الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نادية: رأيت الجحيم بسبب زوجى المدمن .. وشيرين : تزوجت وعمرى 12 عاماً .. أهلى باعونى وزوجى « استعبدنى»

نادية: رأيت الجحيم بسبب زوجى المدمن .. وشيرين : تزوجت وعمرى 12 عاماً .. أهلى باعونى وزوجى « استعبدنى»
نادية: رأيت الجحيم بسبب زوجى المدمن .. وشيرين : تزوجت وعمرى 12 عاماً .. أهلى باعونى وزوجى « استعبدنى»




شغفها حبه منذ اللحظات الأولى من لقائه، لم تعبأ كثيرًا للفوارق بينهما فهى مدرسة وهو عامل فى نفس المدرسة، تجاوزت عقبة اختلاف الديانة مضحية بعلاقتها بأسرتها التى نبذتها تماما، لم تر عيبا فى أنه متزوج لأن ما منحه لها من حب ومشاعر كان قادرا على استيعابها وأخذها إلى عالم وردى لم تكن تحلم به، وبعد عشر سنوات من العشرة الطيبة أصبح جميع سكان الشارع الضيق فى المنطقة الشعبية التى تسكن فيها شاهدا على ضربها بأقسى وأعنف الطرق.
«نادية» اسم مستعار لواحدة من آلاف السيدات اللاتى تعانين من العنف الأسرى ما يدفع بهن إلى إعالة أسرهن ومع استمرار العنف يتحمل الأبناء ثمرة هذا العنف، وهو ما تأثر بشكل بالتغيرات التى مرت بها مصر خلال الأربع سنوات الماضية، وهو ما ترصده «روزاليوسف» فى التحقيق التالى.
الإدمان حول حياتها إلى جحيم
تروى نادية، الناجية من العنف، قصة زواجها الذى بدأ ورديا أثمر عن إنجاب ولد وبنت، كانت ومازالت هى من يتولى مسئولية الإنفاق على المنزل؛ وفقا لاتفاقها مع زوجها الذى مازالت متمسكة به رغم كل ما عرفته معه من ألوان العذاب والضغط النفسي، تقول «نادية»: أعجبنى طريقة تفكيره وأخلاقه، لكن زوجة صديقه العاملة فى المدرسة؛ التى أدخلته إلى عالم الإدمان هى من قلبت حياته رأسا على عقب وضيعت ما بيننا من عشرة طيبة، لدرجة أنها تركت زوجها وابنها من أجله، ومنذ عرفها أصبح يتعامل معى بعنف شديد، مكررا وقائع الاعتداء على جسدى شهدها الجيران عدة مرات».
اللحظة التى قررت فيها نادية الهروب من هذا الوضع المؤلم كانت عندما ضربها زوجها أمام الجالسين على المقهى المواجه لمنزلها وخلع عنها حجابها بقسوة شديدة، ولم تجد من يسعى لتخفيف ألمها، وذلك بعد أخذه مدخراتها، حينها قررت إنهاء هذا الوضع وعندما تحركت لطلب الطلاق لم تجد شهودا معها لتخوف الجيران من زوجها، وعندما رفعت دعوى خلع؛ لم تتمكن من تنفيذ الحكم بسبب تخوفها من تهديدات زوجها.
تقول نادية:» كتير بقوله زى ما تكون هى مراتك وأنا عشيقتك طيب اعدل مابينا»، وأوضحت أن احتياج أبنائها لوالدهم يدفعها للتراجع عن هجر الزوج الذى لم يحترم إنسانيتها وتضحيتها، « كانت سذاجة منى أو طيبة بس هو كان كويس واتغير بس من سنتين، وكل شوية يجى يقولى إنتى بالذات غيرتى دينك عشانى بس محسسنى إنى مليش كرامة».
