الجمعة 15 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الصدر» يوجه صفعة إلى إيران

«الصدر» يوجه صفعة إلى إيران
«الصدر» يوجه صفعة إلى إيران




  كتب - مصطفى أمين عامر

شكلت زيارة القيادى الشيعى البارز مقتدى الصدر  للمملكة العربية  السعودية ومقابلته للأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى حالة من الجدل الشديد داخل الأوساط العراقية والخليجية خاصة انها اعتبرت «صفعة» مباشرة للنفوذ العراقى المتنامى بالعراق و سط تفاؤل غير مسبوق بإمكانية تقارب الرياض وبغداد، بعد سنوات من علاقات تفاوتت بين القطيعة والبرود جراء التدخلات الإيرانية .  كما تعد هذه الزيارة - على حسب خبراء -   بداية لحصد نتائج جهود دبلوماسية بذلتها السعودية لإعادة العراق إلى حاضنته العربية مما يؤشر على رفع التمثيل الدبلوماسى للرياض، من قائم بالأعمال إلى تعيين سفير سعودى فى بغداد فى الفترة القريبة المقبلة
كما أن الزيارة تمثل الجانب الشعبى للعراق  حيث إن  الصدر  يمثل شريحة واسعة من العراقيين ذوى الانتماء العشائرى العربى،  وهو ما يدفع الى تعزيز العلاقة الرسمية بين البلدين التى تشهد بدورها تحسنًا ملحوظًا ومتسارعًا.
 ويبدو ان هناك عزمًا من الرياض  لسحب البساط من تحت إيران، التى تمتلك نفوذاً واسعاً فى العراق، حيث أصبح للسعودية بالفعل مؤسسات رسمية وأحزاب سياسية وقوى شعبية عراقية، مرحبة بعلاقات وثيقة مع الرياض.
 كما  تشير  إلى أن الدور السعودى فى العراق، مقبل على تطور كبير على كافة المستويات الرسمية والشعبية فى الفترة المقبلة، حيث تواجه حكومة بغداد التى يرأسها حيدر العبادي، تحديات داخلية وخارجية كثيرة، يتطلع لدور سعودى فى مواجهتها كما أن السعودية تسعى لاستقطاب الشيعة العرب نحو محيطهم بعيدًا عن التأثير الإيرانى المهيمن فى العراق منذ 2003.
تأتى بعد مرحلة جفاء
الدكتور حيدر حميد رئيس مجلس خبراء صناع القرار العراقى والاستاذ بجامعة بغداد  شدد على أن زيارة  مقتدى الصدر الثانية للسعودية  تأتى فى ظل متغيرات سياسية  جديدة تمر بها المنطقة بعد ان  قامت القيادة السعودية الحالية بقيادة الملك سلمان وولى عهده  محمد بن سلمان  بغير  سياسة المملكة  تجاه العراق بعد مرحلة طويلة من جفاء العلاقات السياسية بين البلدين .
وتابع فى تصريحات خاصة  لـ«روزاليوسف»  هذا الجفاء جعل من العراق  منطقة نفوذ إيرانية زادت بشكل كبيرة فى الاونة الاخيرة وهو ما تنبهت له  السعودية  من خلال سعيها الجاهد إلى محاولة كسب العراق إلى جانبها وإعادته إلى حاضنته العربية فى مسعى منها لسحب البساط من النفوذ الإيرانى  لتشكيل جبهة معارضة ضد إيران التى تعد نفوذها خطرا كبيرا يهدد  مصالحها .  وكشف انه كان من ثمار الانفتاح السعودى مع العراق تبادل زيارات الوفود الرسمية التى توجت بزيارة رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادى ووزير الداخلية العراقى للسعودية وزيارة رئيس أركان الجيش السعودى للعراق  وهو ما يمكن من خلاله فهم سياق  زيارة السيد مقتدى الصدر الذى يعد  زعامة سياسية عراقية وشعبية  وهو ما يعطيه ميزة لاتحظى به القوى السياسية الأخرى  التى لا تستطيع طرح نفسها سوى فى إطار كونها قيادات سياسية تفتقر لوجود قاعدة شعبية لها. واختتم حديثه بالتأكيد ان  السعودية تدرك  ان السيد مقتدى الصدر يمثل كذلك زعامة وطنية ابتعدت على الأطر الطائفية التى مارستها الأحزاب والقوى السياسية والدينية الاخرى.
تغيير فى معادلة الشارع العراقى
 وقال هاشم الشماع  مدير ملتقى بغداد للحوار الفكرى والوطنى  ان زيارة السيد مقتدى الصدر الى المملكة العربية السعودية وبدعوة رسمية من الاخيرة تعد تطوراً ملحوظاً بمكانة العراق الإقليمية بعد الانتصار على تنظيم الدولة الاسلامية الإرهابى وتحرير الموصل  وتابع  فى تصريجات خاصة لـ«روزاليوسف» ان الزيارة لها بعدان الاول من ناحية المملكة والثانى من ناحية العراق  فالسعودية تبحث عن اتجاهات اخرى تساندها بعد ازمتها مع ايران وقطر  وبعد عودة العلاقات السياسية بين البلدين وزيارة رئيس الوزراء العبادى للرياض وبعده وزير الداخلية العراقى سدت الثغرات السياسية بمعنى من المعانى لكن زيارة السيد مقتدى الصدر الى المملكة  أهميتها تكمن ان الرجل زعيماً لشريحة واسعة جداً من الشعب العراقى .
وأشار الى ان الصدر باستطاعته ان يحدث تغييراً فى معادلة الشارع  العراقى بكلمة واحدة منه  اضافة الى ذلك ان السعودية تعلم علم اليقين انه يمتلك عمقاً دينياً وعلمياً وقيادياً وباستطاعته يخلق توازناً ليس فقط داخل العراق وإنما خارجه أيضا.
واختتم حديثه بالتأكيد أنه يتوقع  توقعاً كبيراً ان ولى العهد السعودى محمد بن سلمان سيزور بغداد قريباً لتعميق العلاقة مع العراق وتكوين شراكة حقيقة  لقيادة الشرق الأوسط.
إعادة بغداد للحضن العربي
 فيما رأى الباحث فى الشوؤئون الايرانية على رجب، أن زيارة  الزعيم الشيعى العراقى مقتدى الصدر الى الرياض، تمثل مسعى سعوديًا من أجل إعادة العراق الي  الوطن العربى عبر  مد جسور العلاقة مع أغلب مكونات الشعب العراقى وفى مقدمتهم الشيعة العراقيين.
وتابع : إن الزيارة  لن تكون الأخيرة للصدر للرياض، والصدر لن يكون الزعيم الشيعى الوحيد الذى يزور الرياض بل متوقع زيارة  لقيادات شيعية عراقية وعربية خلال المرحلة المقبلة ضمن استراتيجية سعودية لمواجهة وتحجيم إيران  وسيكون منها زيارة مؤسس تيار الحكمة الوطنى الزعيم الشيعى العراقى عمار الحكيم، ونائب الرئيس العراقى إياد علاوى، بما يشكل سياسة جديدة للسعودية نحو اعادة العراق إلى محيطه العربى وعدم ترك بلاد الرافدين جائزة لايران.
واختتم حديثه بقوله  إن السعودية تعمل حاليا فى   إطار استراتيجة واسعة لمواجهة وتحجيم ايران، ونقل المعركة معها إلى الداخل الايرانى  مما سيشكل هاجسًا وقلقا للجانب  الإيرانى ويضعه تحت ضغط  وتضيق  مستمر تقلص  فرص المناورة  لديه فى تهديد دول الجوار العربية.