الحرس الجمهوري يؤمن منشآته ويفرض حظر التجوال حولها
صبحي مجاهد
بعد 12 ساعة من الاشتباكات المتبادلة والصدام المباشر بين مؤيدي الرئيس د.محمد مرسي ومعارضيه، أعلن سلاح الحرس الجمهوري نزوله بالدبابات والمدرعات والقوات لتأمين قصر الاتحادية ومنشآت الرئاسة مؤكدا في الوقت نفسه أن القوات لن تتعرض بسوء لأي مواطن مصري.. فقط طالبت بإخلاء محيط كل المنشآت الرئاسية من المواطنين للتأمين وفرض حظر التجوال بدءا من عصر أمس.
في الأثناء أكدت تقارير طبية ارتفاع عدد حالات الوفيات جراء الاشتباكات إلي 6 من مؤيدي الرئيس أعضاء بجماعة الإخوان المسلمين حسبما أوردت فضائية الجزيرة علي لسان أسرهم برصاص حي في الرأس والجسد وطلقات خرطوش وأكثر من 800 مصاب من المؤيدين والمعارضين.
وشهد محيط قصر «الاتحادية» بحي مصر الجديدة تواجدا مكثفا لقوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي أمس، في أعقاب ليلة من الاشتباكات العنيفة بين المتظاهرين المؤيدين والمعارضين لقرارات الرئيس مرسي الأخيرة.
وقامت قوات الحرس الجمهوري بنشر خمس دبابات وست آليات مدرعة بشارع الميرغني، وكذلك ثلاث دبابات وأربع آليات مدرعة أمام بوابة القصر المطلة علي شارع إبراهيم اللقاني، في الوقت الذي انتشرت فيه تشكيلات من الأمن المركزي علي جميع أبواب قصر الرئاسة.
وقام أفراد سلاح المهندسين العسكريين من القوات المسلحة بتجهيز الأسلاك الشائكة لنصبها بشارع الميرغني أمام نادي هليوبوليس في الوقت الذي مازالت فيه حركة المرور في الشارع تسير دون معوقات.
وفي السياق ذاته، انسحب المتظاهرون المؤيدون للرئيس مرسي والذين افترشوا الطرقات المحيطة بالقصر مباشرة فيما قام البعض الآخر منهم بنصب ثماني خيام بالجهة المقابلة لقصر الاتحادية بشارع الميرغني، في غياب تام لأي من المتظاهرين المعارضين.
وقامت وزراة الصحة بالدفع بنحو 16 سيارة إسعاف تمركزت في المنطقة الواقعة ما بين شارعي الميرغني وإبراهيم اللقاني لتكون بالقرب من مقر الاعتصام.
وحرصت العديد من القنوات الفضائية علي التواجد مبكرا أمام قصر الاتحادية وهي مزودة بوحدات من البث المباشر لتصوير وقائع وفاعليات الأحداث.. فيما يتواجد الكثير من الباعة الجائلين بشارع الميرغني.. رفع رجال النظافة المخلفات الناجمة عن الاشتباكات.
وشرعت قوات الحرس الجمهوري صباح أمس في الانتشار في محيط مقر رئاسة الجمهورية بحي مصر الجديدة المعروف باسم الاتحادية لتأمين مقر الرئاسة باعتباره من رموز الدولة ومقرا رسميا للحكم، وباعتبار قوات الحرس الجمهوري مسئولة عن تأمين قصور الرئاسة في جميع أنحاء مصر.
من جهتها أعلنت وزارة الصحة والسكان ارتفاع عدد المصابين في الاشتباكات إلي 644 مصابا، وخمس وفيات، مشيرة إلي أن هناك أربعة مصابين في اعتصامات ميدان التحرير وخمسة مصابين في اشتباكات محافظة السويس.
وصرح المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور أحمد عمر، صباح أمس، بأن الوفيات الخمسة هم: 3 في مستشفي هليوبوليس (محمود محمد إبراهيم 35 عاما، وصل جثة هامدة للاستقبال، وعبد الرحمن ممدوح الحسيني 30 عاما، وصل جثة هامدة في الاستقبال، ومحمد خلاف 35 عاما وصل جثة هامدة للاستقبال)، وحالتان في مستشفي منشية البكري وهما: (هاني محمد سيد الإمام 32 عاما، وصل جثة هامدة في الاستقبال، و محمد محمد سنوسي علي 22 عاما، وصل جثة هامدة للاستقبال).
وأضاف: إن مستشفي منشية البكري استقبل 160 مصابا تقرر خروج 156 بعد تحسن حالتهم ومازال 4 تحت العلاج، ومستشفي هليوبوليس 217 مصابا تقرر خروج 180 منهم بعد تحسن حالتهم ومازال 47 تحت العلاج، ومستشفي عين شمس التخصصي استقبل 47 مصابا تقرر خروج 45 وما زالت هناك حالتان تحت العلاج، ومستشفي التخصصي بمصر الجديدة استقبلت 16 حالة من بينها 6 حالات تقرر خروجهم و10 حالات ما زالت تحت العلاج.
