الأحد 7 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كازاخستان تحتفل بمرور 5 قرون ونصف على تأسيس أول مملكة كازاخية

كازاخستان تحتفل بمرور 5 قرون ونصف على تأسيس أول مملكة  كازاخية
كازاخستان تحتفل بمرور 5 قرون ونصف على تأسيس أول مملكة كازاخية




كتب - أحمد عبده طرابيك
كازاخستان الحديثة التى نراها اليوم، لم تظهر إلى الوجود بين عشية وضحاها، ولكن أسس الشعب الكازاخى دولته الفتية على أسس المملكة الكازاخية العريقة التى يمتد جذورها إلى عدة قرون.
وتحتفل جمهورية كازاخستان هذا العام بذكرى مرور 550 عاماً على انشاء أول خانية «مملكة» كازاخية، وقد أشار رئيس جمهورية كازاخستان نورسلطان نظربايف إلى هذا الحدث المهم فى رسالة له تحت عنوان «الطريق المضيء - الطريق إلى المستقبل»، حيث يعود تاريخ نظام الدولة على الأراضى الكازاخية إلى نحو ثلاثة آلاف سنة، وتعد الفترة الزمنية التى بدأت منذ 550 عاماً، هى مرحلة الدولة بمفهومها الحديث التى انتقلت البلاد خلالها إلى تشكيل جديد تحت اسم الخانية الكازاخية، ولذلك فإن كازاخستان العصرية تحتفل هذا العام 2015 بذكرى مرور 1470 عاماً على إنشاء أول دولة فى تاريخ الأتراك، وهى الخانية التركية فى عام 545 م، من قبل ممثل قبيلة أشين خان، وكان هذا الحدث بداية لوضع أسس الدولة الكازاخية، ومن ثم جاء مصطلح «الكازاخ».
الذى كان يعنى فى البداية حدود جديدة لدولة سلطانى كيرى وجانيبك، وبعد وفاة خان أبو الخير فى نهاية عام 1468م، بدأ أبناؤه فى الصراع على أراضى كيرى وجانيبك، وكانت نتيجة هذه المواجهة استيلاء سلطانى كيرى وجانيبك على منطقة سيميريتشى الغربية وكازاخستان المركزية الحديثة وأراضى الروافد الوسطى من نهر سرداريا، وقد أُطلق على هذا التشكيل اسم الخانية الكازاخية، وكان الشعب الكازاخى جزءاً من القبيلة الذهبية على مدى القرون، وأصبح الجبل الاسطورى «أوليتاو» مركز السلطة السياسية لخانات القبيلة الذهبية وخانات الكازاخ، ولم تكن تركستان عاصمة للدولة الكازاخية القديمة وحسب، بل كانت المركز الثقافى والسياسى والفكرى للشعوب التركية، أما كازاخستان فى العصور الوسطى، فكانت جزءاً من إمبراطورية تيمورلنك.
 توجد فى كل مرحلة من مراحل تنمية البلاد لحظات مصيرية، ومنذ قديم الزمان يعتبر الشعب الكازاخى شعبا محباً للحرية، وعلى مدى تاريخ الدولة الكازاخية ظهرعلى الساحة السياسية العديد من الشخصيات البارزة مثل، خان حكنزار، وخان تاوكى، وخان أبيلاى، وخان أبو الخير، وخان كينيسارى، وغيرهم. وقد ساهم كل واحد من هؤلاء القادة فى تطوير نظام الدولة فى فترة تاريخية معينة، وتكوين الأمة الكازاخية وتقاليدها وعاداتها الثقافية واللغوية، وبدون هذه الشخصيات البارزة، ما كانت كازاخستان تستطيع الوصول إلى وضعها الراهن.
 شهدت الخانية الكازاخية خلال مراحل الإنشاء والتأسيس، فترات من الازدهار والركود، ففى القرن السابع عشر تم تفكيكها إلى خانات منفصلة نتيجة لصراعات داخلية حادة والهجمات العدوانية على أراضيها من الخارج. وكانت تلك الهجمات من أفظع الهجمات التى تعرضت لها الدولة، وكان الهجوم الذى تعرضت له فى عام 1723، من قبل دولة جونجر، التى كانت مجاورة للدولة الكازاخية خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر.
ينتهى وجود الخانية الكازاخية كدولة مستقلة موحدة فى ثلاثينيات وأربعينيات القرن الثامن عشر، ومنذ ذلك الوقت اندمج تاريخ كازاخستان مع تاريخ الإمبراطورية الروسية، حيث تم انضمام كازاخستان إلى روسيا فى عدة مراحل بدءاً من النصف الأول من القرن الثامن عشر حتى ستينيات القرن التاسع عشر، وقد بدأت مرحلة جديدة فى تطور نظام الدولة الكازاخية فى عام 1917، عندما استولى الحزب البلشفى بقيادة فلاديمير لينين على السلطة فى روسيا، وفى ديسمبر 1922، تم إنشاء اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية الذى دخلت فيه كازاخستان.
تسعى كازاخستان اليوم إلى الهدف الطموح المتمثل فى دخولها ضمن 30 دولة الأكثر تطوراً فى العالم، حيث ترتبط الانجازات التى تمت فى كازاخستان باسم أول رئيس لكازاخستان، نورسلطان نظربايف، فقد كانت للسياسات التى اتبعتها كازاخستان مؤشرات على المكانة التى وصلت إليها على المستوى الدولى، ومن تلك المؤشرات، رئاسة كازاخستان لمنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا عام 2010، ورئاسة مجلس وزراء الخارجية بمنظمة التعاون الإسلامى خلال الفترة من 2011 إلى 2012، وعقد المنتدى الفريد من نوعه فى العالم «مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية» منذ عام 2003، وبشكل دورى كل ثلاث سنوات، وكان آخرها عام 2015، وكذلك عقد المنتدى الأوراسى للإعلام سنوياً، ومنتدى أسطانا الاقتصادى.
أشار رئيس كازاخستان نورسلطان نزار باييف فى أحد تصريحاته إلى أننا حصلنا على الاستقلال فى الأوقات الصعبة، والآن مع تحسن الأوضاع ينبغى علينا أن نولى اهتماما كبيرا للتاريخ الذى هو المكون الروحى، وأننا بحاجة إلى أن نتذكر تاريخ الخانية الكازاخية، التى نشأت من نقطة الصفر، فلا يوجد فى كازاخستان لهجات أو اختلافات فى العادات والتقاليد، ولم ينقسم الكازاخ أبداً، وعندما كان يجتمع الجنود من كل أنحاء الدولة وتشكل جيشاً واحداً لم يستطع أحد أن يقهره، ولذلك يعتقد رئيس كازاخستان أن استقلال البلاد يبدأ من مزاج الشعب الداخلى ومن معاملته.