نقاد: حرب أكتوبر أخذت حقها فى السينما وإنتاج فيلم عنها الآن مستحيل
روزاليوسف اليومية
على الرغم من عظمة الانتصار الذى حققه المصريون فى يوم السادس من أكتوبر عام 1973 إلا أن هذا الانتصار لم يتم تأريخه بشكل جيد للأجيال المقبلة، فبعد مرور 43 عامًا على حرب أكتوبر التى تستحق أن نطلق عليها «هرم مصر الرابع» إلا أنها لم تأخذ حقها فى السينما والدراما بشكل عام، حيث إن الدور الأساسى للسينما هو تأريخ كل الأعمال العظيمة بالصورة حتى يطلع عليها الأجيال الأخرى.
فسبق وقدمت بعض الأفلام التى اعتاد المصريون على مشاهدتها كل عام فى ذكرى الحرب، ولكن وسط كل الاحتفالات التى تشهدها مصر فى كل عام يثار فى أذهاننا عدة أسئلة منها لماذا لم يتم تقديم حالياعمل فنى يليق بحرب أكتوبر؟ّ! هل السبب يرجع الى الاكتفاء بالأفلام التى تم تقديمها سابقا أم خوف المنتجين من خوض تجربة ضخمة كهذه؟!
وتعلق الناقدة السينمائية ماجدة خير الله قائلة: إن الأفلام التى قدمتها السينما عن حرب أكتوبر كانت فى وقتها فقط أى فى السنوات القريبة من الحرب مثل فيلم «الرصاصة لا تزال فى جيبى»، وفيلم «بدور»، وغيرهما من الأفلام التى ليس له علاقة قوية بالحرب ولكن البعض الآخر من الأفلام كان فيه مجهود كبير لتوثيق الحرب ويمكن الاعتماد على هذه الأفلام، ولكن السينما بوجه عام قدمت أعمالًا قليلة جدا على مدار الفترة الزمنية بعد انتهاء الحرب والتى بلغت 43 عامًا.
مستشهدة بالسينما الأمريكية التى ما زالت حتى الان تقدم أفلامًا عن الحرب العالمية الأولى والثانية، وعن الحرب الأهلية من 300 سنة.
لافتة إلى أنه بعد انتهاء الحرب كان الرئيس أنور السادات على قيد الحياة، لذلك تم عمل هذه الأفلام تمجيدا له ولكن بعد وفاته لم يجد أى اهتمام بعمل أفلام أخرى عن نصر أكتوبر.
وأضافت: «حاليا مستحيل أن يقوم أحد بعمل فيلم عن حرب أكتوبر وهذا يرجع الى عدم اهتمام المنتجين لانهم يرون أن هذه النوعية من الأفلام لم تنجح».
وأن الدولة لم تهتم بتخليد هذه الذكرى الكبيرة لأن الدولة هى المسئولة عن عمل هذه النوعية من الأفلام بسبب ارتفاع تكاليف انتاجها وصعوبة الاستعانة بالطائرات والدبابات وأدوات الحرب.
وقالت الناقدة ماجدة موريس: إن حرب أكتوبر لم تأخذ حقها فى السينما وأن أكثر فيلم وثق الحرب بشكل جيد هو فيلم «الطريق إلى إيلات» للفنان عزت العلايلى الذى استغرق فترة طويلة جدا فى الكتابة والإعداد والإخراج واستطاع ممدوح الليثى المنتج الفنى للفيلم أن يتفق مع الشئون المعنوية أن يوفروا له كل الامكانيات من خلال القوات البحرية حتى إن الممثلين استغرقوا فترة طويلة جدا فى التدريبات وجزء منهم سافر للأردن فهذا الفيلم يعتبر أقرب الأفلام لتوثيق الحدث بشكل حقيقى الى جانب أنه قدم الشخصيات التى شاركت فى العملية بشكل إنسانى مع أسرهم وحياتهم لذلك الناس تنتظر هذا الفيلم فى ذكرى الحرب لرؤيته.
وتابعت قائلة إن فيلم «أغنية على الممر» الذى قدم مجموعة فى موقع صحراوى لانتظار الأوامر من قائدهم باطلاق النار يعتبر من أكثر الأعمال دقة فى التعبير عن حالة الانتظار ما قبل الحرب.
لافتة إلى أن الأفلام التسجيلية والوثائقية لها دور كبير فى تقديم أحداث حرب أكتوبر، ولكن يوجد ملاحظات عديدة على الأفلام الروائية بالنسبة للمعارك أو الشخصيات أو لخط سير الدراما.
