سارة الجوهرى.. أول مطربة بلغة الإشارة

تقرير - أسماء قنديل

 

وضعت نصب عينيها توعية وتثقيف الصم وضعاف السمع بحقوقهم من خلال فيديوهات لا يتجاوز مدتها 4 دقائق، فحققت شعبية كبيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إنها الفتاة الطموحة «سارة الجوهرى» التى تتميز بشغفها الدائم لتلبية احتياجات فئة الصم وضعاف السمع فعملت مترجمة لغة إشارة فى العديد من المراكز التدريبية لتوعية الأمهات والآباء بكيفية التعامل مع أبنائهم ويفهمون لغتهم ويتواصلون معهم بشكل فعال، وذلك انطلاقًا من تنشئتها الأسرية، وخبراتها واحتكاكها المتواصل مع ضعاف السمع، فأصبحت من أفضل معلمى لغة الإشارة.
سارة الجوهرى طالبة جامعية، تبلغ من العمر 20 عامًا، تنتمى لأسرة فنية، فوالدتها الفنانة التشكيلية الصماء حنان النحراوى، التى فقدت القدرة على السمع لإصابتها بحمى شوكية منذ صغرها - فتعلمت لغة الإشارة  للتواصل معها وترجمة إشاراتها للمجتمع، كما ساعدت والدها الأصم أيضًا، والذى تُوفى منذ ثلاث سنوات لعدم تلقيه العناية الكافية حيث إنه لم يتمكن من التعبير عن ألمه الشديد للأطباء الذين لم يفهموا شكواه فتركوه حتى توفى، فقررت تدشين العديد من الفعاليات الثقافية والترفيهية لفئة الصم وضعاف السمع لمساعدتهم فى التعبير عما يقصدونه بلغة الإشارة، وتوعيتهم بحقوقهم وتثقيفهم دينياً وصحيًا حتى لا يقعوا فريسة الجهل والمرض.
تقول سارة: أسست مبادرة «قرب منى أنا أصم» مؤخًرا، من أجل تعليم المتكلمين لغة الإشارة لتسهيل مهمة التكلم مع الأصماء، وتعريف المجتمع بأنهم أشخاص طبيعيون ويستطيعون التعبير عما بداخلهم بلغة الإشارة، ولكنهم يحتاجون إلى تغيير نظرة المجتمع لهم، كما تهدف المبادرة إلى تثقيف الصم وضعاف السمع من خلال تعليمهم قصص الأنبياء بطريقة مبسطة وتوعيتهم صحيًا.
وطالبت سارة بتغيير مصطلح «الصم والبكم» إلى «الصم وضعاف السمع» لأنهم يتمكنون من إخراج صوت وقت الغضب والانفعال ويستطيعون التكلم ولكن بلغة الإشارة.
وأنتجت سارة العديد من الفيديوهات فى الفترة الماضية، من أهمها: أغنية «انتى لسه جميلة» لمريضات سرطان الثدى وذلك بلغة الإشارة، وأغنية «عيش.. سكر.. وطن» لأصالة بلغة الإشارة، وأغنية تحيا مصر لأحمد جمال بلغة الإشارة، وقامت بترجمة أغنية « جمد قلبك» لمستشفى مجدى يعقوب بلغة الإشارة، والتى تم إذاعتها فى شهر رمضان الماضي، فحققت أكثر من مليون مشاهدة على موقع اليوتيوب وتلقت إشادة كبيرة من مؤلف الأغنية وجميع الأبطال الذين شاركوا فى أداء هذه الأغنية التى دعمت وساندت الأطفال، ثم أعادت سارة ترجمتها على طريقتها الخاصة من أجل دعم ومساندة فئة الصم وضعاف السمع.