الأحد 26 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تجارب ناجحة على الصاروخ «صقر» مداه وصل 45كم




 
أول مشروع «تعبوى» كبير.. بعد رجوع الجيش كاملا إلى ثكناته
 
 
 
 
على بعد 400كم من مطروح وصلت الطائرة «سى - 130» التى أقلتنا من مطار شرق العسكرى وحتى مطار «حباطة» فى المنطقة الغربية العسكرية لمدة ساعة ونصف الساعة طيرانا اصطف فيها القادة والضباط والجنود جنبا إلى جنب مع الإعلاميين من صحفيين ومقدمى البرامج التليفزيونية. وبدأ ضخ الدماء الجديدة فى عروق الجيش المصرى مع وزير الدفاع الجديد الفريق أول عبدالفتاح السيسى الذى قال يجب أن نضع خطة استدعاء جديدة.. لأننى أتصور أن المستدعى سواء ضابطا أو جنديا والذى يحضر بعد عام أو ثلاث سنوات من انتهاء خدمته، يا ترى المعسكر الذى نعده لهم ومدته خمسة عشر يوما كاف لإعادة لياقتهم البدنية واكتسابهم مهارات جديدة ومرانا على الرماية.. هل نحن محتاجون أن نأخذه من حياته المدنية دون أن نعرف ماذا حدث لهم خلال الفترة التى قضاها بعد خروجه من تأدية خدمته، هل قمنا بالاطمئنان عليه وأجرينا كشفا طبيا والتأكد من حالته الصحية.. وهل الاستدعاء يؤثر عليه وفى ظل الظروف الطبيعية هل المدة كافية أم أننا محتاجون لفترة أكثر؟.. ومع تزامن المناورة «رعد» مع الذكرى الـ39 لنصر أكتوبر أضاف «السيسى» حق علينا أن نقف اجلالا لكل من ضحى بحياته فى تحرير الأرض المصرية ولهم كل الفضل فيما نحن عليه الآن.
 
ويعد هذا المشروع «التعبوى» والذى يطلق عليه «لواء بجنود» هو أرقى مستوى للعمل العسكرى ويكلفنا جهدا وأموالا كثيرة.. وفى أسلوب جديد للحديث مع الجيش قال القائد العام: أشكر قيادة المنطقة الغربية والقوات المشاركة وسندير التعليق بواسطتى أولاً ثم من رئيس هيئة التدريب والتخصصات الأخرى وسنتحدث عن كل عنصر فى المناورة ثم ندير فترة نقاش للضباط الذين يحصلون على فرق الان فى المعاهد العسكرية والحاضرون معنا ليطرحوا آراءهم ومقترحاتهم فيما شهدوه وما يدرسونه ويرد عليهم مدير السلاح أو مدير المشروع.
 
هذه «المناورة» تم التحضير لها أربعة أشهر وعقد لها معسكر على مدار 16 أسبوعا خارج الوحدات العسكرية فى المنطقة الصحراوية المرتفعة بالمنطقة الغربية.
وفى سياق آخر قال «اللواء محمد مصرى» قائد المنطقة الغربية عن الاسلحة المهربة والتى ظهرت مؤخرا فى سيناء إنه استولى عليها بعض الليبيين فى مطاراتهم العسكرية ولكنها عديمة الفائدة لأنه يجب تحميلها على طائرات هيلوكوبتر لتكون سارية المفعول.
شهد الفريق أول عبدالفتاح السيسى القائد العام وزير الدفاع والانتاج الحربى المرحلة الرئيسية للمناورة التكتيكية بالذخيرة الحية (رعد - 21) التى يجريها أحد تشكيلات المنطقة الغربية العسكرية والتى نفذت على مدار خمسة عشر يوما، وتأتى فى إطار خطة التدريب السنوية لتشكيلات ووحدات القوات المسلحة فى احتفالات أكتوبر المجيدة التى مر عليها 39 عاما.
 
شارك فى تنفيذ المرحلة الوحدات المدرعة وعناصر المشاة الميكانيكى والمدفعية وتشكيلات من القوات الجوية ووسائل واسلحة الدفاع الجوى وعناصر القوات الخاصة التى بدأت المرحلة بقيام القوات الجوية بتنفيذ أعمال الاستطلاع والتامين للقوات بالنيران ضد الأهداف الأرضية ومعاونة أعمال قتال القوات القائمة بالهجوم تحت ستر وسائل وأسلحة الدفاع الجوى وبمساندة المدفعية ذات القوة النيرانية المباشرة وغير المباشرة، وقامت المفارز المدرعة والميكانيكية بمهاجمة واختراق دفاعات العدو المجهزة وتدميرها بمعاونة الطائرات الهليوكوبتر المسلحة وعناصر المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات لفصل الاحتياطات المعادية والتصدى لهجمات العدو وحرمانه من استعادة أوضاعه الدفاعية وتطوير الهجوم لاحتلال خط حيوى فى عمق دفاعات العدو وتأمينه والتعزيز عليه واستعادة الكفاءة القتالية للقوات للعمل كاحتياطى أسلحة مشتركة للمستوى الاعلى واستكمال تنفيذ باقى المهام.
 
