فيروز الطويلة ترسم المرأة والبيئة المصرية فى معرض فنى

كتب - خالد بيومى
افتتح الدكتور حمدى أبو المعاطى رئيس قطاع الفنون التشكيلية معرض الفنانة الواعدة فيروز وحيد الطويلة (14 عاما).. والتى تعد من أصغر التشكيليات المصريات بمركز الجزيرة للفنون بالزمالك.
فيروز التى نشأت فى بيت ثقافى بامتياز فوالدها الروائى الكبير وحيد الطويلة، ووالدتها الإعلامية المتميزة منى سالمان. يضم المعرض 20 لوحة وأوضحت فيروز أنها بدأت مشوارها مع الرسم فى سن الرابعة تقريباً بفضل تشجيع والدها الذى كان يجمع خربشاتها ويحتفظ بها وقد شجعها والدها على الانخراط فى الفن بعد ان لمس الميول الفنية لديها.وحول طبيعة اللوحات تشير فيرز إلى أن محورها الأساسى هو المرأة فى كل حالاتها بداية من المرأة البسيطة ومرورا براقصة البجعة وانتهاء بمارلين مونرو مؤكدة دعمها للمرأة فى كل مكان وزمان  كما أن رسوماتها مستوحاة من الطبيعة والبيئة المحيطة بها وقد استخدمت ألوان الأكريلك على التوال وأعربت عن تأثرها وإعجابها الشديد بالفنان العالمى بيكاسو.
والجو العام للوحات المعرض كئيب وحزين ويدل على ذلك استخدامها للألوان المخلوطة الثقيلة من الرمادى والأسود والبنى والأحمر والأزرق التى تعكس منظومة لونية شجية محملة بالمعاناة والألم، فلم تقدم لنا فتيات جميلات يتمتعن بوافر الصحة والسعادة؛ لأن نموذجها هنا خيالى أيقونى ينتمى إلى زمن البكارة والنقاء لا إلى عصرنا الحالى الذى تغير وتشوه وتكلس وتحول إلى كائن مسخ. وقد اعتمدت فيروز على روافد متعددة منها البدائى والذاتى والطفولى والزاد الثقافى والواقع الاجتماعي.
ونجحت فيروز فى معالجتها للسطح متعدد الطبقات والنغمات اللونية التى تثرى الفراغ بعناصر شعبية وتجريدية تسبح فى فضاء اللوحة بطريقة عفوية شاعرية.
ولم تسم فيروز لوحاتها حتى تترك للمشاهد العنان لتفسير اللوحة كيفما يشاء.. ماذا تريد أن تقول لنا تلك الفتيات أو النسوة المعذبات وهن على هذا الحال طويلاً؟.. وفى أى زمن يعشن ؟ وإلى أى وطن ينتمين؟.. هل هن يعانين الوحدة وقد ضاقت بهن سبل الحياة ؟ وفقدن طعم السعادة بها؟.. أم يعشن على أمل أن تتحقق توسلاتهن الصامتة إلى الله وأمانيهن الضائعة؟ وهذا نوع من الإسقاط غير المباشر الذى يؤكد على المحتوى الرمزى.