الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لمياء محمود: إذاعتنا صوت مصر لكل العرب.. وصوت العرب لكل العالم

لمياء محمود: إذاعتنا صوت مصر لكل العرب.. وصوت العرب لكل العالم
لمياء محمود: إذاعتنا صوت مصر لكل العرب.. وصوت العرب لكل العالم




حوار- محمد خضير

 تصوير - أيمن فراج

«صوت العرب إذاعة كل العرب» شعار ينطلق من قلب القاهرة عبر أثير إذاعة «صوت العرب» ليعلم مستمعوها فى جميع ربوع الدول العربية ما تحمله الرسالة الإعلامية المصرية والعربية من أخبار وأحداث وفعاليات على جميع الأصعدة المختلفة وجميع الأحداث والتطورات على الصعيدين المصرى والعربى، هذه الإذاعة التى ارتبطت وتميزت بتغطيتها العديد من الأحداث والقضايا القومية العربية وما تشهده من تطورات، وشاركت فى محافل ومناسبات على مدار تاريخها الإذاعى من عام 1953 وكانت ولا تزال من أشهر الإذاعات المصرية التى تبث لجميع أقطار العالم العربى.

صحيفة «روزاليوسف» التقت رئيس شبكة «صوت العرب» الإعلامية الدكتورة لمياء محمود، صاحبة الصوت الإذاعى المميز المرتبط بآذان مستمعى الوطن العربى منذ أكثر من 30 عامًا، وتعرفت منها على العديد من الجوانب المهمة فى تجربتها الإذاعية ودور الإذاعة ومستقبلها، كما تعرفت منها على رؤيتها الإعلامية لحالة الإعلام كأكاديمية وخبيرة إعلامية، وناقشتها حول ما يمر به الإعلام المصرى ومن تطورات فى الحوار التالى:
■ فى البداية نود التعرف على بداية تجربتك الإعلامية وتدرجك فى العمل الإذاعى؟
-  بعد تخرجى فى قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام عام 1983، وحصلت على الماجستير فى الإعلام من جامعة القاهرة عام 1991، ودكتوراه الفلسفة فى الإعلام عام 1999، وبدأت عملى كمذيعة تنفيذ وقارئة نشرات أخبار فى «صوت العرب» التى لم أتركها سنة 84، وأصبحت مدير عام التدريب العملى للإذاعة المصرية سنة 2005، ثم نائب شبكة صوت العرب عام 2009، ورئيس شبكة صوت العرب فى 2013.
■ ما الهدف والتوجه الإذاعى الأساسى الذى تقوم عليه إذاعة صوت العرب؟
- شبكة صوت العرب هدفها واضح، فهى صوت مصر العربى لكل العرب، وصوت العرب لكل العالم، وشعارنا الذى نحمله هو «صوت العرب إذاعة كل العرب»، وكيف يمكن أن نحقق التواصل مع كل من يهم المواطن العربى وكل من يتفاعل مع القضايا العربية، ونحن نذهب للوطن العربى مع كل فعالياته المختلفة المتنوعة 3 مرات يوميًا، فنحن لدينا «صباح الخير يا عرب» وهو برنامج يومى يناقش الفعاليات التى تحدث فى نفس اليوم على اختلافها، سواء سياسية أو اقتصادية أو ثقافية أو فنية، وكل المؤتمرات والملتقيات والمهرجانات والأحداث الخاصة بشخصيات يتم تناولها فى هذا اللقاء، بالإضافة إلى أننا لدينا فترة فى الظهيرة نتناول فيها قضايا عربية تهم المواطن العربى فى كل المجالات، فقد تكون قضايا خاصة بالتعليم فى الوطن العربى وبالثقافة والمرأة وفى أى مشكلات بالوطن العربي، والجولة الثالثة تكون من خلال برنامج «بالعربى» ومدته ساعتان إلا الربع ليلا، وهو يطرح القضايا ويناقشها من كل أبعادها وبالأخص عندما تكون لدينا شخصيات عربية ضيفة فى مصر، لكن فى عدم وجود هذه الإمكانية أو توافرها يكون لدينا الاتصالات التليفونية مع كل المسئولين وأغلب الوزراء المعنيين فى دولهم معنا على الهواء فى صوت العرب، وكذلك شخصيات كبرى وفنانون وأدباء وفى مختلف المجالات نتواصل معهم.