ظهر خلال «مشروع الحرب» مدى الدقة فى التعامل مع الأهداف الميدانية وإصابتها من الثبات والحركة، وما وصلت إليه العناصر المشاركة من مهارات ميدانية وقتالية عالية وقدرة على استخدام الاسلحة والمعدات وتنفيذ أعمال التجهيز الهندسى بما يلائم طبيعة الارض وتنفيذ المهام المخططة والطارئة باستخدام أحدث وسائل السيطرة والتعاون.
 
وفى نهاية المرحلة أكد الفريق أول عبدالفتاح السيسى أن القوات المسلحة وشعب مصر العظيم كيان واحد وأن الشعب المصرى يقدر لرجال القوات المسلحة دورهم وأداءهم لمهامهم الوطنية وأن القوات المسلحة ستظل على موقفها بروح معنوية عالية واستعداد دائم للعطاء من أجل مصر.
 
وقام «السيسى» بمناقشة عدد من القادة والضباط المشاركين بالتدريب فى أسلوب تنفيذهم لمهامهم وكيفية اتخاذهم القرار لمواجهـة التغيـرات المفاجئـة أثنـاء إدارة العمليات، وأشاد بالأداء المتميز للمشاركين فى المشروع، وشدد على ضرورة البعد عن النمطية فى تخطيط وتنفيذ المهام والأنشطة التدريبية والاهتمام بالتدريب التخصصى واستغلال التطور الذى شهدته أسلحة القوات وناقش بعض الضباط من دارسى الكليات والمعاهد العسكرية فى أسلوب تخطيط وإدارة المشروع والاستفادة منها فى مجال العمليات والتدريب.
 
من ناحية أخرى التقى الفريق أول عبدالفتاح السيسى بقادة وضباط وصف وجنود المنطقة الغربية العسكرية ووجه لهم الشكر لدورهم فى حماية وتأمين حدود مصر الغربية بجانب باقى رجال القوات المسلحة القائمين على تأمين جميع الحدود والاتجاهات الاستراتيجية للدولة، وأشاد بالأداء المتميز الذى وصلت إليه القوات المنفذة للتدريب واداء المهام القتالية والنيرانية فى الوقت والمكان المحددين بدقة وكفاءة عالية، وأن مستوى الكفاءة والاستعداد القتالى للقوات المسلحة لم يتأثر بالاحداث التى مرت بها مصر.
 
وعلى هامش اللقاء مع القادة والضباط فى المنطقة الغربية العسكرية أكد الفريق أول عبدالفتاح السيسى أن هناك سعيا لعمل اضافة حقيقية لمنظومة الأسلحة خلال ثلاثة أشهر على أقصى تقدير فى إطار الإمكانيات المتاحة، موضحا أنه لا يمكن أن يتم تحقيق سبق فى مجال التسليح فى ظل امكانياتنا الحالية ولكن يمكننا اكتساب أقصى درجات المهارة الفنية فيما هو متاح من أسلحة. وقال: "جيشنا اكبر جيش فى المنطقة رغم ما يملكه من أسلحة وهناك تجارب تتم لتطوير عدد من الاسلحة منها الصاروخ صقر 45 ليصل مداه إلى 45كم بدلا من 20 كم هى مداه الحالى مؤكدا أن القوات المسلحة وصلت إلى نتائج جيدة فى هذا الشأن.
 
حداثة المناقشة
 
 
ودعا السيسى القادة والضباط لابداء ارائهم فيما شاهدوه خلال المشروع التكتيكى "رعد 21" وأن يبدوا ملاحظاتهم على اداء القوات المشاركة فى المشروع سواء فى النواحى القتالية أو التكتيكية، واستجاب عدد كبير من الضباط والقادة للمناقشات وخاصة الرتب الصغرى والدارسين فى كليات ومعاهد القوات المسلحة حيث أبدوا مدى مطابقة ما رأوه، من خطط واستراتيجيات كانت محل دراستهم النظرية وشاهدوه اليوم على أرض الواقع.
وأكد السيسى أن دعوتة للنقاش حول المشروع تأتى فى إطار حرصه على اثراء الحوار بين القادة والضباط ورصد السلبيات لمحاولة تلافيها فى المشروعات المقبلة نظرا لأن هذه المشروعات تتكلف الكثير من الجهد والمال والأسلحة والذخيرة إضافة إلى استهلاك المعدات مما يستدعى ضرورة الوصول إلى تحقيق أعلى مستوى قتالى حتى لا يضيع كل هذا الجهد هدرا.
 
وحول تواصل القوات المسلحة مع قبائل مطروح والمنطقة الغربية قال السيسي: "حريصون على أن تبقى القوات المسلحة على علاقة تواصل وود دائم مع أهالى ومشايخ القبائل فى مطروح وحريصون على تلبية أى مطلب لشيوخ القبائل أو المناطق التى يقطنون بها.
 