تقدمها فى العمر، لم يكن حائلًا أمام زوجها للتوقف عن إهانتها واعتدائه بالضرب عليها كلما نشبت مشاجرة بينهما، عايدة، اسم مستعار لناجية من العنف، فى منتصف عقدها الرابع، بنبرة واثقة روت حكايتها لـ«روزاليوسف» قائلة: «حصلت مؤخراً على الطلاق؛  وهو ما أعتبره قراراً تأخرت فى الإقدام عليه ما يقرب من 20 عاماً، تحملت خلالها الكثير من الأكاذيب، والمشاكل المفتعلة من زوجى بعد خداعه لي؛ فقد تزوجته على أنه حاصل على بكالويورس من جامعة عين شمس ثم تفاجأت بعد الزواج بأنه لم يكمل دراسته الجامعية.
تكمل: «ليس ذلك فقط، قبل مرور الشهر الأول من زواجنا تعرضت للضرب منه للمرة الأولى، ووقتها خشيت من طلب الطلاق خوفاً من نظرة المجتمع وألسنة الناس التى لا ترحم».
واستكملت حديثها مؤكدة أنها تشعر بالندم لقبولها الإهانة؛ وهو ما دفع زوجها للاستمرار والتمادى فى الاستهانة بكرامتها، وعدم مراعاة ما  تحملته من أكاذيب، ومعاملة سيئة، حتى أن تربيتها الحسنة لأبنائهما لم تشفع لها لتخفف من عنف زوجها، ولا تقدم العمر.
 وصلت عايدة إلى مرحلة لم تعد تتحمل فيها التعرض للاعتداء بالضرب عليها، وقالت: «طوال سنوات زواجنا كنت لا أملك الجرأة على طلب الطلاق؛ خاصة أننى لا أعمل، ولن أجد من يتكفل باحتياجاتى ومصاريف أبنائي، لكننى قررت مؤخرا الحصول على حقى فى الانفصال عنه، بعد تزايد إعتداءه اللفظى والجسدى».
عندما يتحول الحلم إلى كابوس
شيرين، الزهرة الشابة التى ذبلت بفعل الزواج المبكر، وتحول حلمها من سطر اسمها على صفحات الجرائد مع قصة كفاح وليس بوصفها مغلوبة على أمرها، تقول شيرين:» « اتجوزت وعمرى 12 سنة، أهلى خرجونى من المدرسة علشان الجواز فمكملتش تعليمى و بعد فترة عرفت أن جوزى مشى فى طريق المخدرات والحشيش، وكان بيضربني».
عندما لجأت شيرين إلى أسرتها لنجدتها من عنف زوجها، كانت كالمستجير من الرمضاء بالنار، وأجبروها على العودة لمنزل الزوجية لأنهم لم يتمكنوا من تحمل الإنفاق عليها وعلى ابنها، لكن شيرين اختارت النجاة من هذا العنف ورفضت العودة لزوجها، واتخذت قرارها باستكمال تعليمها، «زى ما طلعونى من المدرسة بدرى أرجعلها حتى لو كان متأخر»، وبمساعدة أهل الخير وجدت لها مكانا فى فصل محو الأمية.
مازالت شيرين تحلم أن يتردد اسمها بوصفها «دكتورة» صاحبة قصة كفاح عظيمة.
السؤال عن العريس
فرحة نجلاء الفتاة العشرينية بتقدم زميلها فى العمل لخطبتها وزفافهما السريع جعلها تغفل السؤال عن شريك حياتها، لمعرفة سمعته وطبيعة عمله، وهى المعلومات التى عرفتها عندما بادرت للسؤال عنه بعد إنجابها لابنها الوحيد، وشكها فى سلوك زوجها ومصدر دخله؛ وهنا علمت نجلاء أن عمله فى إحدى الجهات الحكومية يتمثل فى أنه وسيط لتلقى الرشوة، كما أن مدمن مخدرات، والتى تستنزف دخله وحولت شخصيته للأسوأ.
اضطرت نجلاء للعمل فى مهن مختلفة مثل البيع فى المحال التجارية، لكى تتمكن من الإنفاق على الأسرة التى رفض عائلها أداء مسئولياته، وبعد قيام ثورة يناير لم تتمكن من العمل بسبب الأحداث، وكانت النتيجة الطرد من المنزل المستأجر، فما كان من الزوج إلا أنه أخذها للسكن فى عمارة سكنية مهجورة تحت الإنشاء، وذلك بوضع اليد تحت أعين مجموعة من البلطجية.