■ هل تعتمد إذاعة صوت العرب فى نقل تغطياتها على شبكة مراسلين أم ماذا؟
- نحن سعداء أن صوت العرب موجودة وحاضرة فى كل المناسبات وكل البلاد، وعندما يذكر اسم «صوت العرب» فإنه - على اختلاف المستويات - يكون الأشخاص العرب موجودين فى كل وقت معنا، ونعمل من خلال شبكة مراسلين، لكن الأقوى من شبكة المراسلين شبكة العلاقات والاتصالات بين الزملاء الذين يعملون بشبكة صوت العرب والشخصيات، وهذا مهم جدًا، لأننا عندما نريد نقل حدث ما نتصل بزملاء لنا بالدول موقع الحدث لمعرفة الأبرز فى هذا الحدث، ونحصل على رقم هاتفه ونتواصل معه، وبالتالى فلدينا ميزة من دوام التواصل مع الشخصيات ونحافظ على مصادرنا وعلى ضيوفنا بشكل كبير جدا، وهو ما يحدث نوعًا من الرابطة القوية مع ضيوفنا، وهذا تقليد متبع.
■ ماذا عن التواصل المباشر مع الجهات الرسمية العربية وتغطيتكم لأحداثها؟
- فى مرحلة متقدمة بدأت بالفعل الجهات الرسمية والثقافية والعلمية والفنية تتصل بنا، وتدعونا، وتطلب أن نكون ناقلين إعلاميين للفعاليات المقامة لديهم، وحدث ذلك أكثر من مرة، مثل تغطية فعاليات الجندرية المسرحية، حيث طلبت اللجنة الإعلامية المنظمة منا استضافة الشبكة للتغطية وتوفير الأشخاص المرتبطة بالفعاليات وإجراء لقاءات معهم بالتليفون، وهو ما حدث، وبعدها كانت هناك «سوق عكاظ» وشاركنا أيضا بنفس الطريقة، بالإضافة إلى مهرجان «بريدة للبلح»، وهو مهرجان موسمى شعبى طُلب منا تغطيته، ما يدل على أن «صوت العرب» مهمة للأشقاء العرب، وهو ما يسعدنا جدًا ويجعلنا نلبى هذه الدعوات على الفور.
■ ما مدى تفاعلكم مع القضايا العربية، والتواصل مع مستمعى «صوت العرب» خلال برامجها وفقراتها؟
- هناك تفاعل قوى ومستمر من المستمعين، وتفاعل معهم، وبالأخص عندما نقوم بتغطية العديد من الأحداث السياسية فى العديد من المناطق العربية نكون فاعلين بها، لأنه عند وجود أى حدث نتواصل سريعًا مع المسئولين، فى حين أن كثيرًا من وسائل الإعلام لا تجد إجابة من المسئول الأول أو الأساسى فى الحدث، الذى يلبى طلب «صوت العرب» برحابة، وحدث ذلك فى أحداث العراق الأخيرة، واليمن وما يحدث بها من صراع، وعندما نتواصل معهم يلبون طلبنا، وكذلك الأمر فى أحداث ليبيا، وبالتالى نحن على اتصال دائم من خلال الزملاء فى الشئون السياسية أو البرامج - على اختلافها - لنكون متواصلين بشكل دائم مع المسئولين عن الحدث أنفسهم ما يعطى مردودًا أفضل، بالإضافة إلى القضية الفلسطينية التى لنا فيها باع كبير وعلى اتصال دائم بالأطراف الأساسية فى الساحة الفلسطينية ونتواصل معهم بشكل يومى ومن خلال إذاعة «صوت فلسطين»، وهى إحدى إذاعات صوت العرب، ومن خلال عنايتنا بكل القضايا العربية.
■ ما أبرز المشكلات أو العقبات التى تواجه عملكم الإذاعى بالشبكة؟
- بالطبع الإعلام صناعة مكلفة، ولكى نقدم إعلامًا جيدًا يجب أن يكون هناك إنفاق وتمويل أكبر، وبالتالى فنحن فى هذه المرحلة لدينا مشكلة فى التمويل وضغط فى الإنفاق نتيجة الظروف الاقتصادية التى تمر بها مصر بشكل عام، هو ما يجعلنا نقوم بعملنا وفق ما يتاح لنا، خاصة أن هناك بعض الأحداث تحتاج سفر شخص من صوت العرب إلى المنطقة أو الدولة التى بها الحدث لتغطيته من هناك، ولا نستطيع أن نحقق ذلك، فنستعيض عنه بالاتصالات التليفونية وشبكة المراسلين، ونجحنا فى ذلك كثيرًا، ومؤخرًا فى القمة العربية بموريتانيا لم يسافر أحد من «صوت العرب» للتغطية، لكن من خلال المراسلين كنا نأتى بالمشاركين أنفسهم فى القمة من داخل قاعة الاجتماعات على الهاتف، وكنا نصل بطريقة أخرى لكى نستعيض عن عدم السفر، فلم لا ينقصنا شىء.
