أيمن نور يعيد امبراطور الترمادول للبلاد

سيد دويدار
كتب ـ سيد دويدار
وسط الرقص وحفلات الفرفشة وبين رواد كافيهات المهندسين فجأة تكتشف أن أغلبية المتواجدين يخرجون من بين طيات ملابسهم كيسا صغيرا مغلفا بإحكام ولوهلة تشعر أنه نوع من التسالى مثل الكاچو وعند الاقتراب تكتشف المفاجأة!
الكيس المغلف ليس كاچو إنما خليط من الأعشاب وكمية قليلة من حبوب الترمادول «الهندى» وتبدأ المجموعة تدخين هذه الأعشاب ثم تبتلع قرصين ترمادول للتهدئة والسيطرة على الجهاز العصبى كما يزعمون، هذه الأعشاب ليست للبرد أو مقويات إنما يطلق عليها الڤودو وهو مخدر قوى يسهل اخفاؤه والهروب به من أعين ضباط الشرطة وفى الأكمنة الليلية.
انتشار الڤودو والترمادول جاء بعد جلسات «الصلح والحساب» بين امبراطور الترمادول الذى تم الإفراج عنه قريبا بعد القبض عليه هو وشقيقه المدعو وبحوزتهما ٩٠٨ بنادق تركية كانت فى طريقها الى ميدانى رابعة والنهضة وبين «صبى قدورة» الذى كون ثورة طائلة بعد احداث ٢٥ يناير.
والشهير «بصبى قدورة» كان يختفى وينتقل من شقة لأخرى فى الإسكندرية بعد صدور أحكام قضائية ضده وكان وقتها لا يملك قوت يومه حتى عمل فى مطعم قدورة بالمهندسين وبدأ يكون علاقات وتسديد الشيكات المالية التى يدين بها ثم تعرف على شيخ مهربى الترمادول الذى سبق اعتقاله لخطورته على الأمن العام والذى تم وضع على قوائم ترقب الوصول فى المطارات المصرية قبل أحداث ٢٥ يناير وبعد جمعة الغضب دخل البلاد والغريب أن أيمن نور الذى تم حبسه بتهمة التزوير استقبله فى المطار وذهب به إلى الإدارة العامة للمخدرات وقتها كانت الداخلية تحاول الوقوف على قدمها مرة أخرى وإنهاء حالة الفراغ الأمنى وجلس نور مع ملك الترمادول وقيادة أمنية وقتها ٧ دقائق بالضبط ليعود مرة أخرى ليمارس جميع أنواع التهريب ويتعرف على صبى قدورة والذى امتلك مطعم «أسماك» شهير بعدها ثم بدأ يتردد على ملك الترمادول فى جمصة ونبروه بالمنصورة ويقضى معه أياما كانت تثير علامات الاستفهام لدى العاملين معه فى المطعم.
هنا تحولت حياة «صبى قدورة» للنقيض وكان شيخ مهربى الترمادول يتردد عليه فى مطعمه وكان يستقبله الأخير استقبال «الملوك» ويتناولان الطعام معا ورجاله وبعدها يدفع أكثر من ٢٥ ألف جنيه قيمة المأكولات والبقشيش ويخرج محتضنا الحاج صاحب المطعم وسط ذهول العمال.
صبى قدورة الذى يصرح لأصدقائه وزبائنه أنه مسنود بوزير سابق ويستغل تردد قيادات أمنية محترمة وحسنة السمعة ويدعى صلته بهم على غير الحقيقة.
والغريب أن صبى قدورة استغل علاقاته ببعض المسئولين وحصل على أرقام مميزة جدا للوحة سيارته الفارهة وصنعت له خصيصا بأول حرفين من اسمه وتتكون من ٤أرقام مكررة كما حدث نفس الأمر مع نجله وبرقم مميز أيضا بالرغم أن وزارة الداخلية سبق وصرحت أن مثل هذه الأرقام المميزة بحروف ملاك السيارات سوف يتم بيعها فى مزاد علنى ويدخل ربحها فى صندوق تحيا مصر وهو ما لم يحدث ولم تستفد الدولة بمليم واحد.
كما يتباهى صبى قدورة بمشاركته لشخص يدعى «ع» شارك ملك الترمادول فى التجارة المحرمة وبدأت تتزايد ثروته وتعرف على المدعو «ع» وبدأ يظهر معه فى المناسبات ويردد للمقربين له بأنه شريكه وأنه الشخص الذى «يسنده».
امتلك صبى قدورة ٥٠ فدانا فى الساحل الشمالى و٢٠ فدانا فى سيدى عبد الرحمن.
