الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«snow white» يعيد الأسرة المصرية لمسرح الدولة..!

«snow white» يعيد الأسرة المصرية لمسرح الدولة..!
«snow white» يعيد الأسرة المصرية لمسرح الدولة..!




واجه المسرح القومى للطفل حالة من الإهمال الشديد طوال الفترة الماضية، ولم يكن هذا المسرح بمفرده الذى يعانى إهمالاً وعدم اعتناء، لكن صناعة مسرح الطفل فى مصر بشكل عام لم تحظ بقدر كبير من الاهتمام سواء على مستوى الصناعة الفنية أو على مستوى الموضوعات المطروحة اللهم إلا بعض التجارب الفردية شديدة الخصوصية التى تقدمها عدد من المدارس الخاصة مثل عروض مدرسة أوازيس الفرنسية التى تضخ أموالا باهظة لإنتاج عرض ضخم على مسرح دار الأوبرا مع نهاية كل عام تستغل فيه إفراز مواهب وطاقات طلبة مدرستها وكذلك تقديم عمل فنى على قدر عال من الرقى والاحتراف عن طريق الاستعانة بالمخرج والكريوجراف وليد عونى.
تكررت التجربة الفردية لكن هذه المرة على مسرح الدولة فى عرض «snow white» للمخرج محسن رزق على خشبة مسرح متروبول، يتناول العرض قصة «سنو وايت والأقزام السبعة» القادمة من عالم والت ديزنى، وهى الفتاة البرئية الحالمة ابنة الملك التى تلقى جميع أنواع الإهانة على يد زوجة أبيها والتى تسببت فى مقتل أمها ثم تزوجت والدها وقتلته حتى تفوز بالعرش وتحول ابنته من أميرة إلى خادمة بالقصر وعندما تقرر أن تسأل ذات يوم المرآة من أجمل إمرأة على الأرض تجيبها أن الأميرة سنو وايت هى أجمل نساء الأرض فتقرر التدبير لقتلها حتى تتخلص منها نهائيا لكن من كلفته بقتلها يخدعها ويساعد الأميرة بالهرب حتى تلقى الأقزام السبعة، قصة خيالية مثيرة تجمع بين عالم الطهارة والبراءة والشر عن طريق السحر واستغلال القوة الخارقة، وبالتاالى فهى تحمل الكثير من المشاهد والمعانى التى تلهب وتداعب خيال الأطفال سواء عن طريق السحر أو إبراز جمال وبراءة هذه الأميرة الجميلة خاصة فى المشاهد التى جمعتها بحبيبها أو بمشاهدها مع الأقزام السبعة.
لم يكن متوقعا أن ينجح مسرح الدولة فى تقديم عمل فنى يحمل الكثير من الخدع والرؤية البصرية بهذا المستوى خاصة كما سبق وأن ذكرنا لإهماله تقديم الأعمال المداعبة والملهمة لخيال الأطفال خصوصا لهذا الجيل الذى أصبح يتمتع بخيال أوسع وأرحب مما يقدم لهم من أعمال سطحية وسذاجة تعتمد على الشكل التقليدى القديم سواء من خلال عروض مسرحية ضعيفة أو عروض مسرح العرائس، بجانب أن مسارح الدولة غير مهيئة لصناعة إبهار يناسب هذه النوعية من العروض، لكن يحسب للمخرج محسن رزق أنه استطاع وبمهارة التحرك خلال الإمكانيات المتاحة باستغلال عناصر هامة وجيدة فى الصناعة المسرحية مثل مصممة الأزياء نعمية عجمى التى صممت أزياء العرض وكذلك مهندس الديكور حازم شبل وكلاهما لعب على تقديم شكل مختلف ومبهر فى حدود المتاح والمسموح لعين الأطفال الراغبين فى رؤية عرض مسرحى جيد ومتكامل إهتم صناعه بإحكام الجودة فى تفاصيله الفنية الصغيرة مثل الأزياء، الإضاءة، الديكور، كتابة الأغانى، الاستعراضات والموسيقى، وبمزج هذه العناصر الجيدة معا خرج عمل مسرحى متكامل من حيث الرؤية البصرية، وممتع للجمهور الراغب فى مشاهدة عرض جيد ومختلف، ومبهر فى حدود ما أتيح له من امكانيات فنية.
امتدت جودة العمل إلى اختيار أبطال العرض الذى جاء اختيارهم جميعا فى محله بدء من دور «سنو وايت» الذى لعبته بخفة ورشاقة غير معهودة الفنانة مروة عبد المنعم وكانت قريبة لقلوب وخيال الأطفال بأدائها السلس والبسيط والتى بدت معه وكأنها فتاة جاءت بالفعل من عالم الكرتون وتحولت بفعل السحر إلى كائن حى على خشبة المسرح ساهم فى إضافة هذا الطابع الكرتونى عليها الملابس التى ارتدها من بداية العرض وحتى نهايته بجانب الأداء الحركى والتمثيلى، وكذلك دقة إختيار تصميم الملابس للجميع والألوان مع الأشكال المختلفة للديكور وظهور الأقزام السبعة بملابسهم متعددة التصنيف والألوان كل هذه العناصر أوحت للحاضرين وكأن العمل الكرتونى الأشهر تجسد أمامهم بصورة حية على المسرح، وكذلك كانت الفنانة عايدة فهمى فى دور زوجة أبيها المصاحبة للمرآة المسحورة، ففى هذا العرض اهتم محسن رزق بصناعة عمل يحمل تفاصيل فنية جيدة الصنع باخيتار كل العناصر وبدقة، وكانت هذه الصناعة الجيدة نوع من التعويض للمخرج وصناع العمل عن فقر الإمكانيات التكنولوجية بمسارح الدولة التى قد تعجزه عن تقديم عمل من هذا النوع يداعب خيال أطفال هذا العصر، وكانت المفاجأة الكبرى الزحام الشديد الذى حققه هذا العرض بمسرح متروبول بمنطقة العتبة وتوافد أعداد من الأسر المصرية البسيطة للمسرح لمشاهدة العرض والاستمتاع به حتى نهايته فيحسب لرزق وفريقه إعادة الجمهور المصرى الخالص إلى مسرح الدولة بهذا الكم وهذه الكيفية.
شارك فى بطولة االعرض مصطفى حجاج، علاء النقيب، محمد سلامة باسم قناوى، هشام عادل، خالد إبراهيم، كريم عبد الشافى، عبد الحميد محمد، عبد الله جمعة، شاما منصور، فرح شادى، أشعار خالد الشيبانى، ألحان حسن دنيا، استعراضات مصطفى حجاج، إضاءة أبو بكر الشريف، ديكور حازم شبل، وأزياء نعمية عجمى.