الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الأدوات المدرسية» .. أسعارها نار

«الأدوات المدرسية» .. أسعارها  نار
«الأدوات المدرسية» .. أسعارها نار




تحقيق وتصوير - محمد فؤاد

فى هذا التوقيت من كل عام لم يخل بيت مصرى من الاستعداد لاستقبال العام الدراسى الجديد، ولكن المختلف هذا العام استقبال عيد الأضحى ودخول المدارس معا، ما يضاعف عبء المصروفات على كاهل رب الأسرة، حيث أصبحت المناسبات متلاحقة عليه، خاصة شهدت أسعار الأدوات المدرسية ارتفاعا كبيرا تزامنا مع بدء العام الدراسى الجديد، مع انخفاض قيمة الجنيه المصرى أمام الدولار.
وشمل ارتفاع أسعار الكراسات والكشاكيل، والأقلام، والحقائب المدرسية، والأدوات الهندسية، وغيرها من مستلزمات الدراسة التى يحتاجها الطلاب، خاصة الأدوات المستوردة من الخارج من أوروبا والصين وإندونيسيا والتى يفترش بها التجار كل شوارع وأرصفة الفجالة والموسكى وخان الخليلى ووسط البلد «وهى أكبر مناطق تجارة وتوريد الادوات المدرسية»، رصدنا تلك الأسواق، والأسعار والتحديات فى السطور التالية:


فى منطقة الفجالة، يتنافس التجار وأصحاب المكتبات على الزبون، رغم ان أسعارهم تكون شبه متقاربة إلا أن كل منها تحاول توفير كل شىء يتعلق بالدراسة، وتخفض السعر ولو بضعة قروش حتى تجذب المشترين، وفى البداية قالت فردوس أحمد - مدرسة من المطرية - إنها تربى 3 أولاد يتامى فى مراحل تعليمية مختلفة، وتقوم بعمل جمعية «متعارف عليها بين الأهالي» مع زملائها كل عام بمبلغ 2000 جنيه حتى تستطيع شراء متطلبات أولادها من حقائب وكشاكيل وأقلام وأدوات مدرسية، وتستعد للعام الدراسى كما تستعد لشهر رمضان وأكثر، حرصا على مستقبل أولادها حتى تعوضهم عن غياب والدهم بتوفير احتياجاتهم من منطقة الفجالة بسعر الجملة حتى تستفيد من فارق الأسعار بينها وبين المكتبات، مشيرة إلى ارتفاع أسعار تلك الأدوات خاصة فى الكتب الخارجية والملخصات.
أحمد صلاح - عامل بالبلدية من كرداسة بالجيزة - يقول: كل الأدوات المدرسية مرتفعة الأسعار هذا العام، والرواتب لا يكفى، وأضطر للعمل وقتاً إضافياً بعد الظهر، حتى أتمكن من شراء مستلزمات المدارس لأولادى حتى لا ينظرون إلى زملائهم أو جيرانهم، مرددا «حسبى الله ونعم الوكيل».
وقال أحمد إبراهيم - نجار من المنوفية - كل عام فى هذا التوقيت لم أستطع شراء أدوات المدارس لأولادى إلا من الفجالة بسعر الجملة حتى أوفر جزءاً من دخلى للإنفاق على باقى المتطلبات من طعام وشراب وخلافه، حيث إن سعر التجزئة نار، وكان الله فى عون المواطن البسيط، وعلى الحكومة إيجاد حل فى توفير متطلبات المدارس.
وأكد سامح الجيار - عضو شعبة الأدوات المدرسية وصاحب مكتبة بالفجالة - إنه لا يوجد منزل يخلو من الطلاب، ومن الضرورى أن تلبى الأسر احتياجات أبنائها مهما ارتفعت الأسعار، ولكن الحكومة غير قادرة على حل مشكلة ارتفاع الأسعار بسبب ارتفاع سعر الدولار، والتخبط الإدارى بوزارة التجارة، حيث يقع المواطن ضحية لهذه الظروف، لافتا إلى ارتفاع الإقبال على الشراء تزامنا مع بداية العام الدراسي، ويلتزم التجار بتسعيرة متقاربة حتى يتمكن المواطن من شراء مستلزماته من مكان واحد بدلا من قطع شوط كبير للبحث عن أسعار مخفضة لدى تاجر دون غيره.
ولم يختلف الحال كثيرا فى باقى المناطق التى تبيع الادوات المكتبية والدراسية، حيث أجمع المواطنون على غلاء الأسعار واضطرارهم إلى شراء مستلزمات الدراسة، وتحملهم أعباء إضافية على كواهلهم.
ومن جانبه قال أحمد أبوجبل - رئيس شعبة الأدوات المكتبية بغرفة القاهرة التجارية - إن ارتفاع الأسعار للأدوات المدرسية هذا العام تتراوح بين  5 و 10% بسبب ارتفاع سعر الدولار، وتكلفة النقل الداخلي، كما أنه ليس هناك رقيب على وضع الأسعار، حيث تباع حسب تكلفة الإنتاج، وأيضا تخضع لعملية العرض والطلب على جودة المنتج، ولكن تزامنا بعد بدء الدراسة تثبت الأسعار للجمهور.
مشيرا إلى أن إجمالى حجم الاستيراد لمصر من الأدوات المكتبية من الخارج بلغ نحو ٦٠٪ مقابل ٤٠٪ للمنتج المحلى، حيث تصنع مصر القلم الجاف والكراسة والكشكول والقلم الرصاص بأعلى جودة ممكنة، بينما تنخفض نسبة استيراد الكشكول إلى ٢٠٪ حيث يتفوق المنتج المحلى فى صناعته، وتتراوح أسعار الكشكول المحلى بين ٢ و١٠ جنيهات بينما يتراوح سعر الكشكول المستورد بين ٥ و ٣٠ جنيها كما أن أبرز الدول التى يتم استيراد الأدوات المكتبية منها هى الصين وإندونيسيا والهند وفرنسا، حيث يتم استيراد المساطر والأدوات الهندسية والورق الخام وأدوات أخرى كثيرة.
مضيفا أن هناك استعداداً للعام الدراسى من خلال تنظيم الغرفة التجارية بالقاهرة لمعرض مستلزمات المدارس فى الفترة من ٢٧ سبتمبر إلى ٦ أكتوبر بأرض المعارض قاعة الصندوق الاجتماعى بتخفيضات تصل إلى ٣٥٪ على منتجات المدارس والأدوات المكتبية والشنط والكتب الخارجية والمستلزمات الأخرى كثيرة، وذلك مساعدة من الحكومة للأسر البسيطة فى شراء احتياجاتها فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد.