الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تهميش محدودى الدخل سبب هروب الدمايطة

تهميش محدودى الدخل سبب  هروب الدمايطة
تهميش محدودى الدخل سبب هروب الدمايطة




دمياط ـ محيى الهنداوى

 

«الانتحار السريع» أو «القتل العمد» هو أقصر الطرق التي يلجأ إليها المواطن الدمياطي للهروب من الفقر المدقع والبطالة وتدني مستويات الخدمات وضيق أبواب الرزق، وأملا فى الوصول إلى الثراء السريع، وتحقيق طموحات وأحلام خيالية، قد تكون تلك الأمنيات سببا فى الموت المباغت أو الاعتقال المفاجئ، أو الوقوع فريسة لتجار البشر.
دمياط إحدى بوابات الهجرة غير الشرعية فى مصر من الناحية الشمالية وتحديدا عن طريق مدينة عزبة البرج حيث المكان والمراكب والسفن العملاقة  التى تستخدم فى الصيد وأيضا فى تهريب عمالة الهجرة غير الشرعية.
شهدت محافظة دمياط العديد من محاولات الهجرة غير الشرعية العام الماضى، تمكنت خلالها قوات الأمن من القبض على 106 أشخاص حاولوا الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا عبر الحدود الإقليمية،  مستخدمين أحد مراكب الصيد التابعة لمحافظة كفر الشيخ،  بالقرب من عزبة البرج استعدادًا للانطلاق إلى إيطاليا.
يقول الدكتور حسن محمود سراج، بكلية آداب دمياط، إن مخاطر الهجرة غير الشرعية، ترجع للحالة الاجتماعية والنفسية والاقتصادية التي وصل إليها الشاب حين  يتقبل فكرة التضحية بنفسه وحياته ومستقبله في مقابل الحصول علي فرصة الفرار من الدولة بطريقة غير شرعية إلي دولة  أخري  للبحث عن فرصة عمل غير مضمون عواقبها.
ويرى جمال ماريا رئيس جمعية حماية المستهلك، أن البطالة سبب  رئيسى لاتجاه معظم الشباب إلى الهجرة غير الشرعية،  فلا توجد فرص عمل متاحة لمواجهة طابور الخريجين، إضافة إلي فقدان الأمل بالوعود الوردية من جانب الحكومات المتعاقبة، خاصة الحكومة الحالية التى فشلت فى تحسين الوضع الاقتصادي وإتاحة فرص عمل للشباب.
ويرى الدكتور السيد الفيومى – مدير التعليم الفنى  - أن ارتفاع معدل البطالة زاد من إحباط الشباب،  فشبح البطالة مرض مزمن أصاب المجتمع المصري ودمر شبابه مما أدى إلى تدافع الشباب إلى الهجرة غير الشرعية  بسبب تدني المستوي المعيشي، وغلاء الأسعار  علاوة على فشل الحكومة في محاربة الفقر والاهتمام بمحدودى الدخل.
 من جانبه يقول الدكتور محمد سامى سليمان، شعور الشباب بالإحباط بعد سنوات الدراسة والتخرج والطرق المشروعة للتعيين مسدودة تماما، تجعله يتجه إلى الهجرة غير الشرعية، وقد تصل به تلك المجازفة إلى الموت المحقق، قائلا لنفسه ومرددا، العمر واحد والرب واحد «هى موتة ولا أكتر»
 ويلفت لبيب عاشور نقيب الصيادين إلى غالبية من يقومون بالهجرة غير الشرعية ينتحرون وسط الأمواج العاتية، والعديد من شباب  القري والنجوع التي ينتمي لها هؤلاء الشباب الذين لجأوا للهجرة غير الشرعية وحققوا مكاسب كبيرة عادوا بها جعلت الآخرين يتطلعون إليهم، وهذا السلوك مرفوض فى كل الاحوال لأنه يضر بسمعة البلد، مناشدا الدولة التدخل للعمل على سفر هؤلاء عن طريق السفارات بالطرق المشروعة بدلا من الهروب غير المحمود العاقبة.
وأضاف انه سمع عن شباب غائبين منذ 3 سنوات هربوا عن طريق ليبيا ولم يسمع عنهم احد شيئا وطالب لبيب الحكومة بالعمل على مساعدة الصياد بتعليب ما يتم صيده لزيادة دخله والعمل على دعم الكهرباء والبترول والغاز حتى لايلجأ إلى ممارسة  تلك الأساليب الكارثية التى تضر بالبلد وسمعته  بسبب ممارسة الهجرة غير الشرعية مقابل مبالغ مالية كبيرة  تتراوح ما بين 20 إلى 30 ألف جنيه عند وصولهم للدولة المتفق عليها. ويؤكد حمدى الغرباوى رئيس النقابة المستقلة للصيادين أن دمياط ليس بها هجرة غير شرعية عن طريق عزبة البرج وأن كل عمليات التهريب تتم عن طريق البرلس والقوات البحرية ضبطتهم مؤخرا وصيادين دمياط لايعرفون سوى إنتاج لأسماك بعيدًا عن عمليات تهريب الشباب، مطالبًا الحكومة بتوفير فرص عمل جادة للشباب،  والعمل على تحسين الظروف المعيشية لهؤلاء كي يمتنعوا عن الهجرة غير الشرعية، لاسيما وأن العديد منهم تحت خط الفقر، ويجدون أنفسهم ضائعين  بلا عمل ولا مستقبل،  لا يجدون قوت يومهم،  فيلجأون إلي الحل الوهمى وهو الهجرة غير الشرعية.