الخميس 22 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رسالة لمحافظ «ميدان المؤسسة».. القليوبية سابقًا!

رسالة لمحافظ «ميدان المؤسسة».. القليوبية سابقًا!
رسالة لمحافظ «ميدان المؤسسة».. القليوبية سابقًا!




يكتب: أحمد الرومى

منذ ما يزيد على سنة، أجريت اتصالا تليفونيا برئيس حى غرب شبرا الخيمة، كنت اشكو له من كمّ التعديات والفوضى الخطرة التى يعانيها شارع من أهم وأشهر شوارع الحى الذى يرأسه (شارع «الصفتى»)، فى بداية المكالمة عرّفته بنفسى، وأخبرته اننى اتصل به ليس بصفتى الصحفية، ولكن بصفتى مواطنا فى الحى الذى كلفته الدولة برعايته والعمل على راحة مواطنيه. شرحت له المهازل التى يقوم بها أصحاب المحال التجارية، وكيف أنهم يتصرفون بتجرأ على الدولة وينتهكون القانون بصدر رحب، ويخاطرون بأرواح الناس من أجل جنى الأرباح.
أذكر أن أول كلمة رد بها رئيس الحى علىّ كانت سؤاله: «ايه شارع الصفتى ده؟»، وعندما أبديت دهشتى لجهله بهذا الشارع المهم، رد قائلا: «أصل أنا من بنها»!
مفهوم طبعا أنه ليس لزاما على رئيس الحى أن يحفظ كل شوارع المنطقة التى يتولى مسئوليتها، لكن ليس منطقيا أنه لا يعرف أبرز شوارع حيّه، خاصة، لو كان هذا الشارع يقتظ بالمحال التجارية التى هى مقصد لغالبية سكان الحى، ويعتدى فيه الباعة على حق سكانه فى أن يعيشوا حياة آدمية.
حكى لى رئيس الحى وقتها إنجازاته، وكيف أنه لم يدخل مكتبه منذ أن تولى المسئولية، وكيف أفنى وقته فى التطوير والإصلاح فى الحى (هكذا قال!!)، فى النهاية وعدنى بأنه سوف يلتفت إلى شارعنا المنكوب.
ورحل الرجل عن منصبه دون أن يعرف حتى أين يقع هذا الشارع؟
ولكن قبل أن يرحل كنت أتابع صفحته الشخصية على موقع «فيسبوك» وكانت غارقة فى «لينكات» أخبار عن سعيه النشط لإزالة التعديات الموجودة بـ«ميدان المؤسسة». (هذا الميدان بالمناسبة يقع خلف مبنى الحى ومبنى محافظة القليوبية مباشرة) وكانت الأخبار مصحوبة بسيل من صور لرئيس الحى وهو يقف أمام البلدوزر وسط رجاله، ويشيح بيده، كأنه يعطى أوامر الإزالة.
رئيس الحى هذا كان ظاهرة «فيسبوكية» لا أكثر. هل انتهت هذه الظاهرة برحيله؟ الاجابة: لا.
لقد مضى إلى حال سبيله، وجاء آخر خلفا له، ولم يتغير شىء، فمازالت أخبار رئيس الحى الجديد تملأ الدنيا عن إزالته لتعديات ميدان المؤسسة (عليه السلام)، كما لو أن القليوبية، بمساحتها الشاسعة، لم يعد بها شىء يأرق المحافظ ورئيس حيه سوى ميدان المؤسسة المبارك!
هل يعرف دكتور رضا فرحات، محافظ القليوبية، والسيد علاء النادى رئيس حى غرب شبرا الخيمة ما هو شارع الصفتى؟
سأخبركما إن كنتما لا تعلمان. إنه أحد الشوارع الطويلة التى تربط شارع أحمد عرابى، الكائن فى عزبة عثمان، بطريق بيجام، كان هذا الشارع فى الماضى يعبر خلاله السيارات، قبل أن يقوم أصحاب المحال بدّق المتاريس الحديدية على أوله، ورفع بلاعات الصرف عن مستوى الارض، لمنع مرور السيارات فيه، ليستطيعوا الاستيلاء على نهر الطريق، ليفرشوا فيه بضاعتهم التى تسد الشارع وتعوق حتى مرور المواطنين.
لكم أن تجيبوا، ماذا سيحدث يا ترى لو أن أحد سكان هذا الشارع أصيب (لا قدر الله) بأزمة صحية مفاجئة؟ طبعًا سوف يموت، لأن سيارة الإسعاف لن تستطيع دخول الشارع لنجدته.
نفس الأمر فى حالة الحريق، فلو شبّت النيران (لا قدر الله) فى أحد المحال ستكون كارثة بجميع المقاييس، فالشارع مملوء بالبضاعة القابلة للاشتعال، ملابس، وأقمشة وأحذية، وخردوات، ومخازن بضاعة تسيل لعاب النيران، لو حصل هذا لن تستطع سيارات الاطفاء والدفاع المدنى دخول الشارع من فُجر التعديات، المتمثلة فى تثبيت أصحاب المحال شباك حديدية بعرض الشارع، لتعليق بضاعتهم عليها، بخلاف «التندات» البلاستيكية والخشبية التى تغطى الشارع بشكل شبه كامل، والتى هى أيضا معرّضة للاشتعال، إذا ما استقر فوقها عود ثقاب أو سيجارة ألقاها أحد سكان البيوت فى غفلة منه.
إنها مصيبة بجميع المقاييس تنتظر الوقوع.
عزيزى سيادة محافظ القليوبية، عزيزى رئيس حى غرب شبرا الخيمة، قد يبدو كلامى ثقيل الظل على قلوبكما المشغولة دوما بحال ميدان المؤسسة (عليه السلام)، لكننى أكتب هذا الكلام بعد أن ضجرت من سياسة الاستهتار بأرواح الناس، التى هى أمانة فى رقابكما، وحمايتهم من الخطر هو واجبكما الاصيل. أقول هذا الكلام لأوفر عليكما وقفة مخجلة داخل مشهد مفجع، مشابه لحريق الموسكى، فيه الخسائر الفادحة أشكالا والوانا.
أتمنى أن يقرأ معالى المحافظ، أو رئيس حيه، هذا الكلام ليتحرك ويوقف المهزلة الخطرة، أتمنى. فلم يعد مقبولا السكوت على الإهمال، ولم يعد منطقيا أن كل مشكلة فى البلد لا تحل إلى إذا توجهنا بها إلى رئاسة الجمهورية!
والله عيب!