الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

معسكر تدريبى لشباب الهجانة وإمبابة للقضاء على العنف ضد المرأة

معسكر تدريبى لشباب الهجانة وإمبابة للقضاء على العنف ضد المرأة
معسكر تدريبى لشباب الهجانة وإمبابة للقضاء على العنف ضد المرأة




كتبت - علياء أبوشهبة
فى إطار أنشطة مشروع «مدن آمنة خالية من العنف ضد النساء والفتيات» الذى يهدف إلى تحسين جودة حياة السيدات المصريات من خلال خلق مدن آمنة ومجتمعات خالية من العنف الموجه ضد النساء والفتيات، نظمت هيئة «كير» الدولية بالتعاون مع هيئة الامم المتحدة للمرأة معسكرا حول مساواة النوع الاجتماعى، بمشاركة 55 شابا وفتاة من مناطق عزبة الهجانة وإمبابة ومنشية ناصر.

المعسكر التدريبى أقيم بالتعاون مع جمعيات حواء المستقبل، والجمعية المصرية للتنمية الشاملة، ومؤسسة الشهاب للتطوير والتنمية الشاملة، فى الفترة من 26 - 30أغسطس 2015 ، بمدينة العين السخنة.
«روزاليوسف» رصدت أجواء المعسكر التدريبى الذى يهدف إلى تحقيق الأهداف الرئيسية للمشروع، وذلك من خلال بناء ثقافة ترتكزعلى المساواة وعدم التمييز بين أفراد المجتمع نساء ورجالا، وقالت خديجة جابر، مشرف المشروع بهيئة كير مصر، إن المعسكر أقيم بمشاركة شباب من فئات عمرية مختلفة والملفت فيه مشاركة 18 فتاة من مناطق عزبة الهجانة وإمبابة ومنشية ناصر، حيث تعد موافقة أسرهم نجاح للمشروع الذى بدأ قبل ثلاث سنوات.
المشروع يهدف إلى إعداد مدربين من الشباب أنفسهم ليستكملوا أهداف المشروع بعد نهايته، وهو ما يحدث بالفعل من خلال مشاركتهم فى إعداد مسرح الشارع، إضافة إلى مناهضة جميع أشكال العنف ضد المرأة وعلى رأسها التحرش من خلال شباب المنطقة أنفسهم، وبعضهم من سائقى التوك توك فى هذه المناطق حيث تحفزهم البرامج التدريبية على تغيير النظرة السلبية ضدهم، وبالفعل أصبحت الأسر تأمن لهم وتفضل الركوب معهم؛ وهو ما خلق حافزا إيجابيا لديهم كما يهدف المعسكر التدريبى إلى تعليم الأطفال كيفية حماية أنفسهم من التحرش وتعزيز ثقة الطفل بنفسه؛ وتعريفه بأعضاء جسمه التى لا يمكن لأى شخص رؤيتها ولمسها، وهو ما يتم توضيحه من خلال الغناء، من النقاط الإيجابية التى ذكرتها خديجة جابر عن المشروع التدريبى وما أحدثه من تغيير فى حياة الشباب، نموذج شاب كان معروفا بأنه متحرش ولم يكن يجد أى عيب فى ذلك، مع استمرار التدريبات أصبح يناهض التحرش ويشارك فى التوعية ضده، بالأخص عند معرفته بالتأثير السلبى الذى تتعرض له الفتيات، وأن ملابس الفتيات ليست مبررا للتحرش بها، وذكرت حالة أخرى ناجحة لسيدة كانت تضرب أولادها باستمرار اعتقادا منها أنه الشكل الأمثل للتربية ولكن فيما بعد عرفت الإيذاء النفسى الذى يتعرضون له وأوقفت العنف معهم.
أما التدريب الأكثر إثارة للجدل والذى تأثر به المشاركون فى الورشة التدريبيبة كان :»أنا صحيت لقيت نفسى بنت»، وتقول الفتاة : «أنا صحيت لقيت نفسى شاب»، بعض الشباب لم يرغب فى نطق الجملة وقالوا إن من مميزات كونهن فتيات وضع مساحيق التجميل فضلا عن عدم إجبارهن على العمل، أما الفتيات فكانت المميزات الأساسية هى قدرتهن على الخروج بدون قيود وبدون تحرش، أو الحصول على إذن مسبق من أسرهن، فضلًا عن قدرتهن على العمل.
سامح محمد، شاب عشرينى حاصل على دبلوم من معهد الصحافة، قال لـ«روزاليوسف» إن مشاركته فى المشروع أثرت على أفكاره بشكل كبير، وهو ما كان سببا لسخرية بعض أصدقائه فى البداية لكنهم مع الوقت تغيرت أفكارهم على نحو إيجابي؛ لاسيما فيما يتعلق بمناهضة ورفض التحرش. لا يخجل سامح من ارتداء تيشيرت مكتوب عليه «لا للتحرش»، والمشى وسط أبناء منطقته لأنها وسيلة مؤثرة لتغيير ثقافتهم.
كيرلس عيد، طالب فى كلية التجارة، يدرس ويعمل فى الوقت نفسه، حيث تطور فكره كان فى البداية يشارك فى وضع اللوم على الملابس التى ترتديها الفتيات وبالتالى تعرضها للتحرش، وهو ما تغير بعد ذلك وبدأ تدريجيا فى إقناع الشباب أن ملابس الفتيات ليست سببا فى التحرش بها، أسرة كيرلس قابلت اهتمامه بالمشاركة فى المشروع فى البداية بالسخرية، بإستثناء والدته التى كانت تشجعه، وبمرور الوقت تغير فكر والده الذى ظن فى البداية أن هذا النشاط قد يكون معطلًا له عن الاهتمام بدراسته، لكن اهتمامه بدراسته دفع والده لتشجيعه، وبالتدريج نجح فى التأثير على طريقة إخوته فى التفكير.