وأشار إلي أن مستشفي التأمين الصحي بمدينة نصر، استقبل 20 حالة تقرر خروجهم جميعا، ومستشفي التأمين الصحي استقبل 7 حالات ما زالت تحت العلاج، كما استقبل مستشفي كوبري القبة العسكري 26 حالة ما زالوا جميعا تحت العلاج، ومستشفي كوبري القبة استقبل 7 حالات تقرر خروج 6 حالات وحالة ما زالت تحت العلاج، كما استقبل مستشفي رابعة العدوية 50 حالة تقرر خروج 49 ومازالت هناك حالة تحت العلاج، ومستشفي الزيتون استقبل حالتين تقرر خروجهما، ومستشفي الزيتون التخصصي استقبل 27 حالة مازالوا جميعا تحت العلاج.
وأوضح أن مستشفي القاهرة التخصصي استقبل 13 حالة تقرر خروج 7 حالات، ومازالت 6 حالات تحت العلاج.. مشيرا إلي أن جراحات اليوم الواحد بمدينة نصر استقبل 34 مصابا تقرر خروج 33 مصابا ومازالت حالة تحت العلاج، ومستشفي الزهراء الجامعي استقبل 7 حالات ما زالوا جميعا تحت العلاج، وأن هناك مستشفيات أخري في مدينة نصر ومصر الجديدة استقبلت أعدادًا من المصابين من بينها مستشفي برج مينا، والدعاه، وفلسطين، والجنزوري والحلمية العسكري وغيرها.
وأشار إلي أن الإصابات كانت ما بين كدمات وسحجات وطلق ناري وجروح وخرطوش وغيرها، وقامت الفرق الطبية بالمستشفيات بعمل الإسعافات والفحوصات اللازمة لها وحالة المصابين ما بين حالات حرجة وحالات شبه مستقرة وحالات مستقرة.
وصرح د.أحمد سعفان نائب مدير مستشفي الدمرداش بأن المستشفي استقبل 82 حالة مصابة في الاشتباكات منها 4 حالات مصابة بطلق ناري في الرأس والرقبة والصدر والحوض و35 حالة مصابة بالخرطوش و34 حالة مصابة بجسم صلب وتم خروج 76 حالة في حين توجد 6 حالات في حالة خطرة ومنهم شاب عمره 24 سنة مصاب بطلق ناري في العمود الفقري وأصيب بشلل رباعي سيلازمه طوال حياته وباقي الحالات الخمس في العناية المركزة.
إلي ذلك صرح مصدر أمني مسئول بوزارة الداخلية بأن 35 من رجال الشرطة أصيبوا خلال الاشتباكات التي نشبت بين المتظاهرين المؤيدين للرئيس محمد مرسي والمتظاهرين المعارضين له بمحيط قصر الاتحادية.
وأوضح المصدر الأمني في بيان صادر عن وزارة الداخلية صباح أمس أن المصابين هم 7 ضباط، و3 أفراد و25 مجندا، مشيرا إلي وقوع العديد من التلفيات بالممتلكات العامة والخاصة، والتي شملت 9 سيارات شرطة بينها 3 سيارات إطفاء وسيارة أجرة ميكروباص، وكذلك احتراق سيارة ميكروباص رحلات.
ولفت إلي أن قوات الأمن المركزي تمكنت بعد جهود مضنية من فض الاشتباكات في المنطقة ما بين قصر الاتحادية وميدان كلية البنات، وأعلن المصدر أن الأجهزة الأمنية تمكنت أيضا من ضبط 50 من المشاركين في تلك الاشتباكات وجار اتخاذ الإجراءات القانونية قبلهم.
كما صرح مصدر أمني تعليقا علي أحداث محيط قصر الاتحادية، وإزاء التراشق والتعدي بين المؤيدين والمعارضين للإعلان الدستوري، فإن قوات الشرطة لم تنحز لأي من الطرفين خلال فض الاشتباكات، وتدخلت للفصل بينهما بقوات مترجلة تارة، وبالميكروباص المدرع تارة أخري، خاصة بعد اكتشاف وجود إصابات بالخرطوش وأعيرة نارية بالمصابين، مشيرا إلي أن أداء القوات قد لاقي استحسان الطرفين في بعض المواقف.
وذكر المصدر الأمني أنه في مواقف أخري قامت القوات باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع لإبعاد الطرفين عن بعضهما، مما أدي إلي اعتقاد المعارضين انحياز الشرطة علي غير الحقيقة، حيث كانت القوات في وضع صعب وسط تلك الحشود وتعاملت قدر الإمكان للسيطرة علي الموقف، حدًا من تعدي كلا الطرفين علي الآخر.
ووجه اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية رسالة أمس إلي أبنائه من الضباط والأفراد والمجندين علي صفحة وزارة الداخلية علي موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، أكد فيها أنه في ظل ما تشهده البلاد حاليا من أحداث، فإن وزارة الداخلية تؤكد ثقتها أن رجال الشرطة ضباطا وأفرادا وجنودا يبذلون أقصي طاقاتهم في سبيل أمن المواطنين وحماية المنشآت.
