الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«مخلص العالم» لـ«دافنشى» أيقونة الجدل العالمى

«مخلص العالم» لـ«دافنشى» أيقونة الجدل العالمى
«مخلص العالم» لـ«دافنشى» أيقونة الجدل العالمى




كتبت - سوزى شكرى


تبقى لوحة المسيح «مخلص العالم» أو كما يطلق عليها باللغة اللاتينية « سالفاتور موندي» هى اللوحة الأخيرة المتبقية خارج المتاحف للفنان الإيطالى «ليوناردو دافنشى»، وهذا أحد أسباب التنافس عليها  فى  المزاد، عرضت اللوحة ضمن لوحات فنية بمزاد «كريستى « نيويورك الذى أقيم يوم 16 نوفمبر2017، المزاد تحت عنوان (ما بعد الحرب والفن المعاصر) عرضت اللوحة بالمزاد بقيمة تقديرية  100 مليون دولار، إلا المنافسة التى استمرت 30 دقيقة والتى تعد من أقل فترات التنافس الزمنية والتى رفعت فيها قيمة اللوحة بشكل خيالي، وبيعت اللوحة برقم قياسى بمبلغ 450 مليون دولار، ولم يعلن عن اسم وهوية المقتنى كما هو معتاد فى جميع صالات المزادات العالمية.
ارتفاع قيمة اللوحة جذب انتباه العالم للبحث عن  المقتنى فبدأ التضارب فى الروايات حول المقتنى الحقيقى وأنه بالتأكيد سوف يكون من الأثرياء العرب حيث ذكرت صحفية «نيويورك تايمز» (هوية المقتنى قد تبدو غامضة إلا أننا علمنا من مصادرنا أنه أمير سعودى وصديق مقرب لولى العهد محمد بن سلمان، وقد تم شرائها عن طريق وسيط هو الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود، وذلك لأن تربطهما علاقة وطيدة، وأننا تمتلك وثائق تؤكد أن مشترى هو الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود،  وأن الأمير بدر  شارك عبر الهاتف، وكان يمثله داخل القاعة «أليكس روتر»، نائب الرئيس لشؤون فن ما بعد الحرب والفن المعاصر فى مؤسسة المزاد.  وأن اقتناء هذه اللوحة لأمير السعودية سوف يغضب رجال الدين فى المملكة العربية السعودية، الذين يحرمون تصوير الأنبياء والرسل، تناقلت الصحف الأمريكية والعربية نفس الخبر أن مالك لوحة مخلص العالم هو ولى عهد  السعودية).
ومن جانبها أصدرت  السفارة السعودية بواشنطن بيان ذكرت فيه «استفسرنا من مكتب الأمير بدر آل سعود عن التفاصيل المتعلقة بما شاع حول اقتناه اللوحة، وعلمنا أن كل ما نشر ادعاءات ليس لها أساس من الصحة، وأن الأمير بدر أبدى استغرابه من التقرير الصحفية وبالأخص ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز، وأنه قد أوضح مكتب الأمير بدر أنه كان وسيطا لصالح وزارة الثقافة فى أبوظبى بالإمارات العربية المتحدة، حيث سوف يتم تعليق اللوحة فى متحف اللوفر بأبو ظبي،  كما أنه من جانب دائرة الثقافة والسياحة فى أبوظبي، أبلغونا أنهم أثناء وجود الأمير بدر فى افتتاح متحف اللوفر طلبوا منه شراء اللوحة  من المزاد لصالح المتحف».
كما أعلنت  قاعة مزاد «كريستي»  بنيوريوك على موقعها أنها فوجئت بهذه التقارير الصحفية الغير صحيحة وإنها قد اعتادت عدم الإعلان عن المقتنى إلا بعد موافقته، لذلك تعلن القاعة أن دائرة الثقافة والسياحة فى أبوظبى هى من اشترت لوحة المسيح المخلص (سالفاتور موندي) للرسام ليوناردو دافينشي، مقابل 450.3 مليون دولار، وأنه بوسع كريستى تأكيد تصريحاتها إذا لزم الأمر.
ونشر على  موقع متحف اللوفر أبو ظبى صورة اللوحة وذكر بجانبها: «إن لوحة «مخلص العالم» لليونادرو سوف تكون ضمن معروضات المتحف فربيا.
وبعد ما رصدته روز اليوسف حول التصريحات المتضاربة عن هوية مقتنى اللوحة فلدينا تساؤلات مشروعة، هل مسؤلوا متحف اللوفر أبوظبى كانوا فى احتياج إلى شخص وسيط لشراء لوحة ليوناردو من المزاد، وإذا سلمنا أنهم فى احتياج لوسيط وكلف بذلك الأمير بدر فالمتعارف  عليه أن المزاد أحواله متغيرة وغير معلوم من سوف يقتنى اللوحة بعد التنافس فمن أين علموا أنها لصالحهم ليكلفوه وسيط بالشراء، وهل  الإعلان عن ضم اللوحة إلى مقتنيات متحف اللوفر أبو ظبى إثبات أنه مالكها الأصلى، بالإضافة إلى أن قيمة اللوحة الفنية  تدور حولها شكوك فى أصالتها وأنه بعد مرور أكثر 500 عام على انتاجها تعرضت إلى مراحل ترميم كثيرة أفسدت قيمتها الفعلية بحسب آراء الخبراء والنقاد.. فهل تستحق اللوحة هذه القيمة المادية.