الجمعة 27 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رحلة الحكم من «القبضة الحديدية» لـ«ديمقراطية بلا عسكر»




منذ قيام ثورات الربيع العربى وكل الأصوات تتحدث عن النموذج التركى فى الحكم باعتباره النموذج الأمثل لحكم العلمانيين للدولة الإسلامية.. تخوفًا من المد الإخوانى وجماعات الإسلام السياسى.. ولكن كيف استطاع النظام التركى تخطى كل العقبات التى واجهته من صراعات وانقلابات للوصول إلى مرحلة أن يصبح نموذجًا مثاليًا من وجهة نظر الكثيرين.. هذا ما يناقشه دراسة وتحليلاً الدكتور طارق عبدالجليل فى مئة وسبعين صفحة من القطع الصغير فى كتابه «العسكر والدستور فى تركيا».. الذى بدأه بمقدمة ومدخل يرسم لنا فيهما الصورة السياسية للوضع فى تركيا قبل صياغة الدستور فى عام 1908.. ثم يأخذنا فى رحلة من ثلاثة فصول يستعرض فيها تاريخ تركيا الحديث.. فالفصل الأول بعنوان «أتاتورك وترسيم النفوذ العسكرى دستوريًا» متحدثا فيه عن علاقة الجيش بالسياسة فى المنظور الأتاتوركى وإعادة تنظيم الوضعية القانونية للجيش وتبعية الجيش للنظام  الجمهورى وابعاد العسكريين عن نيابة المجلس التشريعى.. وغيرها.
 
أما الفصل الثانى الذى يحمل عنوان «الانقلابات العسكرية وترسيخ وضعية الجيش دستوريًا» فيتحدث فيه عن انقلابات العسكر وانقلاب 1980.. الذى أدى إلى عسكرة الدولة والمجتمع ثم ترسيخ النفوذ العسكرى فى دستور 1982 منتهيًا إلى تسليم الجيش للسلطة فى انتخابات مقيدة 1983 وفوز «تورجت أوزال».. أما الفصل الثالث «تركيا العدالة والتنمية.. دستور بلا عسكر» فتحدث فيه عن الانقلابات الناعمة أو انقلاب «ما بعد الحداثة» وإرباك الإسلام السياسى، ثم انقلاب 1997 وإعادة تنظيم الإسلام السياسى، ثم يذكر دور حزب العدالة والتنمية باعتباره ميلادًا سياسيًا جديد نجح فى تفكيك القبضة الحديدية للعسكر.. وحدد وضع الجيش وعلاقته السياسية كخطوة للمسار الديمقراطى السليم وإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية.. رغم أن الكتاب سياسى إلا أن طريقة السرو وصياغة اللغة جاءت بشكل بسيط وسهل الاستيعاب، الكتاب صادر عن دار نهضة مصر للنشر طبعة أولى سبتمبر 2012.