وشدد الوزير علي التزام رجال الشرطة بأداء مهامهم بحيدة ونزاهة وإصرار علي القيام بواجبهم، خاصة في تلك المرحلة الدقيقة التي يسجل خلالها الشعب المصري بجميع طوائفه وأطيافه ويرصد أداء رجال الشرطة، وأعرب عن أمله في أن يكون تسجيل الشعب المصري لأداء رجال الشرطة منصفا في تلك المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد.
فيما قرر المؤيدون للرئيس إقامة جنازة لضحايا الاشتباكات وأداء صلاة الجنازة وتشييع الشهداء إلي مثواهم الأخير عقب صلاة العصر، بحضور قيادات من جماعة الإخوان المسلمين ورموز التيار السلفي والإسلامي.
في غضون ذلك طالب مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف في جلسته الطارئة أمس بوقف جميع المظاهرات والاعتصامات والإضرابات في جميع أنحاء الجمهورية دون استثناء حقنا لدماء أبناء الوطن الواحد وتهيئة للمناخ اللازم لإنجاح الحوار والوصول بمصر إلي بر الأمان.
وأكد المجمع بإجماع الآراء في جلسته التي عقدت إثر الأحداث الدامية التي تلم بالوطن ضرورة معالجة الموقف بما يضمن وحدة الوطن وسلامة أبنائه، وإدانة استخدام العنف وإسالة الدماء وإزهاق الأرواح.
كما أكد استنكاره ما حدث من اقتتال بين أبناء الوطن أدي إلي سقوط العديد من الضحايا والمصابين وكذلك طالب بتجميد الإعلان الأخير ووقف العمل به داعيا إلي الدخول في حوار وطني يدعو إليه رئيس الجمهورية فورا وتشارك فيه كل القوي الوطنية دون استثناء ودون شروط مسبقة.
في المحافظات تحول مقر حزب الحرية والعدالة بالسويس إلي كتلة من النيران الملتهبة إثر حريق هائل شب نتيجة الاشتباكات التي دارت بين أعضاء من الحزب ومعارضي الرئيس محمد مرسي، وأتت النيران علي المقر بالكامل بعد قذف مجهولين لعبوات المولوتوف وتسببت الاشتباكات في إصابة 8 أشخاص بإصابات مختلفة احدهم مصاب بطلق ناري.
وانسحبت قوات الشرطة عقب تبادل الطرفين إلقاء الحجارة في محيط المقر، واقتحم آخرون مقر حزب الحرية والعدالة بشارع الثلاثيني في الإسماعيلية بعد أن قاموا بإضرام النيران بمقر جماعة الإخوان بمنطقة الخامسة وقاموا بتبادل إلقاء الحجارة بينهم وبين أعضاء حزب الحرية والعدالة بالمحافظة.
وتجمع العشرات من القوي الثورية بمحافظة الشرقية أمام مكتب الوحدة الحزبية للحرية والعدالة بمنطقة المساكن التعاونية بالزقازيق، تضامنا مع المعارضين لقرارات الدكتور «محمد مرسي» محاولين اقتحام المقر.
وعندما فشلوا، قاموا بإلقاء الطوب والحجارة وزجاجات المولوتوف علي واجهة المقر، ونتج عن ذلك اشتعال النيران في شرفة سكنية تعلوه وسيارتين تصادف وقوفهما أسفل المقر.
وقد انتقلت علي الفور قوات الحماية المدنية وتمكنت من إخماد النيران والسيطرة علي الموقف، وتمت إعادة الهدوء للمنطقة.
من ناحية أخري قامت مديرية أمن الشرقية، بتكثيف التواجد الأمني حول مسكن الرئيس «محمد مرسي» الكائن بشارع أبوبكر الصديق بقسم ثان الزقازيق للتصدي لأي محاولات لاقتحامه أو إتلافه.
وحول الاعتداءات التي تعرض لها عضو الجمعية التأسيسية وجماعة الإخوان المسلمين صبحي صالح أكد عاطف أبوالعيد أمين الإعلام بحزب الحرية والعدالة بالإسكندرية أن تحول المشهد السياسي المصري إلي حالة من الدموية ومحاولة اغتيال الرموز السياسية كما حدث ليلة أمس الأول مع صبحي صالح ينذر بخطر داهم يتهدد البلاد.
وأوضح أبوالعيد في تصريحات خاصة، أن هناك فريقًا من السياسيين المشوهين الذي وضعوا أيديهم في أيدي فلول الحزب الوطني والبلطجية مصممون الآن علي إغراق مصر وإدخالهم في جو من الفوضي بعد تدمير جميع مؤسساتها.
وحذر هذه التيارات المشوهة من التزام هذا النهج لأنه يعد منزلقًا خطيرًا من الفوضي بعد أن بدأ الشعب المصري يتلمس طريق الحرية والديمقراطية بناء مؤسسات الدولة.
وشدد أبوالعيد أن حزب الحرية والعدالة سيظل دائما ملتزما بالقانون ومؤسسات الدولة ولن يختار غير الشرعية بديلًا ولكنه في نفس الوقت لن يقف مكتوف الأيدي تجاه هذه الاعتداءات البربرية ويعرف جيدا كيف يأخذ حقه في إطار الشرع.