كما حصل شريك امبراطور الترمادول على مزاد بعض المطاعم عن طريق اخطر تجار المخدرات فى الساحل والسابق اعتقالهم وصدور أحكام قصائية ضدهم المدعوين مهدى وحمدى للذين تحايلا على المزاد ثم تنازلا عنه لشريك امبراطور الترمادول، وبعد حبس الأخير رفض شريكه صبى قدورة فى زيارته فى السجن حتى خرج شقيقه من السجن واصطحب مجموعة من البودى جاردات ودخل مطعم أسماك شهير الذى يملكه صبى قدورة وطالبه بمبلغ ٢ مليون جنيه الذى يدين بها لشقيقه أثناء مشاركته فى صفقة ترمادول وسط ذهول رواد المطعم من طريقة العتاب وذكر اسم امبراطور الترمادول.
اضطر صبى قدورة إلى تهدئة امبراطور الترمادول واستعان ببعض رجاله من البودى جاردات بمنطقة الهرم ووسط البلد وقتها أكد امبراطور الترمادول على ضرورة الوقوف على قدميه مرة أخرى واعطى وعدا لصبى قدورة أنه سوف «ينوبه من الحب جانب» وبالفعل انصاع له ودفع ٢ مليون جنيه ليختفى فى دبى وبعد أسابيع قليلة يبدأ انتشار الڤودو والترمادول مرة أخرى وقد أكد مصدر أمنى لـ«روزاليوسف» رفيع المستوى ان حجم تجارته وقيمة ما يدين له شركاؤه هو ٧٠ مليون دولار وقد حصل على جزء كبير منهم وهو الآن يحاول اخفاءه هذه المبالغ فى مشروعات بدبى، وفى أعداد قادمة سوف نكشف بالأسماء والمستندات أسماء المسئولين ووزراء سابقين الذين يتعامل معهم صبى قدورة وعلاقته المشبوهة وأرقام سياراته المميزة
«كيف ينتشر الڤودو»
ينتشر الڤودو فى كافيهات المهندسين والملاهى الليلية من نوعية «الهاى كلاس» ويتم بيعه فى كيس بلاستيك «مبرشم» ويوجد بداخله الفودو وهو عبارة عن مجموعة نباتات مثل الأعشاب ويتم تدخينها عن طريق الشيشة أو السجائر «اللف» ويتم توزيع الڤودو فى المهندسين والدقى وبعض الفنادق عن طريق سيارات فارهة بعضها تقودها فتيات ويبلغ سعر الكيس ٣٥٠ جنيها حيث استطاع الرائد مصطفى خليل رئيس مباحث قسم شرطة الدقى بإشراف العميدين محمد عبدالتواب رئيس مباحث قطاع الشمال وعبدالحميد أبوموسى مفتش المباحث ضبط كمية كبيرة من الڤودو مع شاب قبل ترويجه بالمهندسين حيث اعترف أمام العقيد عمرو البرعى وكيل الفرقة بانه يبيع «كيس» الڤودو بـ٣٥٠ جنيها وحرر النقيب محمد طلبة محضراً وقررت النيابة حبس المتهم.
«ما هو الڤودو»
الخبير الأمنى اللواء محمد عباس مساعد مدير الادارة العامة للمخدرات لمنطقة شرق الدلتا سابقا والذى شارك ومثل مصر فى اكثر من مؤتمر عالمى لمكافحة الجريمة والمخدرات بأمريكا وفرنسا واوزبكستان أكد لـ«روزاليوسف» أن مخدر «الڤودو» اخطر من البانجو والحشيش وأنه يتكون من مجموعة من الأعشاب ومضاف لها مواد كيميائية تدمر الجهاز العصبى وأضاف عباس إن خطورة الڤودو ليست فقط فى تدمير الجهاز العصبى ولكن فى حالة تعاطيه لمجموعة من الشباب فى وقت واحد ومع بعضهم فإنه يتسبب فى ارتكابهم لكوارث جنائية وعلى عكس ما يشاع بان القانون الجنائى لا يحرم الڤودو وبالتالى لا يتم حبس التجار الذين يبيعونه فقد أكد اللواء محمد عباس أن تعاطى الڤودو أصبح جناية ويعاقب عليها القانون وأن مصدره هو دول أمريكا الجنوبية وأنه سبق وحضر مؤتمر لمكافحة المخدرات بمدينة ليون بفرنسا وحذر من انتشار الڤودو وخطورته فى أوروبا حيث قامت دول أوروبية بتجريمه.