■ ماذا عن مشكلة الإرسال وتعذر وصول «صوت العرب» لكل المستمعين بالوطن العربى؟
- بالطبع نعانى من مشكلة كبيرة فى عدم وصول صوت العرب عبر الراديو الذى اعتاد المستمع عليه، لأن صوت العرب فى فترات كانت تغطى المنطقة العربية كاملة على الموجة المتوسطة، أما الآن- مع وجود زحام إعلامى شديد جدًا، ووجود نوع من الاستهلاك لمحطات الإرسال - فلم يعد ذلك يحدث على الموجة المتوسطة، والموجة القصيرة انتهت تماما من الاستخدام على مستوى العالم، بالإضافة إلى أن موجة «FM» انتشارها محدود ولا تغطى دائرة قدرها 60 كم تقريبا، وتغطى القاهرة الكبرى عبرها، لكن لن يصل الإرسال إلى البلاد العربية كما كان يحدث فى السابق، وهذا يستعاض عنه بالقمر الصناعى نايل سات، وتوجد إذاعة صوت العرب وإذاعة فلسطين وإذاعة وادى النيل ويتم التقاطها لكن تُشاهد من خلال التليفزيون، فهى فى طقس المتابعة من الصعب أن تفتح التليفزيون لكى تستمع إلى الراديو.
■ ما الجديد إذن أو الخطوات التى اتبعتموها لتفادى هذه الإشكالية؟
- وضعت شبكة صوت العرب على الإنترنت من خلال البث المباشر على الموقع الإلكترونى للإذاعة المصرية، ونحن نسعى فى الفترة القادمة فى أن يكون عبر تطبيقات الهاتف المحمول، ما يمكن المستمع من سماع صوت العرب مباشرة من خلال المحمول فى أى منطقة فى العالم العربى، فنقوم الآن بعمل الدراسات الأساسية لتدشين تطبيق إلكترونى للشبكة على المحمول لكى نصل إلى جمهور الشباب، وأى فئة إلى أى منطقة فى العالم من خلال هذا التطبيق، فنتمنى أن ننجز هذا الموضوع خلال شهر.
■ هل هناك أطر شراكة أو تعاون مع جهات أو مؤسسات رسمية وأهلية لعمل إنتاج إذاعى يسهم فى بناء المجتمع؟
- لدينا جزء مع الإذاعات العربية وجزء مع الجهات التنموية التى تعمل فى مصر وخارجها، مثل عمل مسابقات توعية مع جهاز حماية المستهلك كبرنامج درامى للتوعية بحقوق المستهلك فى عملية البيع والشراء، ولدينا تعاون مع المجلس القومى لحقوق الإنسان، والمجلس القومى للمرأة، وقمنا بعمل برامج معها، ومع الهيئة القبطية الإنجيلية عن قيم التسامح والتعايش فى مصر، ومع الأزهر الشريف قمنا بعمل مسابقة «حلاوة التلاوة» وكذلك «أصوات من السماء» لاكتشاف الأصوات الجيدة فى تلاوة القرآن والابتهالات الدينية، وكان ذلك فى شهر رمضان الماضي، بالإضافة إلى تعاون مع الجامعة العربية من خلال برنامج أسبوعى «بيت العرب» عن أنشطة الجامعة من سنوات طويلة، وعلاقتنا بهذه الجهات قوية.
■ هل لديكِ أفكار أو مشروعات أو خطط برامجية إذاعية الفترة المقبلة؟
- أتمنى فى الفترة المقبلة، ولديّ مشروعات كبرى تكون مشتركة بين إذاعتين أو أكثر لكى يتم عمل برامج كبرى تليق باسم الاذاعات العربية الكبرى وبتاريخ الإعلام الاذاعى العربي، تكون فى اكتشاف المخترعين والمبتكرين والإبداع الروائى والشعري، واكتشاف مواهب الأصوات سواء مطربين أو مقرئين على الساحة العربية كلها وليس دولة بعينها، وهو ما يعود بالفائدة والمردود بشكل أكبر على الدول كلها.