وأضاف: "انتم جزء من نسيج هذا الوطن ولستم بضيوف فيما أكد عواقل ومشايخ سيناء مخاطبين الفريق أول السيسى: "نفخر بكم فأنتم صمام الامان وحصن الجميع كما استرعى انتباهنا الحوار الهادئ والأدب الجم فى حواركم مع ابناء قبائل مطروح وذكركم لهم بكل خير حينما تقولون عنهم دائما أنهم حراس بوابة مصر الغربية".
 
وأضاف الشيوخ: "نحن جنود يلبسون ملابس مدنية لحماية مصر وهذا شرف لنا ونؤكد ونعاهد سيادتكم ان نكون أبناءك وان نكون حراسا لهذا الوطن ووجه الشيوخ الشكر لوزير الدفاع على دعوته لهم لحضور هذا المشروع الذى نفخر به كلنا".
 
وعلق السيسى على حديث الشيوخ قائلا: "إن هذا هو أسلوب المؤسسة العسكرية دائما مع بعضها البعض منذ زمن بعيد وليس بجديد عليها هذا الأسلوب مؤكدا للشيوخ أنه سعيد بما قاله وفخور باحساسكم هذا وعرب مطروح كما قلت جزء من نسيج هذا الوطن مشيرا إلى ان مصر كلها كتلة واحدة جيشا وشعبا وشمالا وجنوبا و«بدو سيناء» وبدو مطروح ولا يستطيع احد الدخول بنا". وخلال لقائه مع المحررين العسكريين عقب انتهاء المشروع التكتيكى أكد السيسى أن الاعلام جزء أصيل من منظومة الامن القومى المصرى ولا يقل أهمية فى دوره على اى من أجهزته مؤكدا أنه يساعد على حماية امن البلاد مناشداً الإعلام ضرورة تحرى الدقة فيما ينشر ويذيع والحصول على المعلومات من مصادرها الرسمية.
 
قائد المنطقة الغربية
 
من ناحية أخرى أكد اللواء اركان حرب محمد المصرى قائد المنطقة الغربية العسكرية أن حدود مصر الغربية امنة تماما، وأن هناك سيطرة كاملة على المنافذ الحدودية لعدم تسرب أى من عناصر تنظيم القاعدة المنتشرين فى ليبيا إلى مصر.
 
وأضاف على هامش المناورة العسكرية التى شهدتها المنطقة الغربية بمنطقة "قبر جابز": إن المنطقة نفذت العديد من مهام التأمين على الحدود خاصة أثناء ثورة ليبيا نظرا لزيادة عمليات التهريب وتم تكثيف الأنساق للحد من اى عمليات تهريب للأسلحة أو المخدرات مؤكدا نجاح القوات فى ضبط الكثير من السيارات والقبض على الكثير من الأفراد خلال عمليات تهريب الأسلحة القادمة من ليبيا، إضافة إلى عمليات جلب مخدرات عبر الحدود.
 
وأشار المصرى إلى أن المنطقة قامت بإنشاء أكثر من مستشفى وتقديم الرعاية الطبية خلال فترة نزوح العمالة المصرية من ليبيا أثناء الأحداث التى شهدتها ليبيا، إضافة إلى تسيير أكثر من 200 رحلة أتوبيس يوميا إلى الإسكندرية، و40 رحلة إلى المنيا لنقل العائدين من ليبيا.
 
وأضاف: إن المنطقة الغربية حلت محل جهاز الشرطة الذى غاب عن المشهد خلال الأيام الأولى لثورة 25 يناير، وقامت بتأمين الجبهة الداخلية وحل جميع المشاكل، مؤكدا أن ذلك لم يؤثر على التدريب والمهام القتالية والتزام المنطقة بالخطة التدريبية للقوات المسلحة، مشيرا إلى أن اسهامات المنطقة فى تأمين الجبهة الداخلية خلال ثورة 25 يناير لم يتعد 20% من قواتها. وأوضح أنه تم ضبط أكثر من 1000 قطعة سلاح على اختلاف أنواعها و2 مليون طلقة من الذخيرة اضافة إلى أكثر من 15 طن مخدرات، وما يقرب من 50 مليون قرص ترامادول مؤكدا أن المنطقة الغربية تتعاون مع القوات البحرية والجوية لاستطلاع الحدود بين الحين والاخر، وتدفع بدوريات ونصب كمائن على الطرق وبطول الحدود لمواجهة اى أعمال عدائية. وعن دور القوات المسلحة فى تأمين الأهداف الحيوية خاصة بعد التظاهرات الأخيرة التى حاولت اقتحام محافظة مطروح اعتراضا على المحافظ الجديد، قال المصرى: "انه طبقا لتعليمات القيادة العامة للقوات المسلحة لدينا احتياطيات لأى طارئ ولكننا لا نتدخل لفض تظاهرات وعلى الشرطة المدنية القيام بمهامها".
 
حضر مشروع الحرب الخاص بالمنطقة الغربية العسكرية الفريق صدقى صبحى رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية وكبار قادة وضباط القوات المسلحة.