السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مراسل الإذاعة الحربى يسرد شهاداته وما رآه على الجبهة من شجاعة الجنود

مراسل الإذاعة الحربى يسرد شهاداته وما رآه على الجبهة من شجاعة الجنود
مراسل الإذاعة الحربى يسرد شهاداته وما رآه على الجبهة من شجاعة الجنود




كتبت  - مريم الشريف
قال الإذاعي  حمدى الكنيسى والذي شهد علي حرب اكتوبر لعمله كمراسل علي الجبهة: كلما تهل ذكرى أكتوبر المجيدة  أتذكر أمجد ايام مصر التى تؤكد ان الانسان المصرى حينما يواجه الخطر والتحدى يستطيع ان يصنع المعجزات،حيث إن القوات المسلحة المصرية لديها معتقدات وتحديات ليست موجودة عند أى جيش فى العالم، فخلال حرب اكتوبر المجيدة كان امامنا موانع يستحيل لأى جيش ان يواجهها لكن بالايمان بالهدف والتخطيط الجيد من قبل القيادة والشجاعة المنقطعة النظير للمقاتل المصرى استطعنا تحقيق هذه المعجزة.
وأضاف فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف»: إن 6 اكتوبر كانت  حرب عقول، حيث إن القيادة المصرية التى تخطط لصنع المفاجأة والتى تعتبر جزءًا من الانتصار، وكيف تتحرك قواتنا، ومن اهم الادوار كان  دور سعد الدين الشاذلى رئيس الاركان، والذى كان موجودًا بنفسه على الجبهة فى سيناء والى اى مدى كان دور ذلك فى رفع الروح المعنوية للمقاتلين، بالاضافة الى كيفية تدريب المقاتلين على أقل التفاصيل خلال هذه الحرب، فحقا كانت ذكرى عزيزة ومحترمة، وتمنى الاحتفال بها على مدار العام وليس مرة كل عام كما يحدث.
وتابع: الدليل أنها كانت معجزة بأنها تدرس فى جميع الاكاديميات العسكرية فى مختلف انحاء العالم، من حيث  كيف  كان تمويه الجيش الاسرائيلى، وكيف قامت قواتنا المصرية باجتياز اخطر الموانع من الساتر الترابى وعبور قناة السويس، وبالتالى الذى يواجه كل هذه المخاطر صنع إعجازًا كبيرًا لا يمكن نسيانه.
واستكمل حديثه قائلا: كنت محظوظًا بأن اكون المراسل الحربى للاذاعة فى ذلك الوقت خلال حرب اكتوبر، حيث شاهدت افراد المشاة وهم يقومون بمواجهة دبابات العدو، حيث كانوا يتنافسون بكل شجاعة فيما بينهم على  تدمير الدبابات الاسرائيلية، لذلك اطلقنا عليهم صائدى الدبابات وكان اسماؤهم «عبدالعاطى ومحمد المصرى وابراهيم عبدالعال، وغيرهم»، حيث كان كل منهم يقول للآخر عن عدد الدبابات التى قام بتدميرها بصواريخ ضعيفة للغاية وبدائية، وهذا هو التاريخ، ولا اتذكر رتب هؤلاء الذين ذكرت اسماءهم والذين كان اغلبهم جنودًا يعملون تحت قيادة القائد عبدالجابر احمد والذى اصبح لواء فيما بعد».
 واشار: كنت شاهد عيان على البطولات لهؤلاء الجنود المصريين، ومن بينهم ايضا جندى مصرى يدعى محمود عبدالرحمن احد الابطال الذين وقفوا فى احدى النقاط الحصينة لخط بارليف فى القنطرة شرق، كما قمت بالتسجيل مع ضابط طيار مصرى لطيارة فانتوم ميج 17، ورغم ان هذه الطائرة امكانياتها ضعيفة للغاية بالنسبة للحرب الا انه قام بضرب طائرة اسرائيلية وكان شيئا رائعا، حيث كان ذلك المشهد يدل على بطل ذكى بامكانيات محدودة استطاع هزيمة  اسرائيلى بطائرة على احدث طراز وامكانيات كبيرة.
واكد:  قرار حرب 6 اكتوبر كان شجاعة كبيرة من الرئيس انور السادات خاصة انه كان يعلم كثيرا بأن موازين القوة ليست فى صالحنا، والاسلحة المتاحة لاسرائيل احدث وحجم المخاطر امامنا من قناة السويس والساتر الترابى والنقاط المحصنة، ولكنه اخذ هذا القرار، بالاضافة إلى ان السادات نفسه لعب دورًا كبيرًا فى خطة الخداع والتموية حيث ظل يطلق تصريحات متناقضة، اظهر انه رجل ليس له فى الحرب، والدليل ان اسرائيل صرحت بأن السادات خدعها بصورته وكلامه.
وعن قبوله تكليف الجبهة،  نفى الكنيسى ذلك: حيث إنه لم يأت تكليف له بتغطية الحرب وانما لدى اذاعة البيان ذهب الى رئيس الاذاعة بابا شارو، وطلب منه بالخروج كمراسل حرب، وتعجب شارو كثيرا منه، إلا انه صمم على ذلك، كما اخبره بانه من الممكن ان يطلب استدعاءه فى هذه الساعة من القوات المسلحة والتى سترحب بذلك، ما جعل شارو يوافق حيث سعد كثيرا و قام بإبلاغ عبدالقادر حاتم وزير الاعلام فى ذلك الوقت، وبدأ مهمته على الفور.
واضاف بانه ذهب ايضا اثناء حرب الاستنزاف، حيث قام بعمل عدد من التسجيلات هناك مع الجنود والقادة، موضحا بانه كان من الشباب الذين ينتظرون اليوم الذى نسترد فيه الارض والكرامة.