■ هل تعود الريادة للإذاعة المصرية مع وجود إذاعات شبابية طغت عليها؟
- أنا أعترض على ذلك لأنه عندما نقوم بتحليل المضامين التى تقدم من هذه النوعية من الإذاعات على «FM» التى أصبحت الآن موجودة على ساحة الإعلام الاذاعى المصرى والإذاعات العامة الموجودة على الجانب الآخر، فأنا كصوت عرب أتحمل الساحة العربية بكل الأنشطة الموجودة بها من أنشطة سياسية واقتصادية وثقافية وفنية واجتماعية وكل ما يرتبط بالحياة العربية، وأقدم هذه الرسالة، بما فيها الغناء والترفيه والمسرح والدراما والسينما، على الجانب الآخر لو استمعت إلى مضمون هذه الإذاعات- ولها جمهورها- فهى تقدم شكلا واحدا على مدار الـ24 ساعة، وهى عبارة عن طرح لموضوعات خفيفة وتتلقى اتصالات من المستمعين، وفى معظم المشاركات يكونون من فئة الشباب، فهل يمكن أن أترك هذه القضايا وهذه الأمور التثقيفية التى تبنى الإنسان لأستعيض عنها كاملا على مدار الـ24 ساعة بالحوارات الخفيفة والمسلية فقط؟! بالتالى من ينادى بأن تتحول الإذاعات العامة إلى هذا الأسلوب فهو مخطئ لأن لكل شيء رسالة.
■ لكن ليس كل الشباب يقبل على الإذاعات الرسمية ويبحث عن التجديد فى الإذاعات الأخرى؟
- لدينا إذاعة للشباب والرياضة تقدم الرسالة الشبابية المفيدة، وماذا يفعل الشباب خارج القاهرة وماذا يعانى منه الشباب فى المحافظات النائية، وكيف لا تصل الثقافة المطلوبة لهذا الشباب؟ كما نتعامل فى صوت العرب مع الشباب العربى من المغرب وسلطنة عمان وهمومه وهموم المرأة وهموم الفكر والثقافة، وهذا هو دورنا، لو تخلينا عنه فلن يقوم به أحد، فنحن ندرك الدور الذى يجب أن نقوم به ونفعله.
■ ماذا عن مواكبتكم التطورات التكنولوجية الحديثة ووسائل التواصل التى يقبل عليها الشباب؟
- نحن نفتح التفاعل مع المستمعين عبر صفحات برامج «صوت العرب» على مواقع التواصل الاجتماعى حتى يكون هناك اتصال تفاعلي، وهناك تعريف أكثر لهذه البرامج وما تقدمه وضيوفها والمخرجات التكنولوجية الحديثة والتعامل مع الشباب فى تقديم فقرات ترفيهية لهم لكن ساعة أو اثنتين وليس على مدار الـ24 ساعة.
■ ولمصلحة من تسطيح فكر المستمعين من الشباب؟
- لصالح الإعلان والشركات المعلنة، وأذكر أننى استمعت إلى فترة مفتوحة لمدة ساعتين فى إحدى الإذاعات الخاصة يتم تلقى تليفونات عن المثل الشعبى الذى يتحدث عن «القرع»، وأغرب الأمثال عن هذه الأمر، وقس على ذلك فقرات جديدة فى إذاعات متعددة على مدار ساعات الإرسال، وهذا ليس هو المطلوب من الإعلام الإذاعى تقديمه، أو الترحيب به، وأعتقد أنه يجب إعادة النظر فى طبيعة المتلقى الذى يقبل على سماع هذه المادة.
■ بخبرتك الإعلامية ما حال الأداء الإعلامى بشكل عام فى الإذاعة والفضائيات؟
- الإعلام الآن فى مرحلة عدم اتزان تام، فهناك نوع من الجمود فى ناحية، وهناك نوع من التسيب فى ناحية أخرى، ولا محاسب ولا ضوابط تحكم الإعلام بوجه عام، لكن نحن فى الإعلام العام بماسبيرو لدينا ضوابط وميثاق شرف ذاتى نلتزم به، أما الإعلام الخاص فيخترق كل الخطوط، ولا يوجد لدينا فى القانون المصرى محاسبة لذلك، وهو ما يتطلب ضوابط مهنية يحكمها القانون، لأن المهنة حثٌّ ووعى ولكن هناك حدودًا فى كل شيء، وأصبح كل شيء يطرح عيانا بيانا حتى الأمور غير المقبولة، فأين المسئولية وأين ميثاق الشرف الأخلاقى الذى يتم التعامل معه فى ذلك، ولماذا لا تفعل مواثيق الشرف الأخلاقية أو المهنية، خاصة أنه ليس لدينا قانون ملزم لوسائل الإعلام، وأين المجتمع والمسئولية المجتمعية؟ للأسف الإعلام الآن أصبح مضللا للرأى العام بدرجة كبيرة وهو المسئول عن حالة التوتر التى تجتاح المواطنين خاصة البسطاء، والذى أصبح التليفزيون والقنوات الفضائية هى الملجأ والملاذ لهم لمعرفة أى شيء، ودائما ما لا يقال فى الإعلام العام هو الصحيح، فهذه الأشياء لا تقال فى الإعلام العام ويلجأون إليها فى الخاص بأجنداته وتمويلاته التى لا يحاسبها أحد.
