتبنى برنامج لإعادة توطين اللاجئين السوريين مشابه لبرنامج إعادة توطين الفارين من الحرب فى فيتنام فى سبعينيات القرن الماضي.
ووصفت الصحيفة البريطانية ما يحدث تجاه أزمة اللاجئين وطريقة تعامل دول أوروبا معها بأنه « العار على أبواب أوروبا» فى إشارة إلى المعاملة غير الإنسانية، والتعرض للإهانة والضرب، إضافة إلى المظاهرات وأعمال العنف التى تندلع فى بلدان أوروبية اعتراضا على وجود لاجئين فيها،مثلما حدث فى ألمانيا.
فيما اعتبر البيت الأبيض أن أزمة اللاجئين فى أوروبا امتداد للعنف فى العالم العربى.