وأوضحت أن فيلم «حائط البطولات» الذى تم ايقافه وعدم عرضه لأسباب غير مفهومة ولكن أهم ما قيل لأنه كان فى فترة العشر سنين الاخيرة.
وأشارت إلى أن أفلام حرب أكتوبر لا يستطيع منتج واحد أن يقدمها لأنها فوق طاقتهم لأن من الصعب الاستعانة بأسلحة وجيش وغيرها من الادوات اللازمة للحرب فكلها امكانيات غير متاحة إلا من خلال شيئين: تعاون الدولة والقوات المسلحة وهذا حدث فى كل الأفلام التى قدمت عن حرب أكتوبر سابقا، كذلك إذا تعاونت مجموعة من الشركات المنتجة الكبرى وقررت عمل فيلم عن الحرب فإن دعم القوات المسلحة وموافقتها هو عامل أساسى فبدون هذا الدعم يكون صعب عمل فيلم حربى.
وأضافت أن عددا كبيرا من الأعمال الخاصة بالكتاب الكبار يمكن تنفيذها كالكاتب العسكرى وجيه أبوذكرى وفيلم آخر كتبه فريد غالى قبل وفاته عن اليوم الثامن لحرب أكتوبر أكبر معركة انهزم فيها الجيش الإسرائيلى وخسر فيها مقاتلين ودبابات حيث يوجد العديد من الأعمال المكتوبة والتى تستحق التنفيذ.
وفى السياق ذاته يعلق الناقد السينمائى محمود قاسم قائلا: حرب أكتوبر قصيرة المدى حدثت فى عدة أيام أو عدة ساعات فبالتالى تكون كل الأحداث متشابهة وهى العبور فحرب أكتوبر لم تكن بين عدة دول كالحرب العالمية الثانية ولم تستمر عدة سنوات كالحرب العالمية الأولى والثانية ولكنها كانت بين مصر والعدو الصهيونى تلك الحرب كانت عبارة عن بطولات الجيش المصرى وهو يعبر خط برليف بعد الهزيمة.
ويرى أن الأفلام التى قدمتها السينما عن حرب أكتوبر كافية فأول سنة بعد الحرب عام 1974 تم تقديم أربعة أفلام وفى السنة التالية تم عمل فيلم «حتى آخر العمر» للفنان محمود عبد العزيز ثم تم عمل أفلام أخرى كفيلم «العمر لحظة» للفنان احمد مظهر والفنانة نبيلة عبيد الذى أنتج عام 1978 وفيلم «الطريق إلى إيلات» للفنان عزت العلايلى.
وتابع قائلا إن حرب أكتوبر أخذت حقها فى السينما ويرى أن فيلم «بدور» للفنان محمود يس والفنانة نجلاء فتحى وفيلم «الرصاصة لا تزال فى جيبى»، الذى كتب قصته رمسيس نجيب والذى شارك فى بطولته الفنان حسين فهمى والفنان محمود ياسين عبروا عن الحرب بشكل كافٍ.
وعلى مستوى الدراما يرى أن الدراما لا تستطيع أن تكلف عملا فنيا يختص بحرب أكتوبر وذلك بسبب ارتفاع التكاليف الخاصة بالعمل.
ويرى أن المخرج والمنتج محمد راضى الذى قدم فيلم «أبناء الصمت» والمخرج حسام الدين مصطفى الذى إخراج فيلم «الرصاصة لا تزال فى جيبى» والمخرج على عبد الخالق الذى إخرج فيلم «إعدام ميت»، عن الجاسوسية فيرى أن هؤلاء كانوا قادرين على تقديم أعمال تليق بحرب أكتوبر.
ومن المسلسلات التى تناولت حرب أكتوبر: مسلسل «رأفت الهجان» والذى قام ببطولته الفنان محمود عبدالعزيز والفنان يوسف شعبان وإخراج يحيى العلمى، حيث يتكون العمل من ثلاثة أجزاء وتم انتاج أول جزء عام 1987.
مسلسل «العميل 1001» وقام ببطولته الفنان مصطفى شعبان ونيللى كريم، وتدور أحداثه حول جاسوس مصرى استطاع أن يندمج فى المجتمع الإسرائيلى ويعمل لصالح الجيش المصرى.
مسلسل «الثعلب» بطولة الفنان نور الشريف والفنانة فادية عبدالغنى وإخراج أحمد خضر وتم انتاجه عام 1993.