■ ما سبب الحالة التى وصل إليها الإعلام وما يسميه البعض «الصخب والتدنى والانفلات الإعلامى»؟
- هذه الحالة أتت من السماح بدرجة كبيرة جدا بفتح منافذ إعلامية- سواء كانت مقروءة أو مشاهدة أو مسموعة - دون وضع ضوابط لها، ومن المفترض عند ترخيص أى من هذه الوسائل أن يكون فيها الاسم والهدف والسياسة العامة الخاصة بها ومصادر تمويلها، وضبط عدم تحولها بعد ذلك، وهى تجاوزات يجب ضبطها والتعامل بشفافية فى معرفة ملاك القنوات والصحف ونسب المشاركة الخاصة بهم ومصادر تمويلها التى نشك فيها كثيرا.
■ ما الحل للخروج من هذه الأزمات الإعلامية وضبط الأداء؟
- يتطلب هذا صدور قانون الصحافة والإعلام فورًا، وهو منوط به ضبط الأداء الإعلامى من الثلاثة قوانين المنتظرة للمجلس الوطنى للصحافة والإعلام والهيئة الوطنية للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة، وهم مرتبطون ببعضهم ونص عليهم الدستور، حتى تكون ملزمة وفق قانون ومواد محكمة التطبيق والجهات التى تطبق موجودة وكل يعرف دوره، بالتالى ينضبط الأداء، لأن الجهد الذى بذل لعمل القوانين الثلاثة كان كبيرًا وتم استطلاع آراء كثيرة جدا وتم الاسترشاد بقوانين صحافة وإعلام فى كثير من دول العالم.
■ ما رأيك فى ماسبيرو وكيف تعود ريادته فى ظل هجرة أبنائه ما يساهم فى انهياره؟
- لا نشك على الإطلاق أن ماسبيرو هو رأس الإعلام فى الوطن العربي، وفيه تعلم كل من مارس الإعلام بشكل حقيقى على الساحة الإعلامية العربية- سواء المسموعة أو المرئية- وهناك فترة من الفترات تم تفريغ ماسبيرو من كوادر متميزة جدًا انطلقت إلى القنوات الفضائية الخاصة العربية والدولية، وهذه المرحلة صنعت نوعًا من الخلل فى ماسبيرو، ثم جاءت فترة الانفتاح على القنوات الفضائية وزاد العدد بدرجة كبيرة جدًا بعد 25 يناير 2011 وظهور طبقة جديدة من الممارسين للعمل التليفزيونى من خارج الكوادر الإعلامية، استوعبت كل من يمارس المهنية أو لا يمارسها، ما صنع بونًا شاسعًا بين ما يقدم فى الإعلام العام وما يقدم فى الإعلام الخاص، وبالتالى الإعلام العام لا يزال يعمل وفق ضوابط، ونحن نعانى من كثرة الإذاعات والقنوات داخل ماسبيرو وعدم وجود كفاءات على المستوى بالتساوى فى كل هذه القنوات، وأصبحت هذه القنوات والإذاعات تنافس بعضها فى الداخل ما صنع نوعًا من قلة المستوى عندما يقاس بما كان عليه فى فترة سابقة، وهجرة الكوادر المميزة ومع زيادة القنوات وعدم وجود كفاءات تغطى هذا العدد بنفس المستوى على مدار 24 ساعة فى كل القنوات والإذاعات فحدث هناك نوع من الفتور، وبالتالى ماسبيرو يحتاج إعادة تنظيم وألا تكون المنافسة بين قنوات ماسبيرو وإذاعاته بل بينه وبين ما هو خارجه، لأن الإمكانات بالنسبة لنا متاحة فماسبيرو يمتلك إمكانات فنية عالية وكوادر وتراثًا كبيرًا.