الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأزهر يعلن الحرب على الفتاوى الشاذة

الأزهر يعلن الحرب على الفتاوى الشاذة
الأزهر يعلن الحرب على الفتاوى الشاذة




كتب - أشرف أبو الريش وصبحى مجاهد

تصوير - مايسة عزت


حرصا من العلماء على ضبط الفتاوى الدينية، وعدم خروجها عن مساراتها الصحيحة، وإعداد أجيال جديدة قادرة على إصدار فتاوى متسقة مع صحيح الدين، وتواجه الإرهاب والأفكار المتطرفة، انطلق «المؤتمر العالمى لدور الإفتاء» خلال الفترة من 17 إلى 19 أكتوبر الجاري، تحت عنوان «دور الفتوى فى استقرار المجتمعات»، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة مفتى مصر والإمارات، إضافة إلى علماء من 63 دولة.
الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قال خلال كلمته فى المؤتمر: «إن دعوات زواج المسلمة بغير المسلم هو فصل جديد من فصول اتفاقية «السيداو»، وخطوة لإجبار الدول العربية على تنفيذها»، مطالبًا الأمانة العامة لدور الافتاء مؤازرة موقف الأزهر فى رفض تلك الدعوات والتصدى لها، ورفض دعوات مساواة المرأة بالرجل فى الميراث.
شيخ الأزهر تابع حديثه: «أن أهل الفتوى والعلم أبتليوا اليوم بمن يهاجمون التراث تحت دعاوى التنوير والتغيير الزائفة، وأصبح من المعتاد اقتطاع عبارات الفقهاء من سياقها لتبدو شاذة مُنكرة قبل أن تبث فى حلقات نقاشية».
«الطيب» أكد أن «تزامن تدمير بعض الدول العربية، وظهور دعوات تنادى بهدم هيبة الدين، والسخرية من تراث المسلمين، إضافة إلى الهجوم المُبرمج على الأزهر، واعتياد إدانة مناهجه عقب وقوع أى هجوم إرهابي، والسكوت عن نجاحاته التى يحققها فى الداخل والخارج، ليس صدفة بحتة».
وأرجع شيخ الازهر الربط بين الإسلام والإرهاب، إلى الرغبة فى تزييف وعى المسلمين، وإبعادهم عن العلة الحقيقية التى تقف وراء صناعة الإرهاب، التى تتمثل فى السياسيات العالمية الجائرة التى لا تعرف شيئًا عن الإخوة الإنسانية، وتبنى اقتصادها بصناعة الأسلحة، مستنكرًا ظهور الشذوذ وإباحته بين الشباب الشرقى الذى عرف بخلقه وعفته.
وألقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، كلمة خلال المؤتمر، نيابة عن المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، قال فيها: «إن ضبط الفتوى يُسهم بقوة فى انضباط وتأمين المجتمعات والأوطان والأمم، ويُحقق السلام للعالم كله» لافتًا إلى أن اقتحام غير المتخصصين فى شئون الفتوى، فتح على العالم أبواب الإضطرابات، وضعف الاستقرار، لذلك يجب على العلماء كشف زيفها وضلالها.
«جمعة» أضاف (نيابة عن رئيس الوزراء): «أن الإرهاب الذى يعتمد على فتاوى منحرفة يتطلب توحيد جهود العلماء؛ لمواجهة فتاواهم، وأفكارهم الشاذة والمتطرفة» مشددًا على ضرورة أن يعيد العلماء النظر فى الكثير من القضايا الفقهية.
ومن جهته قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، ورئيس المؤتمر: «إن ظاهرة الإرهاب والتطرف تتنامى نتيجة إصدار الفتاوى المتطرفة المنحرفة، مما كان له أكبر الأثر فى نشر الفوضى، وتهديد الاستقرار والطمأنينة التى تنعم بها المجتمعات».
«علام» طالب أهل العلم بتوحيد كلمتهم فى مواجهة الإرهاب، ومحاصرة الفتاوى الشاذة التى تهدد المجتمعات، مؤكدًا أن دار الافتاء المصرية، وضعت خريطة لتحديد الفتاوى الشاذة لجماعات التطرف، وكيفية مواجهته.
وفى ذات الموضوع، قال الدكتور عبد اللطيف دريان، مفتى لبنان: «لا يخفى على عالمنا التطهير العرقى والدينى الذى يتم لمسلمى الروهينجا، وهى أسوأ جريمة بشرية بعد جريمة التطهير التى تعرض لها مسلمى البوسنة والهرسك، وارتفاع موجة العداء للاسلام فى العالم، وما يحدث تجاه قضية القدس، ولا نستطيع أن نتصدى لتلك الأمور إذا واصل السفهاء منا تشويه سمعة ديننا، ومالم نتحد فيما بيننا، وتركنا أمورنا للسفهاء منا الذين يفتون بغير علم».
محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف بأبوظبي، قال: «إن مجلس وزراء الإمارات، قرارًا إنشاء مجلس الإمارات للإفتاء، ليكون هو الجهة الوحيدة المخولة لإصدار الفتوى الشرعية العامة فى الدولة، إضافة إلى أنه المسئول عن إصدار تراخيص ممارسة الإفتاء الشرعية وتأهيل المفتين.
رئيس الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف الإماراتي، دعا إلى الاستفادة من التجربة الإماراتية لضبط الفتوى فى المجتمع، وإصدار تشريعات قانونية للتحكم فى وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، وإصدار ميثاق فى منظمة التعاون الإسلامي، توقع عليه جميع الدول الأعضاء يضبط الفضائيات، والمواقع الالكترونية، ويُمكن المتخصصين من التصدى للفتوى، ويساعد فى تأهيل مفتين قادرين على إدراك الواقع.