البابا لحاملي مفاتيح الكنيسة: افتحوا لي أبواب البر
ميرا ممدوح
علي دقات الأجراس دخل البابا تواضروس الثاني أمس الي مقر الكاتدرائية المرقسية يتقدمه الشمامسة وآباء المجمع المقدس استعدادا لمراسم تجليسه بعد أن خرج من المقر الباباوي في موكب كنسي يتقدمه الاساقفة والمطارنة الذين اصطفوا علي جانبي الطريق بملابس الخدمة البيضاء ليمر من وسطهم.
البابا ارتدي أثناء دخوله ملابس الرهبان السوداء والتي ترمز إلي موته عن العالم وسط حضور الانبا باخوميوس أسقف البحيرة وقائم مقام البطريرك، والأنبا صرابامون رئيس دير الانبا الذي ترهبن فيه البابا وصعد الموكب إلي قاعة الاحتفالات الكبري في الكاتدرائية.
وحضر القداس الانبا متياس أسقف والانبا تكلا أسقف دشنا وهما من الاساقفة الذين تمت محاكمتهم في عهد البابا شنودة ومنعهم من الخدمة.
وأثناء قراءة طقس التجليس أجهش البابا بالبكاء بعد أن تم تجهيز منصة له للجلوس عليها أثناء الباسه لبس البطريرك وفور دخوله الي الهيكل سجد البابا علي ركبتيه باكيا بينما ألقي الشمامسة لحن «منولوجيس» باللغة القبطية.
وعند مدخل الكاتدرائية سلم رئيس الشماسة للبطريرك مفتاح الكاتدرائية ـ وهو علي شكل صليب ذهبي الذي فتح به البابا مرددا صلوات شكر لله، قبل أن يدخل الموكب قاعة الكاتدرائية وسط تصفيق حاد من الحضور الذين توافدوا علي الكاتدرائية منذ الساعات الاولي من الصباح فيما دقت أجراس الكنيسة احتفالا بالحدث التاريخي قبل أن يبدأ طقس القداس الالهي برئاسة الانبا باخوميوس القائم مقام بأعمال البطريرك.
وحضر الي المقر سفير السعودية والسفيرة الامريكية في القاهرة وسفراء كندا وبلجيكا واسامة هيكل وزير الاعلام السابق ود.ماجد جورج وزير البيئة الأسبق ود. عصام شرف رئيس الوزراء الاسبق ود.فينس جودة ومحمد البرادعي وعلي مصيلحي وزير التضامن الاجتماعي الاسبق ووزير الداخلية وأرسل شيخ الازهر مندوبا عنه لحضور طقس التجليس وحمدين صباحي ومنير فخري عبدالنور وزير السياحة الأسبق ود.أحمد زكي بدر وزير التعليم الاسبق وحازم الببلاوي نائب رئيس الوزراء الاسبق وعبدالرحمن البر عضو مكتب الارشاد.
آباء المجمع المقدس خرجوا مرتدين ملابس بيضاء ترمز للفرح ومعهم فريق الكشافة الكنسية بالطبول وعازفو المارش الذين تدربوا عليه حتي الساعة الرابعة من فجر أمس ودخل البابا تواضروس قائلا بصوت عال آية من مزمور لداود النبي: «افتحوا لي أبواب البر لكي أدخل وأحمد الرب»، بعد أن أخذ المفتاح لتدق أجراس الكاتدرائية ترحيبا وابتهالا باستقبال البابا.
وقد امتلأت الكاتدرائية منذ ساعات الصباح الأولي الي اخرها بالحضور من حاملي الدعوات الخاصة بالدخول لحضور طقس مراسم تجليس البابا علي كرسي مارمرقس الرسول ليكون رقم 118 في تاريخ بابوات الكنيسة الارثوذكسية.
وبينما تم تأمين الابواب الخارجية بحراسة أمنية مشددة كان 1500 عضو بالكشافة الكنسية يتحققون من هوية الدخول وبطاقات الدعوات الخاصة بهم، وقال الانبا باخوميوس في بداية مراسم التجليس «ندعوك يا بابا تواضروس بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية» وقام بإلباسه القلنصوة البيضاء وسط زغاريد وتصفيق الحضور والتونية البيضاء رمزا للنقاء والطهارة.
فيما حضر رئيس الوزراء هشام قنديل متأخرا عن طقس التجليس ورحل بعد انتهائه مباشرة وكتب قنديل في دفتر التهاني «مع خالص تمنياتي بإذن الله وتحيات الرئيس محمد مرسي وهذا اليوم تاريخي وفي مرحلة مهمة جدا وتاريخية لمصر عاشت مصر دائما قوية وبتقارب».
وقال الانبا باخوميوس في هذا اليوم نذكر قداسة أبينا المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث الذي لا ننسي ابوته وفكره ومحبته وغيرته وكل فضائله التي سوف نسلمها من جيل الي جيل. وأضاف: قداسة البابا شنودة الذي رحل عنا لم يتركنا يتامي ويصلي من أجلنا، كنيستنا ليست عاقرة ولكنها تلد اجيالا واجيالا وما تسلمناه من قديسينا نسمله للاجيال القادمة. وتابع قائلا: من قلبي أقولها ليس هناك صراع علي السلطة في كنيستنا وتعلمنا ونحن لا نهدف إلا لمجد ربنا.
وقال الانبا باخوميوس لقد أمرني البابا تواضروس بإلقاء الكلمة عوضا عنه مضيفا هذه لحظة فارقة في تاريخ مصر هذه المسئولية الكبيرة اتقدم إليها تحت نعمة الله ومساندة الجميع بالصلوات والعمل الرعوي لكل أحد ولكل انسان وفصل الانجيل الذي استمعنا إليه، الآيات تتحدث عن الرعية الواحدة الكنيسة الواحدة غير المنقسمة.
كما بعث الرئيس محمد مرسي ببرقية تهنئة إلي البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بمناسبة الاحتفال بتنصيبه وجلوسه علي الكرسي البابوي، متمنيا له التوفيق في أداء مهامه من أجل وحدة صف وتماسك أبناء الشعب المصري.
وأكد مرسي في برقيته أن شعب مصر شعب واحد تسوده روح الأخوة والمحبة بمسلميه وأقباطه، معربا عن تهانيه لأقباط مصر الأعزاء.