عبدالناصر قال لأهل قريته: إذا تحولت كل قرى مصر نموذجية ستكون «بنى مر» آخرها
ايهاب عمر
28 سبتمبر عام 1970 يوم مشهود فى حياة المصريين والعرب والعالم المؤمن بالعدل والمساواة وكراهية الظلم حيث رحل عن عالمنا فى هذا اليوم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية الأسبق وابن قرية بنى مر التابعة لمركز الفتح التى تبعد عن مدينة أسيوط نحو 10 كيلو مترات وعلى الرغم من أنها مسقط رأس رئيس الجمهورية إلا أنها لم تحظ بأى شىء يميزها عن باقى قرى مصر طول 18 عاما شغل فيها عبد الناصر رئاسة الجمهورية.
وكان لعبد الناصر مقولة شهيرة لأهل بلدته وأقاربه إذا قمت بإنشاء جميع قرى الجمهورية نموذجية فستكون قرية بنى مر آخرها لان مصر كلها بلدى.
«روزاليوسف» انتقلت الى قرية بنى مر وأجرت هذا الحوار مع على حسن وعبدالناصر طه ابنى عم الزعيم الراحل يقول على مشيرا بيده على حوائط منزل جده: عندما كان الرئيس جمال يخدم فى الجيش بمنقباد كان جدى الحاج حسين يقوم بعزومته هو وزملائه فى المنزل وكانوا بصفة مستمرة يأتون فى فسحة إلى القرية ولكن للأسف قبل ثورة 52 توفى جد عبدالناصر الحاج حسين وتأثر به كثيرا الرئيس جمال، وعلى الرغم من تأثره بوفاة جده إلا انه لم يتوقف عن اجتماعات الضباط الأحرار حيث اجتمع أكثر من مرة بهم بمنزل جده وكانوا يجلسون على «مصطبة» طينية لان المنزل مبنى بالطين والطوب اللبن وسقفه من الجريد والعروق الخشبية وكان على رأس الحاضرين بعد قيام الثورة معه عدد من زملائه أعضاء مجلس قيادة الثورة والرئيس محمد نجيب وكانت القرية فى استقبالهم وقام عمدة القرية ماهر على بدعوتهم لتناول الغداء وبعد الغداء ألقى عبدالناصر أول خطبه له فى القرية، وعندما أراد بعض المنافقين التفخيم فى عبد الناصر قال لهم فى خطبته إننى أنا جمال عبد الناصر حسين وكلكم تعرفون عائلة الحاج حسين إننى من عائلة فقيرة واعاهدكم أننى سوف أعيش وأموت فقيرا. وجاء بعدها إلى القرية 3 مرات وكان يعلم بالظروف الصعبة التى تمر بها عائلته ولكن كان دائما يقول لأهله إننى لا املك شيئا إلا مرتبى وأقوم بصرفه على وعلى أولادى ولم يميزنا بأى شىء أو امتيازات وكان يقول لنا أنا ابن أسوان وابن السلوم ولكن كان يصل الرحم بينه وبين الأسرة بالقرية.
ويضيف على: بعد وفاة عبد الناصر حضر إلى منزل العائلة السادات وحسين الشافعى وبعض قيادات الثورة وقاموا بأداء واجب العزاء.
وقال السادات فى المنزل «هذا منزل عبدالناصر والذى به طوبة حمراء وطوبةخضراء كان عبد الناصر يملك أن يرفع هذا الطوب ويجعله طوبة من ذهب وطوبة من فضة ولكن كانت مبادئ عبد الناصر أن يبقى كما هو حتى الموت وبكى السادات».
أما بالنسبة لأولاده الدكتور خالد الله يرحمه نجل عبد الناصر حضر وهو طالب إلى القرية وحضر بعد ذلك فى السبعينيات كان يأتى لزيارة الأسرة وفى المناسبات وآخر مرة حضر فيها إلى بنى مر عندما توفى عمى طه حسين، أما عبدالحميد للأسف لايأتى الى بنى مر وكذلك الدكتورة هدى ومنى.
أما عبد الناصر طه حسين ابن عم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فيقول إن سبب تأثر الزعيم الراحل بقضية الاحتلال انه كان له عم يدعى «عبدالباسط» قتل على يد الانجليز وفى وقتها كان عبد الناصر طفلا فبدأ يتأثر بهذا الموقف وظل يفكر فى الانتقام من الاحتلال وأثناء خدمته فى الجيش وتحديدا فى قرية منقباد بأسيوط كان يعد جمال وأصدقاؤه للثورة وفى أول زيارة لقريته بنى مره بصحبة زملائه قام جده الحاج حسين بإحضار طباخ كان يعمل لدى احد الباشوات بمدينة أسيوط وقام بإعداد غداء فاخر جدا قال جده وقتها حتى يشرف جمال وسط زملائه وعندما حضر وزملاؤه لتناول الغداء ظل زملاؤه يمزحون ويقولون له يا جمال أنت عمال تفتخر انك من أسرة فقيرة وجدك عاملنا أكل باشاوات ومدعى الفقر، وقتها جمال شعر انه اثقل على جده لأنه كان لماحا وخرجوا من المنزل إلى المسجد وأثناء سيرهم قام جمال بإخراج فلوس من جيبه حتى يعطيها إلى جده فشعر جمال بان جده زعل منه، وقال له جده «يوم المنى يا جمال أشوفك ضابط فقام جمال باحتضان جده وتقبيل رأسه وطلب منه ألا يزعل منه، فدعا له جده حسين وقال «روح يا واد ولدى يديك أعلى رتبة ويجعلك حاكم»، وتحققت دعوة جده له.
منزل أسرة الزعيم الراحل لا يزال من الطوب اللبن
عبد الناصر طه